المقالاترئيسيةغازكهرباءمقالات الكهرباء

الكهرباء في أميركا.. القلق المناخي وراء أزمة الطاقة في عيد الميلاد (مقال)

مايكل شلنبرغر - ترجمة: نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • طُلِبَ من المستهلكين تقليل استعمال للكهرباء إذا كانت الحالة الصحية تسمح بذلك
  • • البنية التحتية المحدودة للغاز الطبيعي يمكن أن تؤثّر في موثوقية الشتاء
  • • إغلاق محطات الفحم والطاقة النووية يُنذر بحدوث نقص في إمدادات الكهرباء
  • • بإمكان الألواح الشمسية وتوربينات الرياح العمل في الطقس البارد

عشية عيد الميلاد هذه، قد يتمنى 65 مليون مواطن محروم من الكهرباء في أميركا، يعيشون بين ولايتَي إلينوي ونيوجيرسي أن يهديهم "بابا نويل" قطعة أو اثنتين من الفحم.

يعود ذلك لأن شركة تشغيل شبكة الكهرباء "بي جيه إم" (المسؤولة عن الربط البيني بين ولايات بنسلفانيا ونيوجيرسي وماريلاند) أعلنت حالة طوارئ نادرة على مستوى النظام، وحثّت العملاء على تقليل استعمال للكهرباء.

وطلبت "بي جيه إم"، في بيان نشرتْه، من المستهلكين الحدّ من استعمال الكهرباء، إذا كانت الحالة الصحية تسمح بذلك، بين الساعة 4 صباحًا في 24 ديسمبر/كانون الأول 2022 و 10 صباحًا، في 25 ديسمبر/كانون الأول 2022.

نتيجة لذلك، لن تعمل أضواء عيد الميلاد لدى هؤلاء من مستهلكي الكهرباء في أميركا.

وأفاد بيان شركة "بي جيه إم" أنه "يمكن لعملاء الكهرباء اتخاذ خطوات بسيطة للحفاظ على استمرار التيار، مثل إطفاء المصابيح الكهربائية غير الضرورية".

لا خيار آخر

في المقابل، فإن ما يقرب من 7000 عميل في ولاية بنسلفانيا "ليس لديهم خيار سوى اتّباع طلب شركة الربط الكهربائي البيني "بي جيه إم إنتركونكشن" لتقليل استعمال الكهرباء"، وفقًا لإحدى الصحف المحلية.

مؤخرًا، في الأول من ديسمبر/كانون الأول، أفادت شركة تشغيل شبكة "بي جيه إم إنتركونكشن"، إحدى أكبر شركات الكهرباء في أميركا، أنها تستطيع التعامل مع برد الشتاء.

وادّعت أن "شركة الربط الكهربائي البيني "بي جيه إم إنتركونكشن" وأعضاءها مستعدون لتلبية الطلب المتوقع على الكهرباء هذا الشتاء".

من ناحيتها، حذّرت مؤسسة موثوقية الكهرباء في أميركا الشمالية غير الربحية (إن إي آر سي)، في نوفمبر/تشرين الثاني، من أن هذا سيحدث.

وأوضحت أن "البنية التحتية المحدودة للغاز الطبيعي يمكن أن تؤثّر في موثوقية الشتاء"، وأشارت إلى أن إغلاق محطات الفحم والطاقة النووية ينذر بحدوث نقص.

سبب حالة الطوارئ

يعود السبب الأساس لحالة طوارئ الكهرباء في أميركا إلى نقص محطات الغاز الطبيعي والطاقة النووية والفحم، التي يمكن أن توفر كهرباء موثوقة في جميع الظروف الجوية، على عكس ألواح الطاقة الشمسية وتوربينات الرياح.

الكهرباء في أميركا
إحدى محطات الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء في أميركا - الصورة من "سي إن بي سي"

تجدر الإشارة إلى أنه بإمكان الألواح الشمسية وتوربينات الرياح العمل في الطقس البارد، وغالبًا ما يوجد ضوء الشمس والرياح عندما يكون الجو باردًا، ويمكن إزالة الثلج من الألواح الشمسية، ومن الممكن إزالة الجليد من توربينات الرياح المتجمدة.

