أميركا تستبعد التخلص من الوقود الأحفوري وتدعو لزيادة الاستثمار في النفط
أمل نبيل
في تناقض واضح لموقف الرئيس الأميركي، جو بايدن، المناهض لاستهلاك الوقود الأحفوري، والرافض لحفر المزيد من آبار النفط في الولايات المتحدة، دعت وزيرة الخارجية الأميركية إلى زيادة الاستثمارات في مجال التنقيب.
كانت أسعار البنزين في الولايات المتحدة قد شهدت ارتفاعًا قياسيًا في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا التي اندلعت شرارتها الأولى في فبراير/شباط من العام الجاري؛ ما دفع إدارة بايدن للسحب من الاحتياطي الإستراتيجي للتخفيف من حدة هذه الارتفاعات، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة في عدة تقارير وتحليلات.
وقالت وزيرة الطاقة الأميركية، جينيفر غرانهولم، يوم الأربعاء 14 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن إدارة بايدن ملتزمة بتحويل "مُدار" للطاقة من المُرجّح أن يقلل من الطلب على الوقود الأحفوري؛ لكن في الوقت الحالي، تظل الاستثمارات المتزايدة لتعزيز إنتاج النفط الأميركي وقدرات التكرير أمرًا ضروريًا لتلبية احتياجات أمن الطاقة، حسبما ذكر موقع إس بي غلوبال (spglobal).
علاقة قتالية
أقرّت وزيرة الطاقة، جينيفر غرانهولم، بالعلاقة القتالية في بعض الأحيان بين صناعة النفط والإدارة الأميركية، وأعربت عن "امتنانها العميق" للقطاع؛ لجلوسه إلى طاولة المفاوضات، وإجراء محادثات صادقة حول القضايا الرئيسة خلال عام مليء بالتحديات والاضطرابات العالمية في أسواق الطاقة.
تتناقض تصريحات جنيفير غرانهولم، التي جاءت خلال اجتماع لمجلس النفط الوطني، وهي لجنة استشارية للنفط والغاز تابعة لوزارة الطاقة، مع تعليقات الرئيس جو بايدن بأنه "لا مزيد من التنقيب عن الوقود الأحفوري" في اجتماع سياسي حاشد، الشهر الماضي، أثار غضب الجمهوريين ومسؤولي شركات النفط.
ولكن على الرغم من الاختلافات في الرأي؛ فقد أكدت جنيفير أن الحكومة وصناعة النفط كانتا قادرتين على إيجاد طرق مشتركة للعمل معًا.
وأشارت إلى أن المحادثات المثمرة حول قضايا الإنتاج والتكرير، واحتياطي النفط الإستراتيجي، ومتطلبات إنتاج الإيثانول، والتنسيق بشأن صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا وإضراب السكك الحديدية الذي جرى تفاديه، والمساعدة في إعادة بناء البنية التحتية لأوكرانيا، على سبيل المثال لا الحصر، من مجالات التعاون.
وقالت وزيرة الطاقة الأميركية إن إدارة بايدن-هاريس ملتزمة بعملية انتقال قوي ومنظم للطاقة، وشدّدت على أن التحرك بسرعة كبيرة قد يؤدي في النهاية إلى خلق عواقب غير مقصودة ستؤذي الناس وتتسبّب في رد فعل عنيف".
زيادة الاستثمار في الوقود الأحفوري
قالت وزيرة الطاقة الأميركية، جينيفر غرانهولم، سيكون الجزء الأول من انتقال ذكي ومدروس يُدَار بالشراكة مع الصناعة هو تلبية احتياجات الطاقة الحالية، وهذا يعني زيادة الاستثمار في الإنتاج لتلبية الطلب في الداخل والخارج؛ حيث يستعد قطاع النفط والغاز في الولايات المتحدة لأداء دور هائل في إعادة التنظيم الجيوسياسي لإمدادات الطاقة العالمية.
وأشارت إلى أن صياغة النهج الصحيح لزيادة تخزين نواتج التقطير على الساحل الشرقي لضمان الإمدادات الكافية لتجاوز فصل الشتاء دون أزمة، خاصة في حالة سوء الأحوال الجوية، والحفاظ على تشغيل المصافي بأمان بأقل حد من الانقطاعات، هي قضايا يمكن لكل من الإدارة الأميركية وصناعة النفط العمل عليها معًا.
