هناك اتجاه قوي في هولندا لإغلاق أكبر حقل غاز في أوروبا "غرونينغن" بحلول شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لاعتبارات السلامة البيئية وأمن المواطنين، بعدما أدت أعمال الحفر والتنقيب إلى حدوث زلزال قوي عام 2018 أضرّ بالمباني المحيطة.
وعلّقت هولندا تنفيذ خطوة إغلاق الحقل فعليًا على مستويات تخزين الغاز الأوروبية، لا سيما أن القارة العجوز في أمسّ الحاجة لضمان أمن الطاقة في أعقاب انقطاع تدفقات الغاز الروسي، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وألمح وزير الدولة لشؤون التعدين في البلاد هانز فيلبريف إلى إمكان إرجاء إغلاق الحقل وتمديد عمله حتى شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام المقبل (2024) إذ تبيَّن نقص مخزونات الغاز الأوروبية بالمرافق عقب انتهاء فصل الشتاء، بحسب ما نقلته عنه صحيفة فاينانشيال تايمز (Financial Times).
أكبر حقل غاز
تمسكت الحكومة الهولندية بإغلاق حقل غرونينغن أكبر حقل غاز في أوروبا، غير أن وزير الدولة للتعدين "هانز فيلبريف" أبدى مرونة بتمديد عمل الحقل ما دامت هناك حاجة في القارة العجوز للمزيد من الإمدادات.
ورغم أن حكومة أمستردام ترى أن إرجاء الإغلاق لعام كامل يعدّ حلًا أخيرًا إذا ما تعرضت إمدادات الغاز المحلية والأوروبية للخطر، قال فيلبريف، إنه يسعى للالتزام بالخطط الزمنية المعلنة مسبقًا لإغلاق حقل غرونينغن قدر الإمكان.
وبحسب فيلبريف، كان للطقس الشتوي المعتدل -حتى الآن- دور في الحفاظ على مستويات التخزين بمعدلات عالية، مشيرًا إلى أن كلًا من هولندا وأوروبا كثّفت واردات الغاز من أميركا والنرويج وقطر ومنافذ أخرى لم يُسمّها.
كما عززت الإجراءات المطبّقة على المستوى المحلي في الدولة الواقعة شمال غرب أوروبا من خفض للاستهلاك، بمعدل يصل إلى 22% خلال العام الماضي (2022) مقارنة بالعام السابق له (2021)، بجانب إجراءات أخرى اتخذتها الشركات في مواجهة أسعار الطاقة المرتفعة.
الأهداف المناخية والزلازل
كانت هولندا قد أعلنت، أول أمس الجمعة (20 يناير/كانون الثاني)، وقف التنقيب في الحقول البرية الجديدة للنفط والغاز، التزامًا بأهدافها المناخية ولتجنّب مخاطر الزلازل التي عرّضت المباني المحيطة بحقل غرونينغن للانهيار مطلع عام 2018، في ظل تصاعد وتيرة أعمال الحفر والتنقيب.
وكانت الحكومة الهولندية تخطط لإغلاق أكبر حقل غاز في أوروبا بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، مع بدء تنفيذ خطة لخفض الإنتاج خلال السنوات الـ5 أو الـ7 المقبلة، وخلال العقد الماضي -بدءًا من عام 2010- خُفض إنتاج حقل غرونينغن في ظل تهديد الزلازل للحياة والمباني.
وقال الوزير هانز فيلبريف، إن هناك ما يشبه الإجماع على أن أخطار الزلازل تهدد استمرار إنتاج الحقل وتعزز فكرة إغلاقه، بحسب رويترز.
وواجهت هولندا -العام الماضي (2022)- ضغوطًا لزيادة الإنتاج من الحقل، بعدما بدأت تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا تصاب بالاضطراب قبيل انقطاعها كليًا، واستجابت الحكومة جزئيًا بمواصلة الإنتاج وإرجاء الإغلاق، لكنها قرنت ذلك بإجراءات لخفض الإنتاج السنوي إلى 2.8 مليار متر مكعب.
ويهدف الخفض الجزئي للإنتاج إلى الحفاظ على المضخات، غير أن مخاوف من تداعيات الزلازل جددت الرغبة في إغلاقه قبيل نهاية العام الجاري، حال استقرار مستويات تخزين الغاز الأوروبية، مع التأكيد على أن رفع الإنتاج إلى 5 مليارات متر مكعب قد ينعش نشاط الزلازل من جديد.
حقل غرونينغن
افتُتح حقل غرونينغن عام 1963، ويوصف بأنه أكبر حقل غاز في أوروبا، وبلغ إنتاجه ذروته منذ ما يقارب السنوات الـ10 بما يزيد عن 50 مليار متر مكعب.
ويعدّ الحقل مشروعًا مشتركًا بين شركة "شل" و"إكسون موبيل"، وفي عام 2013 أبلغت السلطات المحلية المُشغّلين بضرورة خفض الإنتاج قبل أن تتخذ قرارًا نهائيًا بغلقه عام 2018، لتجنب تداعيات ومخاطر الزلازل.
وكان الحقل الأداة الرئيسة لتقلّد هولندا موقعًا رئيسًا ضمن أبرز مورّدي الغاز إلى أوروبا قبل أن يُخفَض إنتاجه الحديث حول إغلاقه.
وبصورة أوسع نطاقًا، يواجه قطاع النفط والغاز في هولندا ضغوطًا، بعدما أعلنت الحكومة قبل يومين توقّف الأنشطة البرية للتنقيب عن حقول وآبار جديدة، التزامًا بالأهداف المناخية وتجنبًا لمخاطر الزلازل التي تنجم عن أعمال الحفر بحثًا عن موارد الوقود الأحفوري.
اقرأ أيضًا..
- النفط السعودي يضمن توازن أسواق الطاقة.. وهذا دور المملكة منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية
- معلومات عن أكبر مشروع للطاقة الشمسية وتخزين البطاريات بعد انهياره (إنفوغرافيك)
- أنس الحجي: اتهام أوبك بممارسة الاحتكار أكبر أخطاء الغرب.. وهذه توقعات 2023