مزارع الرياح البحرية في المملكة المتحدة تجني مليار دولار من رسوم تأجير قاع البحر

يستعد قطاع مزارع الرياح البحرية في المملكة المتحدة لجني مليار دولار من رسوم تأجير قاع بحر الشمال إلى شركات الطاقة المتجددة المطورة للمزارع في البلاد.

وبدأت شركات الطاقة المتجددة -التي تخطط لبناء مشروعات جديدة في المنطقة البحرية الخالصة للمملكة المتحدة- دفع رسوم سنوية تتجاوز قيمتها مليار دولار، نظير تأجير مساحات من قاع بحر الشمال، وفقًا لوكالة بلومبرغ.

ووقّعت شركة "كراون إي ستات"، التي تدير قاع البحر حول إنجلترا وويلز، عدة اتفاقيات لتأجير 6 مناطق في القاع إلى عدد من الشركات الراغبة في تطوير مزارع الرياح البحرية في المملكة المتحدة.

توتال وبي بي أبرز الموقعين

تضم قائمة شركات الطاقة المتجددة، الموقعة على اتفاقيات تأجير قاع البحر الأخيرة ، كلًا من بي بي البريطانية، وتوتال إنرجي الفرنسية، وآر دبليو إي الألمانية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وسيتعيّن على هذه الشركات دفع رسوم سنوية تتجاوز مليار دولار سنويًا، لمدة تصل إلى 10 سنوات، أو حتى وصول مشروعاتها إلى حدود استحقاق إنتاجية معينة.

وتُعد رسوم التأجير في المملكة المتحدة أعلى من دول أخرى تسمح به برسوم أقل؛ ما يعني تحمُّل مطوري مزارع الرياح في المملكة المتحدة تكاليف أعلى.

ويرجع ذلك إلى ريادة القطاع في المملكة المتحدة وتفوقه حتى على الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأضخم بلد من حيث عدد السكان (1.4 مليار نسمة تقريبًا).

المملكة المتحدة تتفوّق على الصين

تستحوذ المملكة المتحدة وحدها على 28.9% من إجمالي عدد مزارع الرياح البحرية في العالم، تليها الصين بنسبة 28.3%، وفقًا لبيانات عام 2021.

وبلغ حجم إنتاج الكهرباء من مزارع الرياح البحرية في العالم قرابة 517 غيغاواط خلال عام 2021، وفقًا لبيانات مؤسسة رينيوابل يو كيه المتخصصة.

واستحوذت الصين وحدها على 24 غيغاواط من إنتاج المزارع البحرية في هذا العام، تلتها المملكة المتحدة بنحو 10.5 غيغاواط، إلا أن أغلب مشروعات المملكة المتحدة ما زالت تعمل بنصف السعة التي تعمل بها نظيرتها في الصين.

ويبلغ إجمالي سعة مشروعات مزارع الرياح في المملكة المتحدة قرابة 86 غيغاواط شاملة المشروعات العاملة وتحت الإنشاء وغيرهما، ما يجعلها تتفوّق على الصين من هذه الزاوية، إذ تبلغ سعة مشروعات بكين قرابة 75 غيغاواط.

نسبة الإسهام 62% في إنجلترا

تستثمر المملكة المتحدة في مشروعات مزارع الرياح البحرية منذ سنوات في إطار الخطط المناخية التي تستهدف التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

ويخلط بعضهم بين اسمي المملكة المتحدة وإنجلترا التي يطلق عليها أحيانًا بريطانيا، بسبب الإرث الإمبراطوري السابق، ونمط الحكم الذاتي الجزئي الممنوح لبعض مقاطعات بريطانيا العظمى حاليًا.

وتتكوّن المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية (الاسم الرسمي للمملكة المتحدة) من 4 أقاليم كانت تتبع التاج البريطاني قديمًا، وهي: (إنجلترا، وويلز، وإسكتلندا، وأيرلندا الجنوبية).

