وضعت ألمانيا الغاز المسال العماني في قائمة الإمدادات مع مساعيها لتنويع الواردات ضمن خطتها للاستغناء عن الغاز الروسي.
وتبحث ألمانيا عن صفقات طويلة الأجل لتوريد الغاز المسال مع دول الخليج المنتجة للغاز، في إطار خطة طموحة تستهدف استبدال كل واردات الطاقة الروسية بحلول منتصف 2024.
وتجرى ألمانيا في الوقت الحالي محادثات مع سلطنة عمان في إطار صفقة مرتقبة لتوريد الغاز الطبيعي المسال لمدة 10 سنوات الأقل، وفقًا لوكالة رويترز.
وتأتي المفاوضات في إطار البحث عن بدائل طويلة الأمد لتعويض إمدادات الغاز الروسي المنقطعة عن ألمانيا وأوروبا منذ سبتمبر/أيلول 2022، بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا.
وحصلت شركة الطاقة الألمانية "آر دبليو إي"، في سبتمبر/أيلول 2022، على صفقة طويلة المدى لتوريد الغاز المسال مع شركة أدنوك الإماراتية، بينما تبحث شركتا "سيف" و"يونيبر"-المؤممتان خلال 2022- عن صفقات في دول أخرى.
تفاصيل الصفقة مع عمان
تدور الصفقة المرتقبة مع سلطنة عمان حول توريد كميات سنوية تتراوح من نصف مليون إلى مليون طن سنويًا خلال 10 سنوات مقبلة لم يحدد بدايتها بعد، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتنخرط شركة يونيبر الألمانية في المحادثات المتعلقة بصفقة الغاز، إضافة إلى محادثات أخرى بشأن صفقة شراء للأمونيا الخضراء في إطار الاتفاق الموقع مع مشروع الهيدروجين العماني "هايبورت الدقم" عام 2021، وفقًا لموقع شير نت المتخصص " share net "
وتطمح ألمانيا- أكبر اقتصاد على مستوى أوروبا- إلى استبدال جميع واردات الطاقة الروسية بحلول منتصف عام 2024؛ ما يجعلها في مأمن من استمرار الحرب الأوكرانية أو أى اضطرابات أخرى تثيرها روسيا في الجوار الأوروبي.
وتعتمد أغلب القطاعات الصناعية في ألمانيا على الغاز الطبيعي في عمليات التشغيل والإنتاج، إضافة إلى قطاع المنازل؛ ما يستلزم البحث عن بدائل الغاز المسال طويلة الأمد.
محادثات لم تحسم مع قطر
وتجري ألمانيا -منذ أشهر- محادثات مماثلة مع قطر، أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، وثاني أكبر المصدرين بعد الولايات المتحدة الأميركية في عام 2022.
وتتفاوض برلين مع الدوحة حول صفقة طويلة الأجل لتوريد الغاز المسال لمدة 20 عامًا، لكن معالمها لم تحسم بعد، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ووقّعت شركة قطر للطاقة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، اتفاقيتين مع شركة كونوكو فيليبس الأميركية لتصدير 2 مليون طن من الغاز المسال سنويًا إلى ألمانيا لمدة 15 عامًا على الأقل بداية من عام 2026.
معدل المخزونات الألمانية
نجحت ألمانيا في تجاوز الشتاء الحالي دون حدوث اضطرابات ملحوظة في الإمدادات، بفضل بناء مخزونات قوية وصلت إلى 79.2% حتى 30 يناير/كانون الثاني 2023، تحسبًا لفصل الصيف والخريف المقبلين، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويعد هذا المعدل مطمئنًا للغاية، إذا قورن بالحد الحرج الذي وضعته هيئة تنظيم الطاقة الوطنية في ألمانيا وتحذر من ملامسته على المستوى الوطني.
ويصل الحد الحرج لتخزين الغاز في ألمانيا عند 40%؛ ما يعني أن انخفاض المخزونات عن هذا الحد يعرض البلاد لأزمة يجب تداركها في أسرع وقت ممكن، بينما تعد الزيادة عنه عامل أمان من الأحداث الطارئة.
واستجابت قطاعات المنازل والمصانع لخطة ترشيد استهلاك الغاز في ألمانيا، خلال أسابيع الشتاء الماضية، إلا أن معدلات الاستهلاك ما زالت أقل من المأمول بنسبة تتراوح بين 40% و50%، وفقًا لأحداث بيانات مجمعة عن الأسبوع الخامس الممتد من 30 يناير/كانون الأول إلى 5 فبراير/شباط 2023.
