انقطاعات متكررة بالكهرباء في مصر استجابة لخطة السيسي
عادت انقطاعات الكهرباء في مصر تطل برأسها من جديد؛ في إطار توجه الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى ترشيد الاستهلاك من أجل توفير الغاز الطبيعي؛ لتصديره إلى الخارج.
كانت مصر قد نجحت، خلال السنوات الأخيرة، في القضاء على انقطاعات التيار الكهربائي التي شكّلت أزمة كبيرة للمواطنين، خلال الفترة التي سبقت عام 2014، وأصبح لدى البلاد فائض كبير للتصدير.
وبدأت الحكومة في أغسطس/آب الماضي خطة لترشيد استهلاك الكهرباء في مصر؛ من أجل توفير الوقود المستخدم في توليد الكهرباء، خاصة الغاز الطبيعي؛ لإعادة تصديره للخارج والاستفادة من أسعاره في دعم موازنة البلاد بالعملة الصعبة.
تخفيف الأحمال
شهدت غالبية المدن والمحافظات المصرية، في الأيام الأخيرة، انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي؛ حيث وصل الأمر في بعض المناطق، خاصة الريفية، إلى 4 ساعات يوميًا.
عمليات تخفيف أحمال الكهرباء في مصر لم تقتصر فقط على المباني الحكومية وإنارة الشوارع كما كان معلنًا في خطة الحكومة، بل وصل الأمر إلى فصل التيار في أوقات زمنية تصل في المتوسط إلى ما بين ساعة و3 ساعات في العديد من الأحياء، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وأثارت انقطاعات التيار الكهربائي حيرة العديد من المواطنين، خاصة أنها تأتي في فصل الشتاء، الذي يتراجع فيه الطلب على الكهرباء مقارنة بفصل الصيف، فضلًا عن أن الانقطاعات كانت شبه نادرة خلال السنوات الـ7 الأخيرة خلال المدة نفسها من العام.
صادرات الغاز الطبيعي
بعد نجاح المرحلة الأولى من خطة ترشيد الكهرباء في مصر في زيادة حجم صادرات الغاز الطبيعي، بدأت الحكومة التوسع في الخطة من خلال العمل على طرح الأحمال.
وتمكّن قطاع النفط المصري من استثمار خطة الحكومة لترشيد استهلاك الكهرباء، التي أُقِرَّت في أغسطس/آب الماضي، بتوفير كميات إضافية للتصدير؛ للاستفادة من ارتفاع الأسعار العالمية للغاز الطبيعي المسال.
ونجحت مصر في تسجيل رقم قياسي من صادرات الغاز الطبيعي خلال 2022؛ إذ وصلت إلى 8 ملايين طن مقارنة بـنحو 7 ملايين طن العام السابق.
وبلغت قيمة صادرات مصر من الغاز الطبيعي، خلال العام الحالي، نحو 8.4 مليار دولار مقارنة بـنحو 3.5 مليار دولار خلال عام 2021، أي بنسبة زيادة 140% عن عام 2021.
وتهدف مصر إلى استغلال ترشيد الاستهلاك لزيادة قيمة الصادرات والوصول إلى 12 مليار دولار سنويًا الكهرباء، خاصة أن غالبية محطات الكهرباء في مصر تعتمد على الغاز الطبيعي.
ويُعَد الطلب على الغاز في مصر من أهم التحديات التي تعرقل زيادة الصادرات، خاصة مع زيادة الاستهلاك الذي وصل إلى 45.6 مليون طن، خلال العام الجاري، ويمثل استهلاك قطاع الكهرباء في مصر نحو 60% من إجمالي استهلاك الغاز.
الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة، يكشف عن الجهات التي صدّرت لها مصر الغاز خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الجاري:
خطة تخفيف الأحمال
بدأت شركات وزارة الكهرباء المصرية، خلال الأيام الماضية، في تطبيق خطة لتخفيف الأحمال على مدار اليوم، تتضمّن فصل التيار لمدة ساعة عن جميع المناطق بالمدن والحضر، وتصل إلى ساعتين عن محافظات الصعيد والدلتا.
وتستهدف الخطة تقليل استهلاك الغاز الطبيعي وتصديره للخارج من أجل العملة الصعبة، وأيضًا ترشيد استهلاك المازوت الذي ارتفعت أسعاره بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة.
ونجحت خطة تخفيف الأحمال، التي تُطَبَّق لأول مرة في قطاع الكهرباء في مصر منذ 2015، في خفض نسب استهلاك المازوت من 16 ألف طن يوميًا إلى 8 آلاف طن، وخفض معدلات استهلاك الغاز الطبيعي من 120 مليون متر مكعب غاز يوميًا إلى 80 مليون متر مكعب غاز يوميًا.
كما جرى وقف بعض محطات إنتاج الكهرباء وتوليده في مصر عن العمل لتوفير الطاقة الكهربائية المنتجة مع الحفاظ على وجود فائض من القدرات الكهربائية في التوقيت نفسه، وعدم قطع التيار الكهربائي عن بعض المناطق الإستراتيجية والمهمة مثل المستشفيات.
موضوعات متعلقة..
- تأجيل زيادة أسعار الكهرباء في مصر إلى هذا الموعد
- السيسي يكشف تطورات أسعار الكهرباء في مصر وحقل ظهر (فيديو)
اقرأ أيضًا..
- حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2022.. أسواق الطاقة في 365 يومًا
- بولندا مستعدة لحظر النفط الروسي.. ما دور أرامكو السعودية؟
- ألمانيا تؤمّن إمدادات الغاز المسال عبر اتفاقية طويلة الأجل مع سيمبرا الأميركية