مشروع تورتو أحميم للغاز المسال يستعد للتصدير إلى أوروبا (فيديو)
دينا قدري
شهد مشروع تورتو أحميم للغاز المسال إنجازًا جديدًا في إطار الاستعداد لبدء التصدير إلى الأسواق الدولية -خاصةً أوروبا- وتلبية الطلب المحلي المتزايد.
إذ أعلنت شركة النفط البريطانية بي بي -مشغلة المشروع- أن السفينة العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ بدأت الإبحار نحو موقع المشروع قبالة سواحل موريتانيا والسنغال، وفق ما جاء في بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتُعَد السفينة العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ جزءًا رئيسًا من تطوير مشروع تورتو أحميم للغاز المسال، الذي يشمل أيضًا التطوير تحت سطح البحر لحقول الغاز ومنشآت الغاز المسال العائمة القريبة من الشاطئ.
ومن المقرر أن تنتج المرحلة الأولى من مشروع تورتو أحميم للغاز المسال نحو 2.3 مليون طن سنويًا؛ بما يسهم في تعزيز الصادرات.
تطورات مشروع تورتو أحميم
أبحرت السفينة من كيدونغ في الصين، يوم 20 يناير/كانون الثاني 2023، بعد الانتهاء بنجاح من سلسلة من التجارب البحرية، بعد البناء على مدى السنوات الـ3.5 الماضية.
ومن المقرر أن تسافر السفينة نحو 12 ألف ميل بحري عبر سنغافورة إلى وجهتها النهائية، على بُعد نحو 40 كيلومترًا من الشاطئ على الحدود البحرية للدول المجاورة.
وستعالج السفينة العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ، الغاز الطبيعي؛ حيث ستعمل على إزالة المكثفات والمياه والشوائب الأخرى، قبل تصديره عن طريق خط الأنابيب إلى منشآت الغاز المسال العائمة الخاصة بالمشروع، على بُعد 10 كيلومترات من الشاطئ.
مع 8 وحدات معالجة وإنتاج، ستعالج السفينة نحو 500 مليون قدم مكعّبة قياسية يوميًا من الغاز.
وسيجري تسييل غالبية الغاز بواسطة منشآت الغاز المسال العائمة؛ ما يتيح التصدير إلى الأسواق الدولية؛ بينما يُخصص البعض للمساعدة في تلبية الطلب المتزايد في البلدين المضيفين.
وستُنقل المكثفات بشكل دوري من السفينة العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ إلى الناقلات المكوكية للتصدير إلى السوق.
(الناقلات المكوكية هي سفن مصممة لنقل النفط من بين منشآت بحرية أو سفن أكبر حجمًا غير قادرة على العبور، وتُستخدم في كثير من الأحيان بديلًا لخطوط الأنابيب).
مشروع متفرد.. وإنجاز رائع
قال نائب رئيس شركة النفط البريطانية "بي بي" لمشروعات موريتانيا والسنغال، رحمن رحمانوف: "نعمل على تطوير أحد أكثر مشروعات الغاز تفردًا وابتكارًا في العالم، وتشكل السفينة العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ أحد أهم المكونات".
وشدد رحمانوف على أن "تحقيق الإبحار الناجح للسفينة العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ الخاصة بالمرحلة الأولى من مشروع تورتو أحميم الكبير هو شهادة على الشراكة الهائلة مع مقاولينا (كوسكو شيبينغ) و(تكنيب إنرجي)".
وتابع: "من خلال العمل معًا بوصفنا فريقًا واحدًا، تمكنا من خلق ثقافة المرونة والتركيز على التسليم الآمن. لقد ركزنا بلا كلل على السلامة والجودة والتسليم"، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
من جانبه، قال نائب الرئيس التنفيذي للإنتاج والعمليات في شركة بي بي، غوردون بيرل: "يُعد هذا إنجازًا رائعًا لهذا المشروع المهم، والذي يُعد مثالًا رائعًا على إستراتيجية الهيدروكربونات المرنة لشركة النفط البريطانية بي بي".
