شل تدرس الانسحاب من أنشطة بيع التجزئة في 3 دول أوروبية كبرى
تخدم 1.6 مليون عميل
عمرو عز الدين
تتجه شركة شل -إحدى كبرى شركات النفط العالمية- إلى التخارج من أنشطة بيع التجزئة في 3 دول أوروبية كبرى، بسبب تداعيات أزمة الطاقة الممتدة في القارة العجوز منذ العام الماضي.
وأعلنت الشركة الأنغلو-هولندية دراستها الانسحاب من أعمال بيع التجزئة للمنازل في المملكة المتحدة وهولندا وألمانيا، وفقًا لوكالة رويترز.
وبررت شل قرارها -محل الدراسة- بظروف السوق الأوروبية الصعبة التي عانت اشتعال أسعار بيع الجملة خلال العام الماضي، بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وانقطاع إمدادات الغاز الروسي، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بمعدل 3 أضعاف وأكثر خلال عام 2022، ما أدى إلى ارتفاع فواتير الطاقة على المستهلكين بصورة قياسية لم تحدث منذ عقود.
وحاولت الحكومات الأوروبية حماية المستهلكين بصورة مختلفة، أبرزها رفع مخصصات الإنفاق على دعم الطاقة بأرقام قياسية، مع دراسة وضع سقف لأسعار بيع الغاز بالجملة داخل الاتحاد.
الدراسة تستغرق بضعة أشهر
أطلقت شركة شل عملية مراجعة شاملة لشركاتها الـ3 المتخصصة في أعمال البيع بالتجزئة في الدول الأوروبية محل التخارج.
وتتوقع الشركة أن تستغرق عملية المراجعة بضعة أشهر، سيعقبها تقديم تقرير مفصل لمجلس الإدارة، لاتخاذ القرار المناسب بشأن التخارج من عدمه.
وضخت شل قرابة 1.5 مليار دولار (نقدًا وقروضًا) في أعمال تجارة التجزئة في بريطانيا عام 2022، لمساعدة شركتها هناك على مواجهة تقلبات أسعار الطاقة الهائلة التي تسببت في انهيار شركات منافسة في المملكة المتحدة.
ويحمل فرع الشركة الأنغلو-هولندية في المملكة المتحدة اسم "شل إنرجي ريتال"، ويقدم هذا الفرع خدمات البيع بالتجزئة إلى قرابة 1.4 مليون عميل.
ويقدم فرع الشركة في ألمانيا خدماته إلى قرابة 110 آلاف عميل، يُضاف إليهم 15 ألف عميل يخدمهم الفرع الهولندي، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
فروع أميركا وأستراليا مستثناة
لا تشمل أعمال المراجعة التي تقوم بها اللجنة المختصة شركات توريد الطاقة بالجملة، كما لا تمتد إلى شركات بيع التجزئة في الولايات المتحدة وأستراليا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ورغم معاناة شركات شل في قطاع بيع الطاقة بالتجزئة للمنازل فإن أرباحها السنوية لم تتأثر، كما أنها تقترب من تسجيل قفزة قياسية تزيد على 30 مليار دولار خلال عام 2022.
وترجع أسباب هذه الطفرة الربحية إلى اشتعال أسعار النفط والغاز بالجملة، ونقل تكلفة الزيادة للمستهلك النهائي مع ضمان هامش الربح، كما تفعل الشركات دائمًا.
نتائج أعمال قياسية
من المتوقع أن تعلن شركة شل تفاصيل نتائج أعمال عام 2022 بصورة شاملة ومفصلة في مؤتمر صحفي يوم 7 فبراير/شباط 2023.
وأظهرت نتائج أعمال سابقة للشركة ارتفاع صافي أرباحها إلى 9.45 مليار دولار خلال الربع الثالث من العام الماضي منفردًا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وبلغ صافي الربح المحقق خلال الأشهر الـ9 المنتهية في سبتمبر/أيلول 2022، قرابة 30.5 مليار دولار، وسط توقعات بأن تكسر حاجز الرقم القياسي المسجل عام 2008، والبالغ 31 مليار دولار.
وتوقعت شل منذ أشهر دفع ضرائب بقيمة 360 مليون دولار عن نتائج أعمال 2022، إلا أن الضرائب الاستثنائية التي فرضتها بريطانيا ثم الاتحاد الأوروبي على شركات الطاقة ستكبدها ضعف هذا المبلغ 5 مرات على الأقل.
مليارا دولار ضرائب استثنائية
قالت الشركة في بيان صادر في 6 يناير/كانون الثاني 2023، إن الضرائب الاستثنائية غير المتوقعة ستكبدها ملياري دولار، تُضاف إلى توقعاتها السابقة المقدرة بنحو 360 مليون دولار.
وكانت بريطانيا أول دولة أوروبية من خارج الاتحاد تفرض ضريبة استثنائية على شركات النفط والغاز، ثم لحقتها دول أخرى من داخل الاتحاد، أبرزها إيطاليا والنمسا، إذ فرضتها لمدة عام واحد، وستنظر في تجديده أو الاكتفاء به نهاية عام 2023.
وتستند الضريبة الاستثنائية على فروق أسعار النفط والغاز الهائلة التي حققتها شركات الطاقة منذ العام الماضي، بسبب تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا المندلعة منذ فبراير/شباط 2022، وما زالت ممتدة حتى الآن.
وأعلنت بريطانيا والدول الأوروبية تخصيص عائدات هذه الضرائب الاستثنائية لدعم المستهلكين الذين يعانون ارتفاع فواتير الطاقة بمعدلات قياسية لم تحصل منذ عقود.
موضوعات متعلقة..
- مسؤولة: الضريبة المفاجئة على شركات النفط والغاز في بحر الشمال تهدد تحول الطاقة
- شل تدفع 16 مليون دولار تعويضًا عن تسربات النفط في نيجيريا
- شل تستحوذ على أكبر شركة للغاز الحيوي في أوروبا
اقرأ أيضًا..
- قطر للطاقة تنضم إلى تحالف التنقيب عن النفط والغاز في لبنان
- صدمة الغاز المغربي تدفع سهم بريداتور إلى الانهيار بأكثر من 17%
- الغاز الطبيعي في الأردن يشهد تطورات جديدة بشراكة مصرية (صور)