استهلاك الغاز الطبيعي يرتفع على حساب الفحم في أميركا
بعد انخفاض أسعاره إلى أدنى مستوى خلال 30 عامًا
حياة حسين
من المتوقع أن يؤدي انخفاض أسعار الغاز الطبيعي إلى أدنى مستوى لها خلال 3 عقود في أميركا إلى زيادة استهلاكه على حساب الفحم خلال الأشهر المقبلة.
وتناول الكاتب والمحلل الأول في شؤون الطاقة جون كامب، هذا التراجع الكبير في أسعار الغاز، الذي يعكس زيادة عمليات الحفر والإنتاج وتراجع الاستهلاك، جراء صعود الأسعار في 2022، وفق ما كتب في مقال بوكالة رويترز.
وشهدت أسعار الغاز الطبيعي في أميركا والعالم ارتفاعات قياسية في 2022، بسبب غزو روسيا لأوكرانيا، وفرض عقوبات على موسكو، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأسفر غياب إنتاج النفط الروسي عن الأسواق العالمية، خاصة إلى عملاء موسكو التقليديين والكبار في أوروبا، بصورة غير طبيعية، عن اضطراب الأسعار وتحقيقها مستويات قياسية.
أسعار الغاز
بلغت أسعار الغاز الطبيعي أدنى مستوياتها، مع انخفاض العقود الآجلة الأميركية إلى 2.45 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، خلال تعاملات 9 فبراير/شباط الجاري.
ويُعدّ هذا السعر الأدنى منذ عام 1990، ما يؤشر إلى التراجع الحاد في الأسواق الأميركية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وزاد حجم المخزونات الأميركية من الغاز تحت الأرض بنحو 17 مليار قدم مكعبة في 3 فبراير/شباط الجاري، وهي تزيد بنسبة 1% -تقريبًا- عن مستواها خلال السنوات الـ8 الماضية.
وتأتي هذه الزيادة مقابل عجز هائل حدث في 9 سبتمبر/أيلول 2022، يعادل 427 مليار قدم مكعبة، أي أقل بنسبة 13% عن المدة السابقة.
وأسهم الطقس الدافئ بالولايات المتحدة في الحفاظ على مستوى المخزونات من الغاز الطبيعي بفائض أولي كبير.
ورغم أن موجة صقيع شديدة كانت قد ضربت معظم الولايات الأميركية، لدرجة أنها جمدت الغاز في أنابيب نقله، خلال الربع الأخير من 2022، فإنها لم تستغرق مدة طويلة، وأعقبها طقس دافئ.
انخفاض الصادرات
انخفضت الصادرات الأميركية عقب انفجار محطة فريبورت للغاز المسال في منتصف 2022 تقريبًا، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وخلال النصف الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2022، شهدت أسعار الغاز الطبيعي أعلى مستوياتها، إذ زادت العقود الآجلة بنسبة 10%، في وقت كانت الأسواق تترقب فيه استئناف عمل المحطة، بعد 5 أشهر من التوقف.
ورغم أنه من المفترض أن تجد المخزونات الأميركية طريقًا لتصريف جزء منها بعد إعادة تشغيل المحطة، فإن مخازن الدول المفترض الوصول إليها في أوروبا ممتلئة هي الأخرى.
لذلك، من المتوقع أن يواجه المصدرون الأميركيون منافسة في أسواق الغاز الطبيعي الآسيوية، كونها أسواقًا حساسة للأسعار وتتأثر مشترياتها بأي زيادة بها.
وذكر كاتب المقال أن ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية في 2022، أسهم في تراجع الاستهلاك من الغاز -أيضًا- خلال العام الماضي.
تراجع الحفر
من المتوقع أن يؤدي تراجع أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي إلى تثبيط عمليات الحفر، بالإضافة إلى تنشيط استهلاكه في توليد الكهرباء على حساب الفحم.
ويُتداول الغاز الطبيعي -حاليًا- في الأسواق بأسعار أقل من الفحم، ما يعني توقعات بزيادة استهلاكه، وفق التوقعات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وذكر كامب أن عمليات الحفر لإنتاج الغاز الطبيعي لم تتقدم منذ مطلع سبتمبر/أيلول 2022، رغم نموها بنسبة تجاوزت 50% في الأشهر الأولى من العام الماضي.
موضوعات متعلقة..
- نصف إمدادات الغاز المسال العالمية قد يأتي من أميركا والشرق الأوسط بحلول 2030
- توقعات بانخفاض أسعار الغاز في أميركا 50% خلال 2023 (تقرير)
- محطات الفحم والغاز قد تمثل 98% من إغلاقات قدرة الكهرباء في أميركا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- هل ينجح العراق في وقف استيراد الوقود بحلول 2025؟ (تقرير)
- فورد تثير المخاوف في أميركا بسبب مصنع لبطاريات السيارات الكهربائية
- انبعاثات الكربون من الوقود الأحفوري قد تبلغ ذروتها بحلول 2025 (تقرير)