السويد أكبر مصدر للكهرباء في أوروبا خلال 2022
وتصبح مصدّرا صافيًا لأول مرة
حياة حسين
تحولت السويد إلى أكبر مصدر للكهرباء في أوروبا العام الماضي (2022) بسبب أزمة الطاقة في القارة، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ عن شركة أبحاث الطاقة "ريستاد إنرجي"، اليوم الخميس 12 يناير/كانون الثاني 2023.
وتعيش أوروبا خاصة، والعالم عامة، أيامًا صعبة منذ بداية العام المنصرم، إذ غزت روسيا أوكرانيا، وفرضت الدول الغربية عقوبات على روسيا، واضطربت أسواق الطاقة العالمية، وارتفعت أسعار الوقود إلى مستويات قياسية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وباتت السويد مُصدّرًا صافيًا للكهرباء لأول مرة في 2022، لتلحق بجارتيها الأوروبيتين إسبانيا وهولندا.
وصدّرت السويد 33 تيراواط/ساعة من الكهرباء إلى جاراتها الأوروبيات في 2022؛ ما جعلها خلال هذا العام أكبر مصدّر للكهرباء في أوروبا.
وقبل حرب موسكو على كييف، كانت أوروبا تعتمد على روسيا بكثافة لتلبية احتياجاتها من النفط والغاز، والتي كانت تصل إلى 30% و40% على التوالي.
التخلي عن روسيا
بذلت أوروبا مجهودات حثيثة للتخلّي عن مصادر الطاقة الروسية، رغم معاناة شعوبها من ارتفاعات قياسية لأسعار الطاقة التي انعكست في صورة قفزات لمعدلات التضخم.
وكان المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول قد صرّح في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2022، بأن الغرب نجح في معركة الطاقة التي تخوضها روسيا ضده.
وقال، إن موسكو بإجراءاتها ضد السوق الأوروبية فقدت أكبر عملائها بعدما كانت دول القارة العجوز منفذًا لنحو 65% من صادرات الغاز الروسي و55% من صادرات النفط.
ويرى بيرول أن روسيا تحتاج إلى ما يقرب من 10 سنوات لبناء خطوط وشبكات جديدة تنقل تدفقاتها إلى أسواق آسيوية، مثل الهند والصين، في إطار البحث عن أسواق بديلة.
الطاقة النووية لفرنسا
شهدت فرنسا، التي تعتمد على توليد 70% من احتياجاتها من الطاقة النووية، ومُصدّر للكهرباء إلى جاراتها، مشكلات خفضت معدلات التوليد إلى أدنى مستوى في 30 عامًا خلال 2022؛ ما زاد من تفاقم الأزمة.
ولم تفلت السويد -التي كشفت بيانات ريستاد إنرجي عن تحوّلها إلى مصدّر صافٍ للكهرباء إلى أوروبا- من أزمة نهاية العام المنصرم.
وحذّرت الحكومة السويدية الأسر والشركات في 21 ديسمبر/كانون الأول 2022 من احتمالات انقطاع التيار الكهرباء خلال الشتاء الحالي؛ بسبب توقّف بعض المفاعلات النووية الرئيسة، التي تمثّل مصدرًا لأكثر من 30% من الكهرباء، إضافة إلى برودة الطقس، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقال وزير الدفاع المدني السويدي كارل أوسكار بوهلين، إن هذا الوضع الكارثي لم تمرّ به السويد من قبل، وعلى الجميع تقبّل فكرة انقطاع التيار بصورة قصيرة أو طويلة.
ربط الشبكات الأوروبية
قال محلل أسواق الكهرباء في ريستاد إنرجي فابيان رونينجن: "إن عام 2022 شهد زخمًا في أحداث الطاقة، لكن اضطراب سوق الكهرباء لفت الانتباه إلى أهمية تأمين البنية التحتية وربط الشبكات على مستوى دول الاتحاد الأوروبي".
وأضافت قائدة برنامج أنظمة الطاقة الحياد المناخي في "ثينك تانك إي 3جي" ليزا فيتشر: "إن ارتفاع مستويات الربط الكهربائي بين الدول الأوروبية يمنحها تنوعًا في الخيارات المتاحة للتخفيف من المخاطر المحيطة".
وترغب أوروبا في نقل 15% من الكهرباء المولّدة في الدول الأعضاء بالاتحاد الـ 27 إلى جاراتها بحلول 2030.
وقالت فيتشر: "إن نصف الدول الأوروبية تقريبًا في طريقها لتحقيق هذا المستهدف –تصدير الكهرباء إلى خارج الاتحاد-، وهذا تقدُّم، لكننا نحتاج المزيد من المجهودات".
موضوعات متعلقة..
- السويد تدعم شركات الطاقة بـ23 مليار دولار لمواجهة نقص الغاز الروسي
-
أزمة الطاقة تضع المحطات النووية على أجندة الانتخابات البرلمانية في السويد
اقرأ أيضًا..
- تحلية المياه بالطاقة الشمسية باستخدام الضباب.. تقنية مصرية جديدة
-
وكالة الطاقة الدولية: القيمة السوقية لتقنيات الطاقة النظيفة قد تصل لـ650 مليار دولار سنويًا