صفقة مبادلة النفط والغاز بين روسيا وإيران تصل لمرحلة "التفاصيل التقنية"
نوفاك يلمح إلى التوصل لاتفاق بشأنها دون تحديد موعد رسمي
هبة مصطفى
تشهد صفقة مبادلة النفط والغاز بين روسيا وإيران تطورات جديدة، إذ أعلن نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك أن ممثلي البلديْن يعكفون على مناقشة التفاصيل التقنية حول الصفقة، ومن ضمنها مقترح طهران لنقل الإمدادات.
ووصف المسؤول الروسي الصفقة بأنها "مشروع واعد"، إذ تسعى إيران بكل السبل لتتحول إلى نقطة عبور لنقل تدفقات الطاقة الروسية إلى عملاء موسكو، وتستفيد بحصة من التدفقات لتلبية الطلب المحلي في الوقت ذاته، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وألمح نوفاك إلى أن الصفقة التي تشمل مبادلة إمدادات النفط والغاز -وليس الغاز وحده كما أُثير في وسائل الإعلام لدى إعلانها- قد يجري التوصل إلى اتفاق بشأنها بين البلدين، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الروسية "تاس".
تطورات جديدة
قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إن صفقة المبادلة تحظى في الآونة الحالية بتطوير للتفاصيل والاحتمالات الفنية والتقنية، قبل أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق حولها.
وأشار إلى أن صفقة مبادلة النفط والغاز بين روسيا وإيران يُنظر إليها بصفتها مشروعًا واعدًا قد يجري حسمه والتوصل إلى اتفاق بشأنه، لا سيما أن الصفقة مطروحة منذ العام الماضي (2022).
وتشمل الصفقة مراحل عدة، ويُركز الطرفان -خلال المرحلة الأولى- على مبادلة 5 ملايين طن من النفط (35.5 مليون برميل)، بجانب 10 مليارات متر مكعب من الغاز.
وتطمح إيران إلى أن تصبح مركزًا للطاقة، وقدمت مقترحًا في وقت سابق يقضي بتمرير الغاز الروسي عبر أراضيها لتنفيذ صفقات موسكو.
وتُعد صفقة مبادلة النفط والغاز بين روسيا وإيران -حال إتمامها- الثانية من نوعها لطهران، إذ تُعد أراضيها وسيطًا لعبور تدفقات الغاز من تركمانستان إلى أذربيجان.
العقوبات مظلة مشتركة
تُعد صفقة مبادلة النفط والغاز بين روسيا وإيران امتدادًا للطفرة التي شهدتها علاقات الطاقة بين البلدين ومحاولات توسعة التعاون، لا سيما في أعقاب اندلاع الحرب الأوكرانية ووقوع موسكو تحت قائمة العقوبات.
وسبق أن أوضح ألكسندر نوفاك أن البلدين يتطلعان إلى مزيد من التعاون في مواجهة العقوبات المفروضة على صادرات الطاقة لكليهما، حسبما نقلت عنه وكالة تسنيم نيوز الإيرانية (Tasneem News Agency)، خلال استضافته وزير النفط الإيراني "جواد أوجي" في أكتوبر/تشرين الأول (2022).
ومنذ ذلك الحين يعكف البلدان على دراسة آليات تنفيذ صفقة مبادلة النفط والغاز الروسييْن مع إيران، وتصدر أنباء من حين إلى آخر حول استعمال خطوط النفط الأذربيجانية لنقل تدفقات الصفقة بين طهران وموسكو.
وقد تستقبل طهران كميات الغاز الطبيعي -المطروحة خلال الصفقة- عبر خطوط الأنابيب، ثم تعيد نقل التدفقات ذاتها إلى عملاء موسكو في مواقع أخرى، بصفتها نقطة مرور وسيطة.
وبجانب ذلك، تسعى إيران إلى اقتناص جانب من هذه التدفقات، لتلبية الطلب المحلي شمال غرب البلاد، ما يخفّف الضغط ويوفّر إمدادات قد تعيد طهران تصديرها إلى تركيا والعراق.
ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- حجم الصادرات الروسية من الغاز عبر خطوط الأنابيب، بالمقارنة بين عام 2021 والعام الماضي 2022:
فائدة غير مجدية
من شأن صفقة مبادلة النفط والغاز بين روسيا وإيران أن توفّر لطهران 6 مليارات دولار سنويًا، وفق بيانات صادرة عن بورصة "إيرينكس" للطاقة الإيرانية في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ومن جانب آخر، قال كبير السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة في واشنطن، الدكتور أومود شوكري، إن صفقة المبادلة الروسية للنفط والغاز مع إيران لن تحل أزمة الطاقة في طهران.
وأشار إلى أن طموح إيران في التحول إلى مركز طاقة -عبر إتمام صفقة المبادلة- أمر مستبعد في الآونة الحالية، غير أنه وارد على المدى الطويل مع توافر الظروف الملائمة.
وأرجع شوكري ذلك إلى عدم توافر البنية التحتية المؤهلة لعملية النقل والمبادلة في طهران، بجانب أنها لم تتحول إلى "سوق حرة" في قطاع الطاقة حتى الآن، فضلًا عن عدم إفساح المجال أمام مشاركة القطاع الخاص في مشروعات الطاقة بالقدر الكافي.
كما لفت إلى العقوبات الأميركية التي تخضع لها طهران والقيود المفروضة على قطاع الطاقة، موضحًا أن تلك القيود كان لها تأثير في عدم جذب استثمارات الشركات العالمية.
وأضاف أنه حال عدم اتخاذ خطوات جدية نحو إحياء الاتفاق النووي، فإن الآونة المقبلة ستشهد تعزيز وجود شركات موسكو في حقول طهران.
اقرأ أيضًا..
- ما علاقة تغير المناخ بسقف أسعار النفط والضرائب الاستثنائية؟ أنس الحجي يجيب
- نتائج أعمال إكوينور النرويجية تقفز لأعلى مستوى في 8 سنوات (رسم بياني)
- إنتاج النفط الروسي ينخفض 500 ألف برميل يوميًا.. موسكو ترد على العقوبات الغربية
- ما أسباب قرار خفض إنتاج النفط الروسي المفاجئ؟.. تقرير يجيب