وتتمتع ويلز وإسكتلندا وأيرلندا الجنوبية بوضع استقلال داخلي فقط على أقاليمها، لكنها لا تتمتع بحرية التواصل مع أي حكومة خارجية، إلا بعد موافقة حكومة التاج البريطاني التي تتخذ من لندن مقرًا لها، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

واستحوذ قطاع مزارع الرياح على نسبة 21.4% من إجمالي إنتاج الكهرباء في الأقاليم الـ4 للمملكة المتحدة في عام 2021، في حين بلغ إسهامه في مزيج الكهرباء في إنجلترا -فقط- قرابة 62.1%.

وتقع المملكة المتحدة وبحر الشمال في منطقة جغرافية تتميّز بشدة معدلات هبوب الرياح، ما يلائم مشروعات مزارع الرياح البحرية التي تتراوح قدرتها الإنتاجية وفقًا لعدة عناصر أهمها الطقس والمناخ.

وتطمح الحكومة البريطانية لتوصيل إنتاج كهرباء المزارع البحرية إلى كل منزل في المملكة المتحدة بحلول 2030، عبر مضاعفة الطاقة الإنتاجية الحالية 4 مرات من 10 إلى 40 غيغاواط.

التوربينات تستطيع التوليد ليلًا

تحتاج مشروعات مزارع الرياح البحرية إلى تصميمات هندسية بالغة التعقيد، بالإضافة إلى بنية تحتية صلبة تفوق قوة الرياح، لكنها تتميز عن الطاقة الشمسية بقدرتها على التوليد ليلًا بالمعدلات النهارية نفسها أو أكبر.

كما تتميّز هذه المشروعات بعمر افتراضي أطول لتوربينات الرياح قد يصل 25 عامًا في حالة انتظام الصيانة الدورية خلافًا لألواح الطاقة الشمسية التي يقل عمرها الافتراضي عن ذلك، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتفاضل بعض الدول الأوروبية بين طاقة الرياح والطاقة النووية من حيث التكلفة، إذ ما تزال الكهرباء المولدة من الرياح أقل ثمنًا من الكهرباء النووية لكل ميغاواط/ساعة.

واتجهت عدة دول أوروبية -خلافًا للمملكة المتحدة- لتعزيز الاستثمار في طاقة الرياح البحرية منذ سنوات، من أبرزها: ألمانيا والدنمارك وهولندا والسويد.

كما تطرح دول شمال أوروبا اقتراحات واعدة لإنشاء شبكة كهرباء ضخمة تحت سطح بحر الشمال، تحيط بها مئات التوربينات بطاقة إنتاجية تتراوح من 70 إلى 100 غيغاواط، بالتعاون المشترك بين هولندا وألمانيا والدنمارك والنرويج وبلجيكا وبريطانيا.

لكن هذه الاقتراحات الضخمة وغيرها ما زالت محل دراسة، ولم تخرج بصورة مفصلة قابلة للتنفيذ حتى الآن، وربما يستغرق إنشاؤها أكثر من 10 سنوات على الأقل، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

طائر النورس منزعج

يحيط بحر الشمال بأكثر من دولة أوروبية، أبرزها: النرويج والدنمارك من الشرق، والمملكة المتحدة من الغرب، وهولندا وبلجيكا من الجنوب، بالإضافة إلى جزء من فرنسا.

على الجانب الآخر، تواجه مزارع الرياح البحرية انتقادات بيئية، بسبب أضرار التوربينات وتهديدها بعض الطيور البحرية مثل طيور الأطيش والنورس.

كما يخشى آخرون تأثيرات محتملة على الحيتان، بسبب الصوت المرتفع لحركة التوربينات، بالإضافة إلى تشويه المنظر الجمالي للبحار من كثرة التوربينات التي لا تبتعد كثيرًا عن الشواطئ في الغالب.

موضوعات متعلقة..

• أكبر مشروعات طاقة الرياح البحرية في الدنمارك يدخل حيز التنفيذ
• مزارع الرياح تجنب أيرلندا شراء غاز بـ2.1 مليار دولار في 2022
• طاقة الرياح في أوروبا تسجل ثاني رقم قياسي أسبوعي في تاريخ القطاع

اقرأ أيضًا..

• إنتاج الرقائق الإلكترونية في 2023.. توقعات النمو ومصادر التهديد
• أرامكو تعلن لأول مرة عن عدد الحفارات في السعودية
• مصدر الإماراتية تستهدف جمع 750 مليون دولار في أول طرح للسندات الخضراء