وقود الهيدروجين ينافس الغاز الطبيعي في تدفئة المنازل
بعد ارتفاع تكلفة الغاز عالميًا
نوار صبح
- • الوقود الأحفوري كان رخيصًا نسبيًا ويُباع بأسعار معقولة بينما كان الهيدروجين أكثر تكلفة.
- • ارتفاع أسعار الغاز يؤدي بسرعة إلى تلاشي حجة التكلفة مقابل استخدام الهيدروجين.
- • استخدام الهيدروجين المنتَج من المياه والطاقة المتجددة لتدفئة المنازل سيصبح جزءًا من الحل.
- • استخدمت شركات الكهرباء كمية كبيرة من احتياطياتها من الغاز الطبيعي هذا الصيف.
وسط موجات البرد القارس التي تجتاح مناطق عديدة في أنحاء العالم، هذا الشتاء، يأتي وقود الهيدروجين باعتباره خيارًا مهمًا، في ظل ارتفاع أسعار أنواع الوقود الأحفوري، وتطلع القطاع السكني إلى إيجاد بدائل تراعي الاعتبارات البيئية والتكاليف لتدفئة المنازل.
وعلى الرغم من اختبار الهيدروجين بصفته خيارًا للتدفئة المنزلية في العديد من الأماكن حول العالم؛ فإن المخاوف المتعلقة بتكلفة هذه الطاقة المحايدة كربونيًا كانت تمثّل عائقًا حتى وقت قريب جدًا، وفقًا لما نشره موقع هيدروجين فيول نيوز (Hydrogen Fuel News).
تجدر الإشارة إلى أن الوقود الأحفوري كان رخيصًا نسبيًا ويباع بأسعار معقولة، بينما كان وقود الهيدروجين أكثر تكلفة بشكل ملحوظ. وبدأت الاتجاهات المتسارعة في تغيير الطريقة التي ينظر بها الناس إلى الهيدروجين بوصفه خيار تدفئة منزلية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وأصبحت التقنيات والخيارات المتاحة أكثر قدرة على المنافسة. وقد يكون الوقت قد اقترب، أو ربما يكون قد حان بالفعل، لضمان توافر البنية التحتية والمصادر للتدفئة المنزلية بأسعار معقولة، ولضمان خفض الانبعاثات الإقليمية وتحقيق الأهداف المناخية.
ارتفاع فواتير التدفئة
تلقّى عملاء شركة غاز جنوب كاليفورنيا مؤخرًا إشعارًا من نائبة الرئيس الأولى لمرافق كاليفورنيا، كبيرة مسؤولي العملاء، جيليان رايت، قالت فيه: "لا توجد طريقة سهلة لتدارك هذا؛ من المرجح أن تكون فواتير شهر يناير/كانون الثاني أعلى من المعتاد".
لتفسير ارتفاع الفواتير، أشارت رايت إلى موجة البرد التي ضربت الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السوق للغاز الطبيعي، التي تضاعفت أكثر من الضعف من الشهر الماضي إلى هذا الشهر، بنسبة 128%.
وأفادت رسالة رايت: "نتيجة لذلك، يمكن لعملاء شركة غاز جنوب كاليفورنيا السكنيين توقّع أن تكون فاتورة شهر يناير/كانون الثاني النموذجية، أكثر من ضعف الفاتورة النموذجية في يناير/كانون الثاني الماضي، بافتراض استخدام الكمية نفسها من الغاز الطبيعي".
تجدر الإشارة إلى أن الكثير من الطاقة لتدفئة المنازل يأتي من الوقود الأحفوري.
واستهلكت المنازل في الولايات المتحدة أكثر من 4 تريليونات قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، في العام الماضي؛ ما أدى إلى إنتاج نحو 250 مليون طن متري من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بحسب مجلة تايم الأميركية (Time).
ويقول خبراء الطاقة إن الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي فرض ضغطًا على إمدادات الطاقة العالمية، يُعَد على الأرجح المصدر الرئيس لارتفاع تكاليف التدفئة، وقد تؤدي عوامل أخرى دورًا في ذلك.
وقد استخدمت شركات الكهرباء كمية كبيرة من احتياطياتها من الغاز الطبيعي هذا الصيف لتشغيل مكيفات الهواء؛ حيث احتاج الأمريكيون إلى التبريد من ثالث أكثر فصول الصيف سخونة على الإطلاق، إضافة لذلك لم يكن العرض قادرًا على مواكبة الطلب.
