الهند تزوّد 55 قطارًا بتقنية التوليد المباشر.. نظيفة وبتكلفة أقل
وفّرت تكلفة الإنفاق على الديزل خلال 8 أشهر
هبة مصطفى
نجحت الهند في تزويد 55 قطارًا بقطاع السكك الحديدية في الساحل الشرقي بتقنية التوليد المباشر، وهي تقنية وفرت تكلفة استهلاك الديزل بجانب كونها صديقة للبيئة وتُسهم في خفض الانبعاثات بما يتماشى مع الإسهامات الوطنية.
ويستهدف قطاع السكك الحديدية الهندي الخفض التدريجي للانبعاثات، تمهيدًا لتحقيق الحياد الكربوني في القطاع بحلول عام 2030، حسبما أورد موقع ذي إيكونوميك تايمز (The Economic Times).
وتعتمد التقنية على توفير إمدادات الكهرباء للخدمات الداخلية للقطارات، بالاستفادة من خطوط الكهرباء الرئيسة أعلى القطار، بما يوفّر بيئة خالية من الضوضاء والتلوث للركاب، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
تكلفة أقل من الديزل
سمح التوسع في استعمال تقنية التوليد المباشر بقطارات قطاع السكك الحديدية للساحل الشرقي بتوفير حجم الإنفاق على تدفقات الديزل.
وخلال الأشهر الـ8 الأولى من العام المالي الجاري (من أبريل/نيسان حتى نوفمبر/تشرين الثاني)، وفّرت تلك التقنية للسكك الحديدية للساحل الشرقي تكلفة قدرها 118.29 كرور روبية كانت تُنفق على إمدادات الديزل.
(العام المالي في الهند يبدأ شهر أبريل/نيسان من كل عام، وينتهي في مارس/آذار من العام اللاحق له)
(1 روبية هندية = 0.012 دولارًا أميركيًا)
(الكرور: وحدة بنظام الترقيم الهندي تعادل 10 ملايين روبية)
وتمنح تقنية التوليد المباشر القطارات المزودة بها تكلفة أقل للكهرباء مقارنة بالقطارات من طراز "إل إتش بي" ألمانية الصنع المنتشرة في الهند، إذ تسجل تكلفة وحدة الكهرباء في القطارات المعتمدة على تلك التقنية 6 روبيات، في حين تصل إلى 36 روبية في الحافلات الألمانية.
(الوحدة الكهربائية في الهند = 1 كيلوواط/ساعة)
تقنية التوليد المباشر
تسمح تقنية التوليد المباشر بتوفير إمدادات الكهرباء اللازمة لتشغيل الخدمات الضرورية على متن القطارات، من بينها الإضاءة وتبريد الهواء والتهوية، وليس لتشغيل محرك القطار ذاته، بما يعمل على خفض انبعاثات السكك الحديدية في قطاع النقل بصورة تدريجية.
وتولّد تلك التقنية الكهرباء من خلال الاستفادة من خطوط الكهرباء الممتدة أعلى القطار بدلًا من قاطرة التوليد من الديزل المستعملة سابقًا.
ولتشغيل الخدمات الداخلية في قطارات "إل إتش بي" ألمانية الصنع كانت تُستخدم قاطرتان تعملان بالكهرباء، وحاليًا مع تطبيق تقنية التوليد المباشر "إتش أو جي" يمكن الاستغناء عن تلك القاطرات والاستفادة من الخطوط أعلى القطارات لتوليد الكهرباء.
وتزوّد الخدمات الفندقية السابق ذكرها داخل القطار عبر الخطوط الرئيسة العلوية المُشغلة له، باستخدام محول ذي ثلاث مراحل بدلًا من المحول الأحادي في قاطرات التوليد من الديزل.
مزايا ومكاسب
يمكن القول إن تقنية التوليد المباشر تمتاز عن غيرها بأنها "لا تحتاج إلى مولدات بخلاف مولدات للطوارئ، كما أن الاستغناء عن مولدات الديزل يمكنه توفير مساحة إضافية للمزيد من الركاب، وكذا توفر تلك التقنية تكلفة وقود الديزل، وتتجنب الانبعاثات الناتجة عن حرق الديزل خلال عملية توليد الكهرباء".
ويمكن لهيئة السكك الحديدية في الهند الاستفادة من نشر تقنية التوليد المباشر في المشاركة بأسواق أرصدة الكربون الدولية، إذ إن تقنية "إتش أو جي" تتجنّب التلوث الضوضائي الذي تسببه مولدات الديزل خلال رحلات القطارات.
ويدفع نشر تلك التقنية في قطاع النقل بولايات الدولة الجنوب آسيوية نحو تخصيص حجم إنفاق منخفض لتشغيل المركبات، بجانب خفض الضوضاء المصاحبة للمولدات الداخلية العاملة بالديزل، وخفض الانبعاثات، بجانب توفير تكلفة الإنفاق على الوقود وانخفاض تكلفة أعمال الصيانة، وزيادة أعداد المسافرين وبالتالي إنعاش ميزانية القطاع.
مستهدفات خفض الانبعاثات
تُعد تقنية التوليد المباشر أو العلوي للكهرباء إحدى أدوات قطاع السكك الحديدية في البلاد لخفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني، بما يصب بنهاية الأمر في صالح الوفاء بالإسهامات الوطنية طبقًا للاتفاقيات الدولة.
وتعهّدت نيودلهي -خلال مشاركتها في قمة المناخ كوب 27 التي انعقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي- بخفض الانبعاثات بنسبة 45% من الناتج المحلي الإجمالي، بحلول نهاية العقد الجاري (2030).
ويوضح الرسم أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- حجم إسهام التقنيات النظيفة في خفض الانبعاثات ومن ضمنها تقنيات استبدال الوقود، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية:
وتُركز السكك الحديدية في البلاد على إجراءات من شأنها تعزيز الوصول إلى الحياد الكربوني وانبعاثات صفرية، وتنظر إلى تقنية التوليد المباشر إحدى الخطوات التي تتفق مع تلك الرؤية.
واستهدفت الدولة الواقعة جنوب آسيا التركيز على الوقود النظيف بصفتها أولوية تضمن تحقيقها للحياد الكربوني الكامل بحلول عام 2070، كما تضمنت إستراتيجيتها المعلنة الشهر الماضي التوسع في الاعتماد على الوقود الحيوي ومزج الإيثانول بالبنزين.
ويبدو أن تلك التقنية ستؤدي دورًا مهمًا في الآونة المقبلة مع سعي نيودلهي للتوسع في الحافلات والمركبات الكهربائية بأنواعها لنشرها على الطرق، مقابل خفض استهلاك الوقود المعتمد على الوقود الأحفوري.
اقرأ أيضًا..
- استقالة رئيس بتروبراس البرازيلية قبل انتهاء مدته.. وهذا هو المرشح لخلافته
- محطة فريبورت الأميركية: لا عودة للتشغيل قبل منتصف يناير
- انقطاع الكهرباء عن مليون منزل وإلغاء 5700 رحلة جوية بسبب العواصف في أميركا
- خط أنابيب غالسي.. مشروع الجزائر لتصدير الهيدروجين إلى أوروبا