على صعيد آخر، لا تشرق الشمس في كثير من الأحيان خلال الساعات التي يحتاجها الناس بشدة للكهرباء، ولا يمكن الاعتماد على طاقة الرياح بما يكفي لتوفير الكهرباء خلال فصل الشتاء.

في الوقت الحالي، تولّد شركة تشغيل شبكة "بي جيه إم إنتركونكشن" القليل جدًا من الكهرباء في أميركا من طاقة الرياح، وكان عليها اللجوء إلى حرق النفط، وهو أقذر وأقلّ كفاءة من الفحم، وأسوأ بكثير من الغاز الطبيعي أو الطاقة النووية.

البطاريات والكهرباء في أميركا

كان من المفترض أن تحلّ البطاريات محلّ محطة لوغان لتوليد الكهرباء بالفحم في ولاية نيوجيرسي، التي أغلقها مالكها في 2 ديسمبر/كانون الأول، واعترف أحد المحللين لدى شركة مودي لخدمات الاستثمار، قائلًا: "يبدو أنه من غير الاقتصادي حاليًا الاعتماد على البطاريات."

وكانت لوغان محطة فحم صغيرة وفعالة، وكان من الممكن أن تكون مثالية لمنع النقص الحالي، لكن شركة الأسهم الخاصة العملاقة، ستاروود إنرجي غروب أقنعت شركة أتلانتيك سيتي إلكتريك و مجلس ولاية نيو جيرسي للمرافق العامة بإغلاق تلك المحطة التي تحتاجها "بي جيه إم" بشدّة.

قبل 11 يومًا، قال مراسل بلومبرغ: "كان على شبكة "بي جيه إم إنتركونكشن" أن تتأكد من أن إغلاق محطة لوغان لن يتسبب فجأة بنقص الطاقة أو أعطال أخرى في الشبكة".

وأوضح المراسل إن ولاية نيوجيرسي تحاول بناء شبكة متوازنة، وهي تنتقل إلى مصادر الطاقة المتجددة.

وأضاف: "نظرًا لأن البطاريات يمكن شحنها بين عشية وضحاها باستعمال طاقة رخيصة، مثل الرياح، وإعادة بيعها إلى الشبكة خلال النهار، تحفّز الولاية الشركات على تركيبها ".

وأُغلِقَت محطة توليد الكهرباء في لوغان قبل 30 شهرًا من الموعد المحدد.

الكهرباء في أميركا

ومن ثم تجاهلَ مشغّلو شبكة "بي جيه إم إنتركونكشن" وشركة الأسهم الخاصة العملاقة، ستاروود إنرجي غروب وشركة أتلانتيك سيتي إلكتريك و مجلس ولاية نيو جيرسي للمرافق العامة التحذيرَ المُقدَّم قبل 4 أيام من انقطاع التيار الكهربائي.

وأدى ذلك إلى مقتل مئات الأشخاص في ولاية تكساس، من 15 إلى 18 فبراير/شباط من العام الماضي.

وكان الدرس المستفاد من هذا التعتيم هو أن الولايات بحاجة إلى مصادر طاقة وفيرة وموثوقة، ولا يمكنها الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة غير الموثوقة والمعتمدة على الطقس.

علاوة على ذلك، فإن حقيقة كونن الطاقة النووية والفحم والغاز الطبيعي موثوقة، وأن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لا يمكن أن يفهمها الأطفال الصغار.

ولم يقف الخبراء ومشغّلو شبكات الكهرباء في أميركا من ذوي الخبرة عند حدّ دفع الأميركيين لإطفاء أضواء عيد الميلاد، بل وصل الأمر للموت بسبب التجمّد.

لماذا يحدث هذا؟ لماذا يُفتقر إلى جزء كبير من الكهرباء في أميركا داخل الولايات التي تحتاج محطات موثوقة وخطوط الأنابيب والبنية التحتية الأخرى اللازمة لنقل الغاز الطبيعي من الحقول إلى محطات توليد الكهرباء؟

* مايكل شلنبرغر - كاتب صحفي ومؤلف أميركي مهتم بقضايا البيئة وتغير المناخ.

ملحوظة: نُشر هذا المقال لأول مرة في المدونة الشخصية للكاتب، وأعادت "الطاقة" نشره بالاتفاق معه.

*هذا المقال يمثّل رأي الكاتب، ولا يعبّر بالضرورة عن رأي منصة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق