إنتاج النفط والغاز في النرويج قد يرتفع إلى مستويات قياسية في 2023
بما يضمن إمدادات أوروبا
دينا قدري
من المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط والغاز في النرويج إلى مستويات قياسية في 2023، بما يخدم تطلعات أوروبا في الاعتماد على البلاد لتعويض نقص الإمدادات الروسية.
وكشفت مديرية النفط النرويجية -اليوم الإثنين 9 يناير/كانون الثاني (2023)- أنه من المتوقع ارتفاع إنتاج النفط النرويجي بنسبة 6.9% هذا العام، بفضل الإنتاج من حقل يوهان سفيردروب.
وأظهرت التوقعات أنه من المرجح أن يرتفع إنتاج النفط الخام والسوائل النفطية الأخرى مثل المكثفات، إلى 2.02 مليون برميل يوميًا في عام 2023، من 1.89 مليون في العام الماضي (2022)، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المتوقع أن يظل إنتاج الغاز في البلاد دون تغيير تقريبًا في عام 2023 عند 122 مليار متر مكعب، أو 2.1 مليون برميل يوميًا من النفط المكافئ، وفقًا لما أكدته المديرية، بما يتماشى مع التوقعات الحكومية الأخيرة.
استثمارات النفط والغاز في النرويج
قالت مديرية النفط النرويجية -في بيان-، إنه من المتوقع أن يرتفع الاستثمار من قبل منتجي النفط والغاز -بما في ذلك الاستكشاف- إلى 189 مليار كرونة نرويجية (19.1 مليار دولار) في عام 2023.
ومن المتوقع أن تبلغ استثمارات النفط والغاز في النرويج ذروتها عند 202 مليار كرونة (20.4 مليار دولار) في عام 2025، ارتفاعًا من 172 مليار كرونة (17.3 مليار دولار) في عام 2022، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وتعليقًا على ذلك، قال المدير العام لمديرية النفط، تورغير ستوردال: "سيساعد هذا على ضمان استمرار النرويج في كونها موردًا موثوقًا للطاقة إلى أوروبا".
ومن المتوقع أن يرتفع الحجم الإجمالي لإنتاج النفط والغاز في النرويج إلى 4.12 مليون برميل يوميًا من النفط المكافئ في عام 2023، ارتفاعًا من 3.99 مليون برميل في العام الماضي، وفقًا لتوقعات المديرية.
وسيستمر الإنتاج النرويجي الإجمالي في الارتفاع السنوات المقبلة، ليصل إلى أعلى مستوى له في عقدين من الزمن عند 4.3 مليون برميل في عام 2025، أي أقلّ بقليل من رقم قياسي بلغ 4.54 مليون برميل أُنتِجَت في عام 2004، وفقًا لما توقّعته المديرية.
صادرات الغاز النرويجي
في سياقٍ متصل، قال وزير النفط والطاقة النرويجي تيرجي أسلاند، إن بلاده تخطط لتصدير نحو 122 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في عام 2023، بما يتماشى مع مستوى العام الماضي.
ارتفعت شحنات الغاز من الجرف القاري النرويجي لعام 2022 بنسبة 8% عن عام 2021، ما يماثل أعلى مستوى على الإطلاق عند 122.37 مليار متر مكعب في عام 2017.
وقال أسلاند: "قامت السلطات النرويجية بتحديث تقديرات مبيعات الغاز من الجرف القاري النرويجي في عام 2023. التقدير هو 122 مليار متر مكعب، وهو المستوى نفسه لعام 2022".
وأشار إلى أن "122 مليار متر مكعب قياسي يقابل ما يقرب من 1355 تيراواط ساعة، هذه الكميات الهائلة من الطاقة مهمة للوصول إلى الطاقة الأوروبية وأمنها"، وفق ما نقلته منصة "أوفشور إنرجي" (Offshore Energy).
