نقص منسوب سد كاريبا يهدد شركات تعدين النحاس في زامبيا
ثاني أكبر منتج للنحاس في أفريقيا
عمرو عز الدين
أدى نقص منسوب المياه في سد كاريبا المشترك بين زامبيا وزيمبابوي إلى اضطرار السلطات الحكومية لخفض التيار الكهربائي بشركات التعدين؛ ما يهدد باضطراب سلاسل إنتاج وتوريد النحاس في العالم.
وأعلنت شركة زيسكو للكهرباء المملوكة للدولة بدء العمل بخطّة تقنين إمدادات الكهرباء لشركات التعدين العاملة في البلاد، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.
ويرجع السبب الرئيس لهذا الإجراء إلى انخفاض توليد الكهرباء من سد كاريبا المشترك مع زيمبابوي؛ بسبب انخفاض منسوب المياه في بحيرة السد بدرجة كبيرة مؤثرة في عمليات التوليد.
وأعلنت هيئة نهر زامبيزي المسؤولة عن إدارة سد كاريبا انخفاض معدلات التخزين للمياه القابلة للاستعمال الكهربائي إلى 1.66% يوم الإثنين 9 يناير/كانون الثاني (2023).
زيمبابوي متأثرة أيضًا
قالت الهيئة في بيان، إن هذا الانخفاض أثّر بمعدلات توليد الكهرباء في محطة كهرباء السد الشمالية العاملة في زامبيا، كما أثّر بمحطة الكهرباء الجنوبية في زيمبابوي على الجانب الآخر من البحيرة.
وتبلغ طاقة محطة توليد الكهرباء الشمالية في زامبيا قرابة 1080 ميغاواط، بينما تبلغ على الضفة الأخرى 1050 ميغاواط، بتفاوت صغير لا يتجاوز 30 ميغاواط لصالح زامبيا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتسهم الطاقة الكهرومائية من سد كاريبا بنسبة 75% من إنتاج الكهرباء في زامبيا؛ ما يعني فداحة الآثار المترتبة على أيّ اضطراب بمنسوب المياه في السد، خلافًا لدول أخرى تعتمد على مصادر متنوعة لتوليد الكهرباء.
التفاوض مع شركات التعدين
اضطرت شركة زيسكو الحكومية للكهرباء للتفاوض مع شركات التعدين حول نِسب خفض التيار الكهربائي لحين استقرار المنسوب بسدّ كاريبا.
وقال رئيس مجلس إدارة الشركة فيكسون نكوبي: "طلبنا من الشركات التخلي عن 180 ميغاواط في البداية، لكن بعد المفاوضات توصّلنا إلى 110 ميغاواط".
وتتمتع شركات التعدين بنفوذ واسع في زامبيا، ثاني أكبر منتج للنحاس في أفريقيا؛ لارتباطها بالأسواق العالمية المتلهفة على المعدن الأصفر المستعمَل بكثافة في صناعة السيارات الكهربائية الصاعدة.
وتعدّ قطاعات التعدين من أكثر القطاعات الصناعية كثافة لاستعمال الكهرباء في أغلب دول العالم، لكن يزداد الأمر سوءًا في بلاد أفريقيا التي تعاني من أزمات الطاقة منذ عقود، إضافة إلى الفقر والمجاعات وتدنّي الأحوال الاقتصادية.
قطع الكهرباء 12 ساعة محليًا
اضطرت الشركة الحكومية، الأسبوع الماضي، لمضاعفة مدة قطع التيار الكهربائي عن المواطنين من 6 إلى 12 ساعة يوميًا، بسبب انخفاض منسوب المياه في بحيرة سد كاريبا بمعدل قياسي.
وتوقّع رئيس زيسكو خفض التيار الكهربائي بنسبة أقلّ بحلول منتصف شهر فبراير/شباط 2023، مستندًا إلى تقديرات بزيادة منسوب المياه تدريجيًا، وصولًا إلى عودة استئناف التيار بالكامل في مارس/آذار 2023.
ويرجع السبب الرئيس في انخفاض منسوب بحيرة السد إلى ضعف التدفقات الواردة من نهر زامبيزى وروافده الفرعية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
أقدم سد أفريقي بناه الإنسان
يعدّ سد كاريبا أقدم سد أفريقي من صنع الإنسان، ويبلغ ارتفاعه 420 قدمًا (128 مترًا)، بينما يبلغ طوله 579 مترًا، ويقع على نهر زامبيزي المشترك بين زامبيا وزيمبابوي، وتديره هيئة مشتركة نيابة عن حكومة البلدين.
ويبلغ حجم الطاقة الكهرومائية المولدة من السد قرابة 2130 ميغاواط توزَّع على الدولتين بنسب متفاوتة لصالح زيمبابوي قليلًا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وأضافت الدولتان توربينات إضافية لتوليد الكهرباء من السد خلال العقد الماضي، لكن ضغوط النمو السكاني وكثافة استهلاك الكهرباء في قطاع التعدين الحيوي، تجاوزت المأمول من كهرباء السد.
ولجأت زامبيا منذ سنوات لتشغيل سد جديد (كافو جورج) بقدرة 750 ميغاواط، في إطار محاولات التحسب لنقص منسوب سد كاريبا، لكن الأزمة مازالت أكبر، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة.
بينما لجأت زيمبابوي لإطلاق محطة توليد كهرباء بالفحم في منطقة هوانج لتلبية احتياجات تبلغ 300 ميغاواط، كما أعلنت في أغسطس/آب (2022)، إضافة إلى 3 محطات مائية صغيرة الحجم بقدرة إجمالية 27 ميغاواط.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة الكهرومائية في زيمبابوي وزامبيا تواجه أزمة بعد توقف إنتاج سد كاريبا
- زامبيا تتفاوض لاستيراد النفط السعودي لإنقاذها من أسعار الوقود المرتفعة
- زيمبابوي تبدأ الحفر في واحدة من أكبر مناطق استكشافات النفط عالميًا
اقرأ أيضًا..
- وقف اتفاق التنقيب عن النفط والغاز بين ليبيا وتركيا بأمر المحكمة.. وهذا رأي القانون
- تراجع إمدادات الغاز الإيراني يزيد معاناة العراق وتركيا
- إدارة معلومات الطاقة تخفض توقعات أسعار النفط 10% خلال 2023