بريطانيا تستبدل المضخات الحرارية بغلايات الغاز لمواجهة ارتفاع الأسعار
أمل نبيل
أجبرت أزمة الطاقة وارتفاع أسعارها البريطانيين على التوسع في استعمال المضخات الحرارية، واستبدالها بنظيرتها التي تعمل بالغاز وزيت التدفئة.
وعلى مدار الأعوام الـ15 عامًا الماضية، تمّ تركيب مضخات التدفئة التي تعمل بالكهرباء في المملكة المتحدة في المناطق الريفية غالبًا، التي تفضّلها عن الوسائل التي تعمل بزيت التدفئة، وفق ما اطّلعت عليه منصّة الطاقة المتخصصة.
وقد أدت أزمة الطاقة الأوروبية هذا العام إلى توسّع المدن الحضرية في بريطانيا باستعمال المضخات الحرارية، ومنذ مايو/أيار الماضي، حلّت هذه المضخات في الغالب محلّ أجهزة التدفئة التي تعمل بالغاز، بحسب بلومبرغ.
المضخات الحرارية في بريطانيا
كان ما يقلّ قليلًا عن نصف تركيبات المضخات الحرارية في بريطانيا، بين مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول (2022)، في منازل جرت تدفئتها سابقًا بالغاز، مقابل واحدة لكل 4 منازل تُدَفَّأ بزيت التدفئة.
إن تقديم منحة بقيمة 5 آلاف جنيه إسترليني في مايو/أيار (2022)، لتغطية تكلفة المضخة الحرارية، بالإضافة إلى تقديم مدفوعات ربع سنوية لتثبيت تقنيات منخفضة الكربون، من شأنه أن يزيد من عدد المضخات الحرارية في المملكة المتحدة إلى مستويات أعلى من 2021.
وتهدف الحكومة البريطانية إلى تركيب 600 ألف مضخة حرارية جديدة كل عام، بحلول عام 2028.
ويعدّ استبدال المضخة الحرارية الكهربائية بالأجهزة التي تعمل بالغاز أو زيت التدفئة أمرًا مفيدًا في تقليل الانبعاثات، إذ تُطلق المضخات الحرارية نصف الانبعاثات الكثيفة التي تطلقها غلايات الوقود الأحفوري
وتشير تقديرات منظمة "إنرجي سافينج ترست" غير الربحية، إلى أن كيلوواط/الساعة من الطاقة المولدة من الغاز تُنتج 208 غرامات من ثاني أكسيد الكربون، مقارنة بـ298 غرامًا لزيت التدفئة.
التحول إلى استبدال غلايات الغاز قد يكون له -أيضًا- تداعيات على التحول الأوسع إلى الطاقة النظيفة، إذ تجري تدفئة نحو 85% من المنازل في المملكة المتحدة بالغاز.
ولطالما استُعمِل زيت التدفئة في العقارات البريطانية غير المتصلة بشبكة الغاز، وهو أعلى تكلفة من الكهرباء؛ ما يزيد من جاذبية المضخات الحرارية.
التدفئة بالمضخات الحرارية
منذ عام 2008 حتى مارس/آذار من هذا العام (2022)، تمّ تركيب 82% من المضخات في بريطانيا، بمنازل غير متصلة بشبكة الغاز، وفقًا لوكالة الأبحاث نيستا.
نتيجة لذلك، تزيد المضخات الحرارية في المنازل خارج شبكة الغاز بنحو 4.8 أضعاف عن المتصلة بها، لا سيما في المناطق النائية، مثل كورنوال، التي يوجد بها أكبر عدد من مضخات الحرارة، والبالغ 12 ألف مضخة، ومرتفعات وجزر إسكتلندا.
يقول نائب مدير المستقبل المستدام في وكالة نيستا للأبحاث أندرو سيسونز: "كانت المناطق الريفية رائدة في مجال التدفئة منخفضة الكربون في المملكة المتحدة، قبل أن تتسبَّب أزمة الطاقة في التفكير نحو استبدال الوسائل التي تعمل بزيت التدفئة، مع تضاعف أسعاره مقارنة بالعام الماضي (2021)، وتضاعف أسعار الغاز بنحو 3 مرات".
وما يزال اعتماد المضخات الحرارية يمثّل تحديًا بسبب طبيعة المساكن في بريطانيا، وغالبًا ما تحتاج العقارات القديمة إلى عزل إضافي لمضخات الحرارة للعمل بفعالية؛ ما يُحمّل مالكي المنازل تكلفة إضافية.
وتفتقر المملكة المتحدة -أيضًا- إلى عدد كافٍ من العمال المدرّبين لتركيب أعداد المضخات الحرارية التي تأمل الحكومة في الحصول عليها.
وضمن مساعي بريطانيا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، تعتزم الحكومة حظر التدفئة بالغاز وزيت التدفئة في جميع العقارات الجديدة في البلاد، بدءًا من عام 2025.
وتُعدّ المباني أكبر مستهلك للغاز في الاتحاد الأوروبي، إذ تستهلك نحو 38% من الغاز، يذهب معظمه إلى أجهزة التدفئة، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
ومن المتوقع أن يزداد الطلب العالمي على مضخات الحرارة إلى 1.5 مليار وحدة بحلول عام 2050، بزيادة 8 مرات عن المستوى المسجل عام 2020 عند 190 مليونًا، وفقًا لشركة الأبحاث ريستاد إنرجي.
موضوعات متعلقة..
- المضخات الحرارية تضمن تدفئة المنازل بأقل تكلفة.. وتعمل بالطاقة الشمسية
- الطلب العالمي على المضخات الحرارية قد يتجاوز 1.5 مليار وحدة بحلول 2050
- أوروبا تعزّز تركيب المضخات الحرارية لخفض الانبعاثات ودعم أمن الطاقة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- 4 دول عربية تحتاج إلى الطاقة النووية بسرعة.. أبرزها الجزائر والمغرب (تقرير)
- تعليق الإنتاج في أكبر محطة عائمة للغاز المسال.. وتوقعات بارتفاع الأسعار الفورية
- وزير النفط العراقي يوجه بالإسراع في مشروع استثمار غاز الناصرية والغراف