الاستهلاك ما زال حرجًا
وبلغ متوسط استهلاك الغاز في ألمانيا، خلال الأسبوع المشار إليه، قرابة 2.49 تيراواط/ساعة/يوم، بمعدل انخفاض 14.3% عن المتوسط الأسبوعي المسجل خلال 4 سنوات معيارية سابقة على الحرب الأوكرانية (2018-2021)، وفقًا لمنصة إس آند بي غلوبال المتخصصة.
وكانت درجات الحرارة أكثر دفئًا، خلال هذا الأسبوع، بنسبة 0.5% درجة مئوية، مقارنة بالمتوسط خلال بالسنوات المعيارية المشار إليها.
وفي حالة احتساب متوسط الاستهلاك العام استنادًا إلى درجة الحرارة، يظهر معدل الانخفاض 12%، في المنطقة الحرجة لتصنيف هيئة تنظيم الطاقة الوطنية في ألمانيا.
وعلى الرغم من إخفاق الأسابيع الـ3 الماضية في الوصول لهدف الانخفاض (20%)؛ فإن مستويات المخزونات ما زالت عالية عند 75.4% من إجمالي السعة التخزينية حتى 7 فبراير/شباط 2023.
خطة الترشيد ضعيفة
رغم هدوء أسعار الغاز وأمان المخزونات؛ فإن الحكومة الألمانية ما زالت تشدد على قطاعات المنازل والصناعة الالتزام بخطة خفض الاستهلاك بنسبة 20%.
وتأمل الحكومة في الخروج من هذا الشتاء بمخزونات قوية تساعدها على تجاوز الشتاء المقبل 2023-2024، بعد أن مر الشتاء الحالي بسلام، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويصنف استهلاك الأسبوع الخامس من فصل الشتاء -الممتد من 30 يناير/كانون الثاني إلى 5 فبراير/شباط 2023- ضمن الحدود الحرجة رغم انخفاضه إلا أنه أقل بنسبة 8% عن المطلوب.
وشهدت أسعار الغاز الأوروبية انخفاضات ملحوظة خلال شهري ديسمبر/كانون الأول 2022 ويناير/كانون الثاني 2023، مقارنة بمستويات الذروة القياسية التي سجلت في صيف العام الأول للحرب الروسية الأوكرانية.
هدوء أسعار الغاز مُغرٍ
وسجلت أسعار الغاز في أوروبا هبوطًا بنسبة 22% خلال النصف الأول من يناير/كانون الثاني 2023، وهو أدنى مستوى لها منذ 16 شهرًا، وفقًا لوكالة بلومبرغ.
وتراجعت أسعار العقود الآجلة للغاز على مؤشر "تي تي إف" الهولندي –المعتمد أوروبيًا - بنسبة 8.2% لتسجل 59.5 يورو (64.35 دولارًا أميركيًا) لكل ميغاواط/ساعة، يوم 16 يناير/كانون الثاني 2023، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر/أيلول 2021.
ويمثل هذا التراجع امتدادًا لانخفاض العقود الآجلة خلال بنسبة 50% خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2022، وفق بيانات مقارنة رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويرجع هدوء أسعار الغاز، خلال الشهرين الماضيين، إلى نجاح أغلب دول أوروبا في بناء أرصدة مخزونات ضخمة من الغاز خلال الأشهر الماضية تحسبًا للشتاء.
كما أسهم اعتدال درجات الحرارة مع دخول الطقس المعتدل إلى أغلب الأجواء الأوروبية، خلال الأسابيع الماضية، إلى هدوء الطلب والأسعار معًا.
موضوعات متعلقة..
- هل فشلت صفقة الغاز القطري إلى ألمانيا؟ وزير الاقتصاد يجيب
- أول شحنة غاز مسال من الإمارات إلى ألمانيا تنطلق بنهاية 2022
- ألمانيا تعتزم تشغيل 3 محطات جديدة لاستيراد الغاز المسال قريبًا
اقرأ أيضًا..
- شيفرون تكشف عن تفاصيل انسحابها من أكبر حقول الغاز في ميانمار
- العقوبات على إيران تطول 9 شركات جديدة مصنعة ومروجة للبتروكيماويات
- إعلان أحدث أرقام احتياطيات النفط والغاز في موريتانيا