شركات طاقة الرياح الصينية تتأهب للتوسع في الأسواق العالمية (تقرير)
بفضل قوة سلاسل التوريد المحلية
وحدة أبحاث الطاقة- أحمد عمار
أمام شركات طاقة الرياح الصينية فرصة كبيرة للتوسع عالميًا مقارنة بالشركات الغربية، التي تواجه تحديات سلاسل التوريد وارتفاع التكاليف، إلا أن الطريق لن يكون سهلًا.
وبحسب تقرير حديث لشركة الأبحاث وود ماكنزي -استعرض الفرص والتحديات لدى الشركات الصينية- فإنه في الوقت الذي تعاني فيه أسواق الرياح البرية الغربية أزمة سلاسل التوريد وارتفاع التكاليف، استفادت الشركات الصينية المصنعة للمعدات الأصلية من قوة سلاسل التوريد المحلية.
وأوضح التقرير أن الموقع التنافسي القوي لشركات طاقة الرياح الصينية، بالإضافة إلى عقبات سلاسل التوريد التي تواجه الدول الغربية، يمثّلان فرصة فريدة أمام الموردين الصينيين لتوسيع استثماراتهم عالميًا.
ووفقًا لتقرير وود ماكنزي -الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- تستهدف شركات طاقة الرياح الصينية الأسواق الدولية من خلال ضخ استثمارات في الأصول وتنفيذ المشروعات مع توريد المعدات.
وكان عام 2021 شاهدًا على نجاح الشركات الصينية في وجودها بـ45 دولة وتوفير ما يعادل 14 غيغاواط من سعة طاقة الرياح، سواء من خلال ملكية أصول أو توريد المعدات أو عقود الهندسة والمشتريات والبناء (EPC).
التوسع لن يكون سهلًا
يوضح التقرير، أن شركات طاقة الرياح الصينية حققت أرباحًا أعلى من نظيراتها الغربية، مرجعًا ذلك إلى سلاسل التوريد المحلية القوية، التي حمت تلك الشركات من تعرضها لمخاطر السلع والخدمات اللوجستية.
ومع ذلك، يرى التقرير أن توسع شركات الرياح الصينية لن يكون سهلًا، إذ تواجه عوائق التمويل والسياسات الحمائية إلى جانب المخاطر الجيوسياسية المتزايدة.
ورجح التقرير، محاولة شركات طاقة الرياح الغربية منع دخول الصينيين إلى أسواق الولايات المتحدة وأوروبا.
وشدد على أهمية ضمان المستثمرين في شركات الطاقة الرياح الصينية أن المشروعات تتناسب مع طلب السوق المحلية، وكذلك التعاون مع المطورين الغربيين.
وتُعدّ الأسواق الناشئة ومشروعات الهيدورجين الأخضر -بحسب التقرير- ضمن الأهداف الأكثر ترجيحًا للتوسع الصيني في الخارج.
وتمثّل مشروعات الهيدروجين الأخضر في الأسواق الناشئة بأفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية وآسيا فرصة كبيرة لتوغل شركات طاقة الرياح الصينية، لا سيما في الأسواق التي تتبع مباردة الحزام والطريق.
وأكدت وود ماكنزي أن دول الحزام والطريق بحاجة إلى استثمارات كبيرة في البنية التحتية لزيادة قدرات الطاقة المتجددة لديها.
الرياح البحرية وإمكان خفض التكاليف
وفقًا للتقرير، أدّى التوسع في إنتاج الرياح البحرية إلى قدرة المصنعين الصينيين على خفض التكاليف مقارنة بمنافسيهم العالميين، على الرغم من ارتفاع تكلفة المواد الخام.
وهو ما دفع المصنعين الصينيين إلى توسيع قدراتهم الإنتاجية لتلبية الطلب العالمي المتزايد على طاقة الرياح، وسط جهود خفض الانبعاثات.
ورغم ذلك، تواجه شركات طاقة الرياح الصينية تحديات عديدة، منها زيادة تكاليف النقل وعدم اليقين بشأن التشريعات، ما قد يُعوّض الميزة السعرية، فعلى سبيل المثال فرضت بعض الدول والمناطق كالاتحاد الأوروبي رسومًا لمكافحة الإغراق على مكونات توربينات الرياح من الموردين الصينيين.
ومع ذلك، يرى التقرير أن عدم التوازن بين العرض والطلب العالمي على توربينات الرياح البحرية وتوقعات حدوث اضطرابات في سلسلة التوريد، يجعل من الصعب على المطورين وصناع السياسات رفض الموردين الصينيين.
وأدّت زيادة تركيبات طاقة الرياح البحرية في الصين خلال عام 2021 إلى ارتفاع العرض على المدى القريب، وهو ما يمثّل فرصة أمام المصنعين الصينيين للتوسع في الخارج.
ومن بين الأمور التي تدفع الشركات للتوسع الدولي، اتجاه الصين إلى إلغاء دعم طاقة الرياح خلال عام 2022، ما قد يضغط على الأرباح ويشير إلى المخاطر التي يتعرّض لها اللاعبون الصينيون للتركيز فقط على السوق المحلية.
ويعني ذلك أن توسع شركات طاقة الرياح الصينية في العديد من الأسواق الخارجية يسمح لها بامتصاص التكاليف والمخاطر المرتفعة.
وفي الوقت الحالي، توجد توربينات الرياح البحرية الصينية في السوق الأوروبية من خلال مشروعات مشتركة أو إنشاء شركات فرعية.
موضوعات متعلقة..
- استثمارات طاقة الرياح في أوروبا تتراجع 47% في عام 2022
- طاقة الرياح تواجه عقبات.. وهذه شروط زيادة الإنتاج (تقرير)
- طاقة الرياح البرية في مرمى نيران التكاليف المرتفعة للعام الثاني (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- إدارة معلومات الطاقة ترفع توقعات أسعار النفط في 2023
- بعد تطبيق سقف أسعار المشتقات النفطية الروسية.. هؤلاء موردو أوروبا وعملاء موسكو
- 3 شواهد منطقية تشير إلى تدفق الغاز الجزائري للمغرب سرًا (مقال)