تمضي مولدوفا قدمًا صوب تنفيذ خطط لفطم نفسها عن إمدادات الغاز الروسي، في ظل توتر الأجواء مع شركة غازبروم الروسية، المزود الرئيسي بالسلعة الحيوية للبلد الواقع شرق أوروبا.
وتوصلت مولدوفا، واحدة من أفقر الدول الأوروبية، إلى اتفاقية قصيرة الآجل في مجال الطاقة، والتي تعول عليها في التخلص التدريجي من الاعتماد على الغاز الطبيعي الروسي، حسبما ذكر مسؤول رفيع مستوى لوكالة رويترز.
وتعتمد مولدوفا اعتمادًا مكثفًا على الغاز الروسي مصدرًا رئيسًا للطاقة في الوقت الراهن، فيما تواجه الدولة الأوروبية ارتفاعًا حادًا في مستويات التضخم وسط تداعيات الحرب التي تشنها روسيا على جارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط (2022)، بحسب معلومات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال نائب رئيس وزراء مولدوفا أندريه سبينو، إن مولدوفاغاز، شركة النفط الحكومية في مولدوفا، ستشتري 100 مليون متر مكعب من الغاز من إنرجكووم، مزود الغاز المحلي، في ديسمبر/كانون الأول (2022).
تخلص تدريجي من الغاز الروسي
ستكون تلك هي المرة الأولى التي لا تستهلك فيها مولدوفا أيًا من الغاز الذي ابتاعته من روسيا، حسبما كتب سبينو في منشور على قناته الخاصة على تطبيق تليغرام.
وأضاف سبينو: "منذ العام الماضي، قطعنا على أنفسنا عهدًا ببناء احتياطي لدينا، وأمامنا بالفعل بديل متاح لوقف اعتمادنا على مصدر واحد، وقد نجحت في تدبير ذلك".
ومن المعلوم أن الغاز الواصل من روسيا، عبر عملاقة الطاقة الحكومية غازبروم، يعرف طريقه إلى إقليم ترانسدنيستريا الانفصالي الموالي للكرملين على الضفة اليسرى لنهر دنيستر، حيث يتم شراؤه نظير الكهرباء.
ودأبت إنرجكووم على تخزين الغاز في منشآت واقعة في كل من أوكرانيا ورومانيا، ولم يتضح بعد الوجهات التي تشتري الشركة الغاز منها.
ولطالما وجهت مولدوفا إدانات للغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما قاد بدوره إلى توتر العلاقات أيضًا بين كيشيناو وموسكو؛ نتيجة وجود قوات حفظ السلام الروسية في ترانسدنيستريا.
مولدوفا تسدد المستحقات
تمكنت مولدوفا -إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق والبالغ تعداد سكانها 2.5 ملايين نسمة- من سداد المدفوعات المستحقة عليها كافة لشركة غازبروم، عن شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول (2022)، في موعدها المقرر، حسبما قال رئيس شركة مولدوفاغاز الحكومية، فاديم شيبان.
ولن تكتفي مولدوفا على ما يبدو بسداد المدفوعات المستحقة لرائدة الطاقة الروسية، بل إنها ستلجأ -أيضًا- لمقاضاة الأخيرة، عازية السبب إلى عدم انتظام تدفق الإمدادات المقررة إليها من الغاز الروسي عبر غازبروم، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح سبينو أن فكرة مقاضاة غازبروم تجيء في أعقاب عدم وفائها بتسليماتها بموجب العقد المبرم بين الطرفين؛ ما دفع بلاده إلى سد احتياجاتها من الغاز من السوق العالمية، وفق ما نسبته إليه وكالة الأنباء الروسية "تاس" في 14 من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري.
المطالبة بتعويضات
أشار سبينو في ثنايا تصريحاته إلى أن مولدوفا ستتّجه إلى مطالبة تعويضات من غازبروم، على الخسائر التي تكبدتها جراء تصرفات الشركة الروسية.
يُذكر أن مولدوفا قد اضطرت إلى اللجوء للاقتراض، في سبيل تدبير مخصصات الإنفاق على واردات الغاز والكهرباء، ولتعويض اضطراب التدفقات الروسية.
كانت غازبروم قد قلصت تدفقات الغاز إلى مولدوفا بنسبة 30% منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول (2022) إلى 5.7 مليون متر مكعب، رغم أن مستويات الطلب في الدولة الأوروبية يلامس 8.06 مليون متر مكعب، ما عزاه الكيان الروسي إلى "مشكلات تقنية".
موضوعات متعلقة..
- مولدوفا تدفع لغازبروم الروسية مستحقات نوفمبر وديسمبر.. وتهدد بمقاضاتها
- غازبروم الروسية تهدد مولدوفا بقطع إمدادات الغاز.. ومسؤول يرد
- مولدوفا تطرح مناقصة لشراء مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي
اقرأ أيضًا..
- أميركا تكشف عن تفاصيل الخطة الطارئة لإعادة ملء المخزون النفطي الإستراتيجي
- أردوغان: تركيا ستصبح مركزًا عالميًا للطاقة بمساعدة روسيا
- حفارات النفط الأميركية تهبط للأسبوع الثاني على التوالي