وقالت غرانهولم: "نحن نقّر بأن بأن الوقود الأحفوري لن يختفي في أي وقت قريب، لكن هناك إمكانية للتنويع، إن أمن الطاقة والاقتصاد والمناخ يُجبرنا جميعًا على تلبية احتياجاتنا اليوم، ولكن بعد ذلك نتوسع ونستثمر في مجموعة واسعة من مصادر الطاقة".
وتابعت قائلة: "نحن بحاجة إلى أن تؤدي هذه الصناعة دورًا رائدًا في تطوير ونشر هذه الموارد الإضافية؛ هذه صناعة مليئة بالمبتكرين".
وشجّعت وزيرة الطاقة الأميركية شركات النفط على الاستفادة من الحوافز المُدرجة في قانون البنية التحتية للحزبين وقانون خفض التضخم، مثل الإعفاءات الضريبية (45 كيو) لعزل الكربون، والإعفاءات الضريبية للهيدروجين، وتمويل مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية والرياح البحرية.
وأكدت جينيفر غرانهولم: "لن يؤدي هذا التحول المُدار الذي نتبعه إلى القضاء على استخدام الوقود الأحفوري بحلول عام 2050، لذلك يتعين علينا بذل كل ما في وسعنا لإزالة الكربون، والتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة".
واستطردت: في الوقت نفسه فإن التحول المُدار للطاقة يشير إلى استخدام أقل للوقود الأحفوري، والسؤال هو كيف تتكيف الصناعة مع هذا التغيير أيضًا؟
زيادة إمدادات النفط
قالت وزيرة الطاقة الأميركية، جينيفر غرانهولم: "كما قلنا منذ مدة طويلة، نحن حريصون على العمل مع الصناعة للإجابة عن هذا السؤال، لتلبية احتياجات أمن الطاقة لدينا بشكل مسؤول وإزالة الكربون بسرعة خاصة من الغاز الطبيعي".
وأكد رئيس المجلس الوطني للنفط، دارين وودز، أن قطاع النفط مُلتزم بشكل جماعي بالعديد من الأهداف نفسها من حيث الحد بشكل كبير من الانبعاثات، سواء من عمليات الحفر أو المنتجات التي تُبَاع.
واتفق كل من غرانهولم ووودز على أن المحادثات الصريحة بين الإدارة الأميركية وصناعة النفط، ستستمر حتى عام 2023 على أمل في إيجاد الحلول الصحيحة التي تلبي الأهداف المشتركة في مجال المناخ وأمن الطاقة.
وحددت وزارة الطاقة الأميركية الخطوات القابلة للتنفيذ على المدى القريب التي يُمكن لإدارة بايدن اتخاذها للمساعدة في زيادة إمدادات النفط والمنتجات المكررة؛ تشمل هذه الخطوات إصلاحات البنية التحتية للطاقة، وإعفاءات قانون جونز، وتأجيل إعادة تعبئة احتياطي النفط الإستراتيجي، ودعم صادرات النفط الخام والمنتجات المكررة، وزيادة الإنتاج المحلي.
وتقدم الوزارة توصيات تتعلق بالسياسات لتمكين انتقال ناجح في الوقت المناسب للطاقة؛ بما في ذلك التركيز على خفض انبعاثات الكربون دون اختيار تقنيات وصناعات مفضلة، وتجنب التخلص التدريجي المبكر من الطاقة التقليدية؛ وإعطاء الأولوية لحوافز الطاقة المتجددة وإزالة الكربون بدلًا من العقوبات التي تستهدف الوقود الأحفوري.
موضوعات متعلقة..
- حادث أنابيب كيستون.. تفاصيل جديدة عن أكبر تسرب نفطي في أميركا منذ 2013
- حرق الغاز في أميركا يخضع لقواعد جديدة تكلف الشركات 122 مليون دولار سنويًا
- أميركا تدرس بناء احتياطيات إضافية من النفط وزيت التدفئة لمواجهة ارتفاع الأسعار
اقرأ أيضًا..
- 3 مؤسسات ترسم ملامح نمو الطلب على النفط في 2023 (تقرير)
- سلطنة عمان تبحث تعزيز التعاون مع المجر في الطاقة المتجددة والهيدروجين
- حريق بإحدى أكبر مصافي النفط في روسيا يودي بحياة شخصين (فيديو)