قطاع النفط العماني يترقب خطط شركة سويدية وعدت باكتشافات ضخمة
خطة لحفر 47 بئرًا في 2023
رجب عز الدين
يستعد قطاع النفط العماني لاستقبال انتعاشة جديدة خلال عام 2023، بعد إعلان إحدى الشركات السويدية المتخصصة اقترابها من إنجاز اكتشافات كبيرة خلال الأشهر المقبلة.
وقالت شركة "تيثيز أويل" السويدية المستقلة -العاملة في سلطنة عمان منذ 16 عامًا أو يزيد-، إنها تتطلع إلى إعلان اكتشافات كبيرة خلال عام 2023، وفقًا لمجلة ميس المتخصصة (mees).
وجاء ذلك في كلمة العضو المنتدب ماغنيوس نوردن، خلال عرضه نتائج أعمال الربع الأخير من العام الماضي الممتد من سبتمبر/أيلول إلى ديسمبر/كانون الأول 2022، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال نوردن، إن شركته على وشك الانتقال من مرحلة حفر الآبار الاستكشافية إلى مرحلة استغلال الاحتياطيات المستقبلية، ما قد يسهم في إنهاء اعتمادها على الأصول غير المشغّلة في المربعين رقم (3) و(4) بقطاع النفط العماني.
أدنى مستوى منذ 7 سنوات
انخفض إنتاج المربعين النفطيين المشار إليهما إلى 31.1 ألف برميل يوميًا فقط خلال عام 2022، وهو أدنى مستوى لهما منذ 7 سنوات.
وتستحوذ شركة تيثيز أويل منتصر ليميتد على 30% من هذه المربعات، كما تستحوذ شركة ميتسوي اليابانية على 20%، بينما تستحوذ شركة سي سي إنرجي ديفولوبمنت العمانية المستقلة على 50%.
ورغم انخفاض إنتاج المربعين النفطيين بصورة قياسية خلال العام الماضي (2022)، فإن اشتعال الأسعار العالمية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية أسهم في تعويض خسائر الإنتاج الفعلية.
وأظهرت نتائج الأعمال السنوية لشركة "تيثيز أويل" تحقيق قفزة كبيرة في إيراداتها بنسبة 39% خلال العام الماضي 2022.
وتخطط الشركة إلى إعادة استثمار حصتها، البالغة 156.5 مليون دولار، في تطوير مربعات الاستكشاف الحالية ومواجهة الانخفاض القياسي في إنتاج المربعات السابقة بالتنسيق مع الشركاء.
وخصصت الشركة مبلغًا يتراوح بين 65 و75 مليون دولار لتنشيط الإنتاج في المربعين (3) و(4)، خلال عام 2023، ضمن بنود النفقات الرأسمالية المقدّرة بنحو 85 و95 مليون دولار، والتي تزيد بنحو 6 ملايين دولار عن عام 2022.
حفر 47 بئرًا في 2023
تخطط الشركة السويدية لزيادة أعمال حفر الآبار الاستكشافية الجديدة في قطاع النفط العماني؛ لتصل إلى 47 بئرًا في عام 2023، مقارنة بـ36 بئرًا في عام 2022.
وحاول الشركاء تنفيذ برنامج لتنشيط الإنتاج في المربعين 3 و4 خلال العام الماضي، لكن صافي الإنتاج ظل ينخفض تدريجيًا من 10.4 ألف برميل يوميًا خلال الربع الأول، إلى 9.4 ألف برميل يوميًا بحلول الربع الأخير من 2022.
ويستهدف الشركاء مضاعفة إنتاج المربعين النفطيين إلى ما يتراوح بين 30 و33 ألف برميل يوميًا خلال العام الجاري (2023)، مع تكثيف خطة الإصلاحات وترقية المرافق وزيادة عمليات الحفر الممتدة منذ 2022.
شركاء محليون وإندونيسيا
تعمل شركة " تيثيز أويل" في قطاع النفط العماني منذ 16 عامًا ويزيد، وتمتلك حصصًا في مربعات نفطية أخرى أكثر نشاطًا، مثل مربع (58) و(56) و(49)، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويقول العضو المنتدب للشركة ماغنيوس نوردن، إن مشروعات المربعات الـ3 تشهد تقدمًا ملحوظًا، بينما تشهد مشروعات المربعين 3 و4 تراجعًا مؤقتًا يعملون على انعاشه خلال 2023.
وتعوّل الشركة السويدية على المربع 56، الواقع على الساحل الجنوبي الشرقي لسلطنة عمان، إذ تبلغ حصتها فيه 65%.