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صافي صادرات الغاز المسال إلى أوروبا وآسيا:
توقعات إنتاج الغاز في النرويج
نظرًا لأن منتجي الغاز على الجرف القاري النرويجي بذلوا "جهدًا هائلًا" لتوفير "أكبر قدر ممكن من الغاز" لعملائهم في أوروبا خلال العام الماضي (2022)، فقد أكدت الحكومة النرويجية أنها تتوقع استمرار هذا الجهد حتى عام 2023.
في حين وجود حالة دائمة من عدم اليقين حول مستوى الإنتاج في المستقبل، ويزداد عدم اليقين هذا بمرور الوقت، وتعتقد النرويج أنه يمكن الحفاظ على المستوى المرتفع الحالي لإنتاج الغاز خلال السنوات الـ4 إلى الـ5 المقبلة، حسبما قال وزير النفط النرويجي تيرجي أسلاند.
هذا التوقع يبرّره العديد من مشروعات التنمية الجارية والجديدة على الجرف القاري النرويجي، إذ تستمر مشروعات استثمارية جديدة للحفاظ على مستوى الإنتاج ثابتًا، وفقًا للسلطات النرويجية.
وقال أسلاند: "إنني معجب وممتنّ للعمل الذي جرى في الحقول لزيادة شحنات الغاز إلى أوروبا، وللجهود الكبيرة التي بذلها كل من يعمل في هذه الصناعة".
اكتشافات الغاز في النرويج
تقوم النرويج -أكبر مورّد لأوروبا- أساسًا بتوصيل الغاز إلى محطات استقبال في بريطانيا وألمانيا وفرنسا وبلجيكا، وفي أواخر عام 2022، افتتحت أيضًا خط أنابيب جديدًا إلى بولندا عبر الدنمارك.
كما شحنت المزيد من الغاز الطبيعي المسال عن طريق ناقلة من محطة هامرفست، التي استأنفت عملياتها في مايو/أيار 2022، بعد توقّفها عن العمل منذ اندلاع حريق في عام 2020.
وسعت شركة إكوينور وشركات النفط الأخرى في النرويج إلى زيادة إنتاجها من الغاز، إذ تسببت الحرب في أوكرانيا في أزمة طاقة وارتفاع الأسعار في أوروبا، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
وقد أُعلِنَت اكتشافات متعددة خلال العام الماضي (2022)، إلّا أن شركة فار إنرجي ذكرت في نهاية ديسمبر/كانون الأول أنها حققت ما تصفه بأنه "أكبر اكتشاف لهذا العام" في منطقة غوليات ببحر بارنتس قبالة ساحل النرويج.
وبدأ تشغيل العديد من المشروعات الجديدة في عام 2022، وتأكَّد أحدثها في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2022، عندما أعلنت شركة إكوينور بدء الإنتاج من مشروع يوهان سفيردروب المرحلة 2 في بحر الشمال قبالة النرويج.
ومن المتوقع أن تتجه غالبية إنتاج النفط والغاز من هذا الحقل إلى أوروبا، ما يعزز أمن الطاقة فيها.
موضوعات متعلقة..
- صناعة النفط والغاز في النرويج تواجه رياحًا عكسية لتلبية الطلب الأوروبي (تقرير)
- سيناريو متكرر.. عمال النفط والغاز في النرويج يهددون بالإضراب
- ارتفاع قياسي بتكلفة مشروعات النفط والغاز في النرويج
اقرأ أيضًا..
- ما سعر النفط المناسب للسعودية وأوبك+؟.. 6 خبراء يجيبون لـ"الطاقة"
- أزمة الطاقة في أوروبا لم تخرج من دائرة الخطر.. و2023 عام الاختبار (تقرير)
- أسواق الطاقة في 2022.. رحلة صعود النفط والفحم و"النووي" مجددًا (صوت)
- صناعة السيارات الكهربائية في 2023 بين التوقعات والابتكارات