محطة فريبورت الأميركية تبدأ بتلقّي إمدادات الغاز تمهيدًا لاستئناف التشغيل
هبة مصطفى
تبدأ محطة فريبورت الأميركية للغاز المسال تلقّي التدفقات عبر خطوط الأنابيب، اليوم الثلاثاء 20 ديسمبر/كانون الأول؛ ما يكشف وجود استعدادات لاستئناف عمليات التصدير بعد توقّف دام نحو 6 أشهر.
وتعزز جهود العمل بالمحطة -التي تمثّل 18% من قدرات تصدير الغاز المسال الأميركي- احتمال عودتها للعمل بحلول نهاية العام الجاري (2022)، وفق ما نشرته رويترز قبل قليل.
وكان انفجار قد لحق بالمحطة في 8 يونيو/حزيران الماضي، ودفع ذلك نحو تعطّل العمل بها، واضطراب الإنتاج ومعدل تدفّق الغاز المسال في توقيت بالغ الأهمية لأسواق الطاقة العالمية والأوروبية بصورة خاصة، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة حينها.
وتؤدي المحطة الأميركية دورًا كبيرًا في تعزيز صادرات الغاز المسال، إذ إنها تضم 3 وحدات إسالة تصل قدرتها إلى 15 مليون طن سنويًا.
تعزيز محطة فريبورت بالغاز
تستعد محطة فريبورت الأميركية للغاز المسال، اليوم الثلاثاء، لتلقّي تدفقات بنحو 25 مليون قدم مكعبة، وهي أولى التدفقات منذ يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين.
ويأتي هذا بينما كانت تستقبل المحطة ما يقرب من 22 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا في وقت سابق، لتزويد المحطات بالإمدادات اللازمة لتغذية شبكة الكهرباء في ولاية تكساس؛ لتلبية الطلب خلال موجة حرارة مرتفعة.
واندلع انفجار بالمحطة قبل 6 أشهر، أدى إلى توقّفها عن العمل؛ ما أفقد السوق الأوروبية كميات ضخمة من الإمدادات في توقيت تتعطش خلاله إلى شحنات بديلة تعوّض غياب التدفقات الروسية.
وحين لحق الانفجار بالمحطة، أُعلن توقّفها عن العمل لمدة 3 أسابيع بتقديرات تُشير إلى توقّف ما يقرب من 10 شحنات من الغاز المسال تشحنها المحطة خلال تلك المدة، غير أن عملية الإغلاق استمرت لمدد إضافية؛ ما زاد حجم الخسائر.
وبجانب ذلك، تسبّب الحادث في رفع أسعار الغاز بنسبة 7% وفق بيانات مؤشر "تي تي إف" الهولندي الذي يعدّ معيارًا لأسعار الغاز الأوروبية.
صادرات المحطة ومرافق جديدة
يُنظر إلى محطة فريبورت الأميركية -التي تأسست عام 2002- بصفتها واحدة ضمن أكثر محطات الإسالة والتصدير الأميركية أهمية، والبالغ عددها 7 محطات.
وبحلول عام 2010، أعلنت المحطة بدء تطوير مشروع للإسالة، ودخل حيز التشغيل العام الماضي (2021)، وبلغ معدل صادرات الغاز المسال منها ملياري قدم مكعبة يوميًا، بما يمثّل 16% من إجمالي الصادرات الأميركية.
ورغم الحادث وإغلاق محطة فريبورت، فإن خططًا تجري على قدم وساق لتعزيز صادرات الغاز المسال الأميركية إلى أوروبا، ومددت هيئة تنظيم الطاقة الفيدرالية بالبلاد المدة الممنوحة إلى الشركة المشغّلة للمحطة حتى مطلع أغسطس/آب عام 2028، لاستكمال مشروع إنشاء خط تسييل رابع والمرافق الملحقة به.
وتملك المحطة في الآونة الحالية 3 خطوط تسييل بسعة تزيد عن 2.14 مليار قدم مكعبة يوميًا من الغاز المسال، وبلغت تكلفة المحطة 13.5 مليار دولار.
تطورات الإغلاق والتأثير الأوروبي
عقب الحريق في 8 يونيو/حزيران، مدّد مشغّلو محطة فريبورت الأميركية للغاز المسال مدة الإغلاق، وأعلنوا منتصف الشهر ذاته استمرار توقّف العمل فيها لمدة تقارب 90 يومًا (3 أشهر).
وفي مطلع يوليو/تموز، أُعلن تأجيل التشغيل الجزئي للمحطة حتى شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، غير أن المحطة استقبلت تدفقات محدودة من الغاز الطبيعي في 22 من الشهر ذاته، دون الإفصاح عن سبب ذلك.
ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم صادرات الغاز المسال الأميركية إلى أوروبا خلال الربع الأول من العام الجاري (2022)، بحسب بيانات منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك":
ووقع الحادث عقب أقلّ من 4 أشهر على الغزو الروسي لأوكرانيا وفرض عقوبات على موسكو أدت إلى اضطراب أسواق الطاقة واتخاذ الأسعار منحنى صعوديًا.
واستحوذت أوروبا وتركيا، خلال الأشهر الـ5 الأولى من العام الجاري (2022)، على 72% من صادرات محطة فريبورت الأميركية من الغاز المسال، مقارنة بـ29% العام الماضي (2021).
وتُشير تلك البيانات إلى أن القارة العجوز تعدّ أكبر المتضررين من إغلاق المحطة، عقب الحريق والانفجار اللذين لحقا بها في يونيو/حزيران الماضي.
اقرأ أيضًا..
- الجزائر تحسم موقفها من سقف أسعار الغاز في أوروبا
- موازنة سلطنة عمان 2023 تقدِّر سعر برميل النفط عند 55 دولارًا
- كيف أثرت أزمة الطاقة في الطلب على الغاز المسال عالميًا؟.. 4 رسومات تكشف بالأرقام
- خط أنابيب دولفين.. شبكة غاز تربط بين 3 دول خليجية (تقرير)
- السعودية والكويت تقودان انتعاش قطاع تكرير النفط بالشرق الأوسط في 2023