تحدى قطاع النفط الخام النيجيري أعمال السرقة والتخريب التي يتعرّض لها منذ شهور، وشهد ارتفاعًا في العائدات، بفضل جهود السلطات المعنية.
وسجلت عائدات النفط النيجيري صعودًا بواقع نحو 308.6 مليار نايرا نيجيرية (691.9 مليون دولار أميركي) في غضون شهرين، في أعقاب الزيادة الأخيرة التي شهدها البلد الواقع غرب أفريقيا في إنتاج النفط، بفضل تناغم الجهود التي تبذلها شركة النفط الوطنية النيجيرية المحدودة، ومعها وكالات الأمن للحد من السرقة والتخريب اللذين تعرضت لهما خطوط الأنابيب، حسبما أورد موقع "بانش" PUNCH النيجيري.
(النايرا نيجيرية = 0.0022 دولارًا أميركيًا).
وخلصت الأرقام الصادرة عن هيئة تنظيم النفط النيجيرية والوكالات الدولية الأخرى، الأحد 18 ديسمبر/كانون الأول (2022)، إلى أن عائدات النفط النيجيري قد ارتفعت خلال المدة من سبتمبر/أيلول (2022) ونوفمبر/تشرين الثاني (2022)، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
بينما ضخت نيجيريا 937 ألفًا و766 برميلًا من النفط يوميًا في سبتمبر/أيلول (2022)، ارتفع إنتاجها إلى مليون و14 ألفًا و485 برميلًا يوميًا في أكتوبر/تشرين الأول (2022).
مسار صعودي
استمر إنتاج النفط الخام النيجيري في مساره الصعودي في نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، إذ بلغ حجم ما أنتجه البلد الأفريقي مليونًا و185 ألفًا و604 براميل يوميًا في الشهر ذاته، بواقع زيادة يومية لامست 171 ألفًا و119 برميلًا في نوفمبر/تشرين الثاني (2022).
وتعني تلك الأرقام أن إنتاج النفط النيجيري قد ارتفع بنحو 5 ملايين و133 ألفًا و570 برميلًا إبان الشهر الذي شهد مراجعة البيانات.
وبلغ متوسط سعر مزيج خام برنت القياسي 93.4 دولارًا للبرميل، في حين وصل السعر ذاته إلى 91.42 دولارًا للبرميل، وفق أحدث البيانات الصادرة عن "ستاتيستيكا"، الشركة الدولية المتخصصة في تزويد الإحصاءات.
وبناء عليه صعدت قيمة عائدت النفط الخام النجيري بواقع 99.14 مليار نايرا نيجيرية، أو ما يعادل نحو 222 مليون دولار أميركي.
وخلال نوفمبر/تشرين الثاني، قفزت عائدات النفط الخام النيجيري بقيمة 209.46 مليار نايرا (469.31 مليون دولار أميركي).
وهذا يعني أنه خلال الشهرين المذكورين، رفعت الزيادة في الخام والتي تُقدر قيمتها بـ7 ملايين و511 ألفًا و859 برميلًا، إنتاج النفط الخام النيجيري، من قيمة العائدات بواقع نحو 308.6 مليار نايرا نيجيرية.
سرقة النفط في نيجيريا
يشهد إنتاج النفط في نيجيريا صدمة منذ العام الماضي (2021)، في أعقاب تعرُّض القطاع الحيوي في منطقة دلتا النيجر لعمليات سرقة وتخريب، وهي الممارسات التي حالت دون تدفق مليارات الدولارات في خزانة البلد الأفريقي من عائدات الخام.
ولعل هذا ما دفع السلطات الفيدرالية في نيجيريا إلى تكثيف جهودها في الشهور الأخيرة، لدرء تلك الممارسات وتقليص تداعياتها.
فسرعان ما اتخذت شركة النفط الوطنية النيجيرية المحدودة بالشراكة مع وكالات أمنية عالية المستوى وشركات مقاولات خاصة، حزمة من التدابير لمواجهة هذا التحدي.
وبالفعل آتت تلك الإجراءات ثمارها، إذ صعد حجم إنتاج النفط خلال شهري أكتوبر/تشرين الأول وحتى نوفمبر/تشرين الثاني (2022).
وفي هذا الإطار تحدّث رئيس قطاع الاستثمار في شركة النفط الوطنية النيجيرية بالا فونتي، عن مدى فاعلية تلك الخطوات في التصدي لممارسات السرقة وأعمال التخريب التي تعرّضت لها خطوط الأنابيب.
النفط في نيجيريا
أضاف فونتي أن الخطوات التي اتخذوها حتى الآن قد تمخضت عنها نتائج مرجوة، إذ ارتفع حجم إنتاج الخام إلى مليون و59 ألف برميل يوميًا، من نحو مليون برميل يوميًا، وهو الرقم المسجل في أغسطس/آب (2022).
وتابع: "من واقع سجلاتنا، وقبل أن يشهد القطاع لدينا تعافيًا، كنا نخسر 700 ألف برميل نفط يوميًا، أو ما يعادل 21 مليون برميل شهريًا، وإذا وضعت متوسط سعر هذا العام عند 90 دولارًا للبرميل، فستتراوح حجم الخسائر التي تكبدناها فعليًا في هذا القطاع في نطاق 1.8 مليار دولار أو 1.9 مليار دولار".
وما تزال السلطات النيجيرية المختصة تكثّف جهودها الاحترازية عبر اتخاذ التدابير اللازمة لتذليل أي عقبات تعترض سوق النفط، من بينها سرقة الخام وإتلاف خطوط الأنابيب، كي يتسنى للشركات استئناف الإنتاج وعمليات الضخ.
ومُنيت نيجيريا بخسائر فادحة لامست قيمتها 1.4 مليار دولار، خلال المدة من يناير/كانون الأول وحتى أغسطس/آب (2022)، جراء سرقة النفط.
موضوعات متعلقة..
- وزير النفط النيجيري يتعهد بتلبية حصة أوبك خلال 6 أشهر رغم السرقات
- شل تعلن استئناف صادرات النفط النيجيري بعد توقف 10 أسابيع
- إنتاج النفط النيجيري يتراجع 6% خلال يوليو
اقرأ أيضًا..
- الجزائر تحسم موقفها من سقف أسعار الغاز في أوروبا
- موازنة سلطنة عمان 2023 تقدِّر سعر برميل النفط عند 55 دولارًا
- كيف أثرت أزمة الطاقة في الطلب على الغاز المسال عالميًا؟.. 4 رسومات تكشف بالأرقام