وبقدر ما سيشعر الأمريكيون بعبء ارتفاع تكاليف التدفئة؛ فإن معظم أوروبا في وضع أسوأ بكثير، ومن المتوقع أن يشهد سكان المملكة المتحدة ارتفاعًا بنسبة 80% في فواتير الطاقة الخاصة بهم وأن ترتفع تكلفة التدفئة بالغاز الطبيعي 67% في ألمانيا، وسط مخاوف من نقص المخزونات في جميع أنحاء القارة؛ حيث تضاءلت إمدادات الغاز الرئيسة من روسيا.
وقد استفادت الولايات المتحدة من إنتاجها الضخم لطاقة الوقود الأحفوري؛ حيث صدَّرت المزيد من الغاز الطبيعي المسال أكثر من أي دولة أخرى في النصف الأول من عام 2022، لكن الزيادة العالمية في الطلب على هذه الأنواع من الوقود تعني ارتفاع التكاليف محليًا.
ورغم أن ارتفاع أسعار النفط والغاز شجع على زيادة الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة؛ فإن من الصعب على شركات المرافق أن تعتمد على مصادر الطاقة لديها على المدى القصير.
خيار وقود الهيدروجين
بالنظر إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي بسرعة كبيرة، يشير مؤيدو وقود الهيدروجين إلى خيارهم الأكثر مراعاة للبيئة. ولم تكُن شركة غاز جنوب كاليفورنيا المرفق الوحيد الذي أصدر مثل هذه الرسالة لعملائه، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وفي أرجاء العالم الغربي، حيث تتأثر أسعار الغاز الطبيعي للتدفئة المنزلية بهذه الطريقة، تدفع الشركات المزيد مقابل منتجات الطاقة، وهذا يُمَرَّر إلى المستهلكين.
نتيجة لذلك؛ فإن ارتفاع أسعار الغاز يؤدي بسرعة إلى تلاشي حجة التكلفة مقابل استخدام الهيدروجين بوصفه خيار تدفئة منزلية، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وكشفت دراسة استقصائية حديثة لوقود الهيدروجين عن أن أغلبية واضحة، 82%، من المستجيبين شعروا بأنهم مستعدون لاستخدام وقود الهيدروجين بوصفه خيار تدفئة منزلية.
ويُعَد استخدام الهيدروجين المنتج من المياه والطاقة المتجددة لتدفئة المنازل جزءًا من الحل، وفقًا لشركات توزيع الغاز مثل ناشونال غريد، بحسب مجلة تايم الأميركية (Time).
ولا يُرَوَّج لهذه الفكرة في الولايات المتحدة فقط وإنما في أوروبا؛ حيث تحاول شركات الغاز تعزيز دور وقود الهيدروجين من خلال تشويه سمعة مضخات الحرارة الكهربائية الشائعة بشكل متزايد.
وعلى الرغم من أن مثل هذه المبادرات قد تكون منطقية بالنسبة لشركات الغاز؛ فإنها قد تكلف الجمهور أكثر بكثير على المدى الطويل.
ويقول الخبراء إن تدفئة المنازل مباشرة بالكهرباء الخضراء تُعَد أكثر كفاءة وبأسعار معقولة بدلًا من استخدام الطاقة المتجددة لإنتاج الهيدروجين لتدفئة المنازل.
موضوعات متعلقة..
- خبراء: وقود الهيدروجين سيعزز قدرة قطاع الزراعة على تحقيق الحياد الكربوني (تقرير)
- كيف يصبح وقود الهيدروجين أكثر أمانًا؟ وزارة الطاقة الأميركية تجيب (فيديو)
اقرأ أيضًا..
- بريطانيا تستورد النفط الروسي من الهند بعد تكريره.. و5 شركات عالمية متورطة
- 10 معلومات عن أول قاطرة بحرية مصنعة محليًا في الجزائر (إنفوغرافيك)
- 4 بدائل عربية لتعويض المشتقات النفطية الروسية في أوروبا.. السعودية والجزائر بالقائمة
- بالأرقام.. وزن السيارات الكهربائية خطأ مميت يهدد سلامة الطرق