بينما تستحوذ شركة بياق العمانية لخدمات حقول النفط على 25%، وكذلك شركة إنتاج العمانية بنسبة 5%، إضافة إلى حصة مماثلة لشركة ميدكو الإندونيسية.
اختبار الآبار
تترقب الشركة نتائج اختبار مرتقب لبئر ممتدة في اكتشاف الجمد" jumd" أواخر مارس/آذار 2023، إضافة إلى سلسلة اختبارات آبار أخرى في مراحل التقييم.
ومن المتوقع أن تستمر خطة الاختبارات لمدة تصل إلى 6 أشهر، سيجري بعدها تقييم الاكتشاف وخططه التشغيلية ودراسات الجدوى التجارية.
كما ستُجري الشركة مسحًا زلزاليًا ثلاثي الأبعاد لمركز المربعات، مع توقعات بحفر بئر استكشافية جديدة خلال النصف الثاني من عام 2023.
مسح زلزالي مبشر
انتهت الشركة في الوقت الحالي من مسح زالزلي لمربع رقم 58 بمنطقة فهد، وأسفر المسح عن نتائج مبشرة وإمكانات كبيرة، وفقًا للعضو المنتدب للشركة السويدية.
وأنتجت آبار التقييم الـ3 في اكتشاف الجمد قرابة 4 آلاف برميل من النفط منذ حفرها في عام 2022، وتنتظر براميل النفط - المخزنة حاليًا في صهاريج- نقلها بالشاحنات إلى شبكة خطوط الأنابيب القريبة من مربع 6.
وأنتجت شركة ميدكو الإندونيسية 20 إلى 25 نوعًا من النفط الخام، عبر حفر آبار سابقة في سلطنة عمان، وتقترب "تيثيز أويل" من إنتاج أنواع شبيهة في المربعين 3 و4.
طلب تمديد الرخصة
استنادًا إلى هذه الشواهد، تقدمت" تيثيز أويل" بطلب الحصول على تمديد رخصة الاستكشاف لمدة عام، تنتهي يوليو/تموز 2024، بهدف إتمام عملية التقييم الكاملة لإمكانات المربع النفطي رقم 58.
وتواجه الشركة تعثرًا في استخراج النفط من بئر حصلت على رخصة لاستكشافها منذ عام 2021، ومن المقرر انتهاء رخصة مماثلة ممنوحة للشركة بخصوص المربع رقم 49 نهاية عام 2013، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وحفرت الشركة السويدية 12 بئرًا في المربعين 3 و4 خلال الربع الأخير من العام الماضي، بالتنسيق مع الشركاء العمانيين واليابانيين الذين يخططون لحفر 3 آبار جديدة على الأقلّ خلال الربع الأول من عام 2023.
إيرادات الدولة
تعتمد سلطنة عمان ذات الـ4.5 مليون نسمة على إيرادات صادرات النفط والغاز بصورة أساسية تتجاوز 50% من إجمالي إيرادات الدولة.
وارتفع إنتاج النفط العماني بنسبة 9.6% حتى نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي (2022)، ليسجل 388 مليونًا و434 ألفًا و800 برميل.
كما ارتفع إنتاجها من الغاز الطبيعي بنسبة 3.7% حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2022، ليسجل 52 مليارًا و61 مليونًا و900 ألف متر مكعب.
وتتوقع السلطنة تحقيق إيرادات من النفط العماني بنحو 5.3 مليار ريال عماني (13.7 مليار دولار أميركي) خلال العام الجاري (2023)، بزيادة 18% عن الإيرادات المحققة في عام 2022، كما تتوقع تحقيق 1.4 مليار ريال عماني من إنتاج الغاز.
(الريال العماني = 2.6 دولارًا أميركيًا).
وتعتمد هذه التوقعات على متوسط سعر لبرميل النفط يصل إلى 55 دولارًا، وفقًا للرقم الذي اعتمدته وزارة المالية العمانية في 2023.
موضوعات متعلقة..
- قطاع النفط في سلطنة عمان يدعم الناتج المحلي بـ 32 مليار دولار
- حقل بساط يدعم قطاع النفط في سلطنة عمان بـ60 ألف برميل يوميًا
- حقل مفرق في سلطنة عمان يفوز باتفاقية تشغيل مشتركة
اقرأ أيضًا..
- أوكيو العمانية تبيع 20% من أسهم أبراج لخدمات الطاقة
- إيجبس 2023.. الغاز الإسرائيلي طريق مصر لزيادة صادراتها إلى أوروبا
- لتخفيف ضغط أسعار الطاقة المرتفعة.. دول أوروبا تنفق أكثر من 747 مليار دولار