الهيدروجين لن يزيح الغاز الطبيعي من مزيج الطاقة قبل 20 عامًا (تقرير)
والمزج بينهما الحل الأمثل
هبة مصطفى
يبدو أن الاستغناء عن الغاز الطبيعي من مزيج الطاقة بات حلمًا بعيد المنال؛ إذ تظهر صعوبة حل الهيدروجين الأخضر محله لضخامة متطلبات هذا الانتقال ماليًا وتقنيًا أيضًا.
وما بين مطالب الانحياز للوقود النظيف وتحديات الاعتماد الكامل عليه يظهر حل سحري يعمل كمنتصف العصا، بمزج الوقودين معًا وفق معايير ونسب محددة، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة "إيه إي إس"، أندريس غلوسكي؛ فإن أسواق الطاقة غير مستعدة في الآونة الحالية للتخلي عن الغاز لصالح الهيدروجين، لكن قد يكون مزج الوقود النظيف ضمن مزيج الطاقة حلًا ملائمًا، وفق تصريحات له نُشرت في صحيفة هيدروجين فيول نيوز (Hydrogen Fuel News).
الغاز أم الهيدروجين؟
يرى الرئيس التنفيذي لشركة "إيه إي إس"، أندريس غلوسكي، أنه لا يمكن الاستغناء عن الغاز الطبيعي طوال الأعوام الـ20 المقبلة، وسيواصل تشكيله حصة مهمة للغاية ضمن مزيج الطاقة.
وقال إن المحاولات الأميركية والأوروبية والاقتصادات العالمية لتنفيذ إجراءات انتقال الطاقة، بالتخلي عن الوقود الأحفوري واستبدال الهيدروجين به، تتطلب توافر الخطط والتمويلات والتقنيات.
وأضاف غلوسكي أن مرحلة التأهيل للاعتماد الكامل على الهيدروجين تحتاج إلى المزيد من الوقت؛ ما يشير إلى ضرورة استمرار الغاز الطبيعي في موقعه بوصفه وقودًا انتقاليًا ضروريًا.
وشدد على أنه على مدار العقدين المقبلين ستكون الحاجة إلى الغاز والطلب عليه أمرًا طبيعيًا، جنبًا إلى جنب مع إفساح المجال -تدريجيًا- لدخول الهيدروجين في مزيج الطاقة بوصفه لاعبًا مستقبليًا رئيسًا.
ويعزز من وجهة نظر أندريس غلوسكي تعطش أسواق الطاقة حاليًا -خاصة الأوروبية منها- لتدفقات الغاز اللازم للحصول على الكهرباء والتدفئة خلال فصل الشتاء، ولا سيما في ظل غياب تدفقات الغاز الروسي عن القارة العجوز.
المزج.. هل يكون حلًا؟
في ظل معادلة صعبة ما بين الاحتياج للغاز الطبيعي بوصفه وقودًا رئيسًا طوال الأعوام الـ20 المقبلة والمطالبات بالتحول تجاه الهيدروجين التزامًا بالأهداف المناخية ومساعي الطاقة النظيفة، يبقى المزج بينهمًا حلًا أمثل، بحسب رؤية أندريس غلوسكي.
ويُتيح مزج الهيدروجين مع الغاز خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن عمل الأخير، كما أنه حل يُنظر إليه باعتباره تأهيلًا وتهيئة يمكن الاستفادة منه عقب 20 عامًا مع انتهاء العمل بالغاز الطبيعي.
ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- الحدود القصوى لمزج الهيدروجين داخل شبكات نقل الغاز، بحسب بيانات أوابك:
وقال غلوسكي إن عملية المزج تُسهم في تحقيق مراحل انتقال الطاقة بصورة سلسة مع خفض الانبعاثات الكربونية للغاز، كما تعزز عدم جاهزية خطط الطاقة بالأسواق الرئيسة للاعتماد الكامل على الهيدروجين من مقترحه إدخاله تدريجيًا إلى المزيج ومزجه بالغاز.
وأوضح أن هناك حاجة للمزيد من الوقت لتطوير تقنيات الهيدروجين تمهيدًا لتنفيذها وتطبيقها على الوجه الأمثل، مشيرًا إلى أنه يمكن تحقيق ذلك عبر الاختبارات والتجارب خلال إدخاله تدريجيًا إلى المزيج جنبًا إلى جنب مع الغاز.
وبالإضافة إلى ذلك، تُعَد توقعات الكميات المتاح توافرها في غضون السنوات الـ10 المقبلة غير كافية ليحل محل الغاز بصورة كاملة.
اختبارات المزج
كشف الرئيس التنفيذي لشركة "إيه إي إس" أندريس غلوسكي، عن أنه يجري الآن اختبارات لكيفية تطبيق عملية المزج بين الغاز الطبيعي والهيدروجين بنسبة 20% في التوربينات، غير أنه من آن لآخر تظهر توربينات مزودة بتقنيات أحدث تغير من معدلات نسب الحرق.
ويُعَد مزج الهيدروجين الأخضر في خطوط أنابيب نقل الغاز الطبيعي أولى تجارب اختبار جدوى المزج، وهو أيضًا سبيل لتعزيز صادرات الهيدروجين بين الدول مع تجنب تكلفة النقل الباهظة وللاستفادة من البنية التحتية القائمة بالفعل من خطوط نقل وشبكات توزيع الغاز.
ورغم النظرة المتفائلة لإمكان المزج؛ فإنه تقتصر التقنيات اللازمة لتأهيل خطوط أنابيب الغاز لاستقبال تدفقات الهيدروجين -حتى الآن- على جهود شركة "أوشنيت" الأميركية وتقنيتها المطورة "هيدروبيل" بتكلفة يسيرة.
وأوضحت الشركة، في وقت سابق، أن تقنيتها يمكنها نقل الهيدروجين عبر خطوط الغاز بأمان وكفاءة، كما أنها توفر 68% من تكلفة إنشاء خطوط جديدة مخصصة لنقل الهيدروجين.
وتتبع الشركة الأميركية تقنية عمل من شأنها تجنب المخاوف التي أُثيرت في دراسات عدة حول تدمير الخطوط وانفجار وتكسر أجزائها، لاعتبارات كثافة الهيدروجين ومعدلات المزج.
اقرأ أيضًا..
- أبرز 10 توقعات لأسعار البنزين في أميركا خلال 2023
- قطاع النفط والغاز في كندا بحاجة لاستلهام تجربة السعودية وقطر (مقال)
- إيني الإيطالية تُنعش قطاع النفط والغاز الليبي بصفقة جديدة (صور وفيديو)
- سر النار الأزلية بحقل نفط في العراق.. وهل هي مشتعلة منذ 4 آلاف عام؟ (فيديو)