للمرة الثانية.. ترينيداد وتوباغو ترفض عروض تحالف شل وبي بي للتنقيب
مفاوضات للتحسين أو الإلغاء
عمرو عز الدين
توشك حكومة ترينيداد وتوباغو على رفض عروض التنقيب عن الغاز في المياه العميقة المقدمة من تحالف شركتي شل وبي بي للمرة الثانية خلال عامين.
وقالت مصادر لوكالة رويترز، إن حكومة الجزيرة اللاتينية على وشك إخطار تحالف الشركتين برفض عروضه الـ4 للتنقيب البحري عن الغاز، لعدم تلبيتها الحد الأدنى من شروط الاجتياز.
ولا تخطط الحكومة لرفض العطاءات مطلقًا، وإنما تسعى لاستمرار المفاوضات مع شركتي شل وبي بي، بهدف تحسين العروض المقدمة والوصول إلى صيغة تعاقدية مقبولة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
التفاوض أو الإلغاء
حذّر مسؤولون في وزارة الطاقة ومجلس وزراء ترينيداد وتوباغو من عدم منح تحالف بي بي وشل أي مربعات بحرية، في حالة رفض تحسين العروض.
وأغلقت وزارة الطاقة في ترينيداد وتوباغو خلال يونيو/حزيران 2022 جولة عطاءات عالمية للتنقيب عن الغاز في المياه العميقة.
ولم يتقدم إلى هذه الجولة سوى تحالف شركتي بي بي وشل، كما لم تشمل عروضه سوى 4 مربعات بحرية من أصل 17 مربعًا مطروحًا في الجولة.
لماذا رُفضت العروض؟
اعترضت وزارة الطاقة في الدولة الكاريبية على اشتراط التحالف تقييم بيانات المسح الزلزالي قبل الالتزام بخطة الحفر.
كما اعترضت الوزارة على الالتزام المشروط المقدم من التحالف فيما يتعلق بحفر آبار جديدة، كما وصفت مكافأة التوقيع المعروضة بـ"الهزيلة".
وأعلنت ترينيداد وتوباغو منذ عامين خططًا توسعية عاجلة في مجال طرح عطاءات التنقيب في المياه العميقة والضحلة والمناطق البرية، بهدف تعزيز إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال.
هل يتكرر فشل جولة 2020؟
يخشى مراقبون تكرار ما حدث في جولة عطاءات المياه الضحلة عام 2020، إذ فشل تحالف شل وبي بي في التوصل لاتفاق مع الحكومة بعد أن قدم عروضًا لم تلبِّ الحد الأدنى لاشتراطات المزايدة، ما أدى إلى إلغاء الجولة.
وامتنعت شل عن التعقيب على أنباء رفض حكومة ترينيداد وتوباغو العروض الحالية، قائلة إنها لم تُبَلّغ بذلك بصورة رسمية.
أما شركة "بي بي" البريطانية فقد عبّر المتحدث باسمها هذا الشهر (ديسمبر/كانون الأول 2022) عن أمله في إحراز تقدم ملموس في المفاوضات الجارية مع الحكومة بخصوص مربعات المياه العميقة.
لكنّه رفض الإشارة إلى توقيت المحادثات ومضمونها، تاركًا إعلان التفاصيل للحكومة التي تتخذ من بورت أوف سبين (مرفأ إسبانيا) عاصمة لها، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
كما حثّ رئيس عمليات الشركة البريطانية في ترينيداد وتوباغو ديفيد كامبل، على التحرك بإيجابية تجاه المفاوضات التي سيعزّز نجاحها من إنتاج بي بي المستقبلي من حقول المياه العميقة.
مذكرة إلى مجلس الوزراء
أبلغ وزير الطاقة في دولة الكاريبي ستيورات يونغ مجلس الوزراء بأسباب رفضه عروض الشركتين في مذكرة رسمية أُرسلت إلى المجلس في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أي منذ شهر تقريبًا.
وتقع ترينيداد في أقصى جنوب البحر الكاريبي على بعد 11 كيلومترًا مربعًا من فنزويلا، وهي دولة جزرية مكونة من جزيرتين كبيرتين تمثلان الاسم المركب للدولة، بالإضافة إلى 21 جزيرة صغيرة، ولا يتخطى عدد سكانها 1.5 مليون نسمة.
وتُعد الدولة الكاريبية أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال في قارة أميركا اللاتينية تليها بيرو، بقدرة إنتاجية تصل إلى 3 مليارات قدم مكعبة من الغاز يوميًا.
بينما تمتلك قدرة معالجة لتحويل الغاز إلى طاقة ومنتجات بتروكيماوية بما يعادل 4.2 مليار قدم مكعبة يوميًا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
كما تمتلك 3 خطوط لتسييل الغاز الطبيعي، و11 محطة لإنتاج الأمونيا، بطاقة إنتاجية تبلغ 5.2 مليون طن متري سنويًا.
تخفيف الشروط مع الأجانب
تتنافس ترينداد وتوباغو على تقديم مزيد من الحوافز لجذب الشركات الأجنبية إلى قطاع النفط والغاز، وسط منافسة قوية من الدول المجاورة من كولومبيا إلى غايانا.
وأعلنت وزارة الطاقة نهاية العام الماضي تخفيف بعض الشروط المالية للتعاقد مع الشركات الأجنبية، بما في ذلك الإتاوات واسترداد التكاليف.
ويقول وزير الطاقة ستيوارت يونغ، إن بلاده ما زالت منفتحة على التفاوض بشأن حصتها من الأرباح والغاز مع الشركاء الأجانب.
وتخطط ترينيداد وتوباغو لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال، بهدف الاستحواذ على حصة أكبر في تأمين احتياجات منطقة البحر الكاريبي، بعد أن أسهمت في زيادة وارداتها إلى أوروبا خلال العام الجاري (2022).
موضوعات متعلقة..
- شل تواصل الرهان على النفط والغاز لعقود مقبلة
- الطاقة في ترينيداد .. دور متزايد للغاز وتجاهل للمصادر المتجددة (تقرير)
- ترينيداد تضع ركائز اقتصاد الهيدروجين المستدام (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أميركا تستقبل أول شحنة من النفط الفنزويلي منذ عام 2019
- مؤسسة النفط الليبية تُوقف التخارج مع "ليركو" بطلب قضائي
- مشروعات الهيدروجين في 2022.. زخم مستمر وريادة عالمية