وأضاف: "لقد قدّم الفريق هذا في بيئة مليئة بالتحديات؛ بما في ذلك من خلال جائحة فيروس كورونا، مع الحفاظ دائمًا على العمليات الآمنة في صميم ما يفعلونه".
وأكد أنه "مع الدعم المستمر لشركائنا، الشركة الموريتانية للهيدروكربونات في موريتانيا، وبتروسن في السنغال، وكوزموس إنرجي، نظل ملتزمين بمساعدة كلا البلدين على تطوير مواردهما ذات المستوى العالمي بطريقة مستدامة".
إمكانات مشروع تورتو أحميم للغاز المسال
يُقدر أن مشروع تورتو أحميم للغاز المسال -الذي يقع على عمق 2 كيلومتر من المياه على الحدود البحرية لموريتانيا والسنغال- يحتوي على 15 تريليون قدم مكعّبة من موارد الغاز الطبيعي التي ستنتجها شركة النفط البريطانية بي بي، خلال مدّة تقديرية تبلغ 30 عامًا.
وبعد قرار الاستثمار النهائي الذي جرى التوصل إليه في عام 2018، من المتوقع أن يساعد المشروع موريتانيا والسنغال على تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء والغاز، من خلال إمدادات الغاز عبر نقاط ربط تحت البحر، مع المساهمة في نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلدين من خلال صادرات الغاز إلى أوروبا وآسيا.
مع توقع إنتاج أول غاز في عام 2023، ستشهد المرحلة الأولى من المشروع إنتاج 2.5 مليون طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال.
كما من المتوقع أن يرتفع الإنتاج إلى 5 ملايين طن سنويًا في المرحلة الثانية، وما يصل إلى 10 ملايين طن سنويًا بعد الانتهاء من جميع المراحل الـ3 للمشروع.
مشروعات بي بي في موريتانيا والسنغال
تمثل المرحلة الأولى من مشروع تورتو أحميم للغاز المسال بداية مشروع من المتوقع أن يكون له تأثير دائم وإيجابي للأجيال المقبلة، بحسب ما أكدته "بي بي" في بيانها.
إذ تمتلك الشركة البريطانية وحكومتا موريتانيا والسنغال بالفعل تعاونًا طويل الأمد وواسع النطاق، يشمل مشروع تورتو أحميم الكبير والتطورات المحتملة الأخرى في مجال الطاقة.
ففي أكتوبر/تشرين الأول 2022، أعلنت شركة بي بي توقيع عقد استكشاف ومشاركة الإنتاج لحقل الغاز بير الله في موريتانيا.
وفي الآونة الأخيرة، وقّعت الشركة مذكرة تفاهم مع حكومة موريتانيا لتقديم برنامج يستكشف إمكانات الإنتاج على نطاق واسع للهيدروجين الأخضر في البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، تواصل بي بي العمل مع شركائها في تطوير مشروع كبير لتوليد الكهرباء من الغاز في السنغال "ياكار تيرانغا".
موضوعات متعلقة..
- مشروع تورتو أحميم للغاز المسال يشهد تطورات مهمة وسط ترقب أوروبي
- مشروع تورتو أحميم للغاز المسال في موريتانيا والسنغال.. كيف يستفيد من حرب أوكرانيا؟
- مشروع تورتو أحميم للغاز المسال.. موريتانيا والسنغال تترقبان بدء الإنتاج
اقرأ أيضًا..
- النفط الروسي يتدفق بحرًا عبر 300 سفينة.. وهؤلاء هم المستفيدون
- خط أنابيب لنقل الهيدروجين من الجزائر إلى أوروبا عبر إيطاليا
- 5 دول تقود مسيرة الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. أبرزها المغرب ومصر
- حوافز السيارات الكهربائية تزيد الضغوط على بايدن.. ومطالب بتغيير القواعد