المفاعلات النووية في اليابان ترفع الطلب على المعادن اللازمة للصناعة
طوكيو تعيد تشغيل المفاعلات القديمة وتبني أخرى جديدة
حياة حسن
من المتوقع أن ترفع خطة بناء الجيل الجديد من المفاعلات النووية في اليابان الطلب على بعض أنواع المعادن، حسبما ذكرت "آرغوس ميديا"، وهي منصة متخصصة في شؤون الطاقة.
وأمر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، وزارة التجارة والصناعة، مؤخرًا، ببدء بناء الجيل الجديد من تلك المفاعلات، تمهيدًا لتشغيلها في بداية العقد الثالث من هذه الألفية، أي خلال أقلّ من 10 سنوات.
ودفعت أزمة الطاقة العالمية، جراء الحرب الروسية في أوكرانيا، اليابان إلى تبنّي خطة جديدة تُعيد من خلالها تشغيل المفاعلات النووية المتوقفة عن العمل منذ حادث فوكوشيما عام 2011، إضافة إلى دعم المصادر الأخرى مثل الطاقة المتجددة والمصادر منخفضة انبعاثات الكربون، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
قبل فوكوشيما
كانت اليابان قبل حادث فوكوشيما تولّد 30% من احتياجاتها الكهربائية من المفاعلات النووية، وكانت التوقعات تشير إلى أنها ستزيد إلى 40% بحلول عام 2017.
إلّا أن حادث فوكوشيما الذي نجم عن زيادة النشاط الإشعاعي في المحطة عقب زلزال ضخم تسبَّب في مشكلات بعملية التبريد، غيّر السيناريو، ودفعت طوكيو إلى وقف كل المفاعلات النووية.
ثم نشبت الحرب الروسية الأوكرانية قبل 10 أشهر تقريبًا، وأسفرت عن أزمة طاقة عالمية ضربت كل بلدان العالم، خاصة التي ليس لديها مصادر طبيعية، وتعتمد بنسبة كبيرة على الواردات، مثل اليابان؛ ما دفع الدولة إلى تعديل سيناريو توفير الطاقة في طوكيو مرة أخرى.
وقررت الدولة الآسيوية إعادة تشغيل المفاعلات النووية، لكن الخطة تتحرك ببطء، إذ إنها لم تستعد إلّا 10 من المفاعلات النووية من بين 54 تمتلكها، بقدرة 48.8 ميغاواط، منذ إصدار القرار الحكومي في شهر يوليو/تموز الماضي.
وكانت حكومة اليابان قد أعلنت في يوليو/تموز عزمها تشغيل 17 من المفاعلات النووية قبل نهاية العام الجاري (2022)، لمواجهة زيادة الطلب على الكهرباء في الشتاء، لكنها عدّلت الخطة، وأعلنت تشغيل الـ 7 مفاعلات المتبقية في صيف 2023.
كما تتضمن خطة الحكومة بدء تشغيل المفاعلات النووية من الجيل الجديد، لتزوّد البلاد بنحو 20-22% من احتياجاتها الكهربائية، بدءًا من 2030.
الطلب على المعادن
أظهرت بيانات الجمعية النووية الدولية (ونا) أن بناء المفاعلات النووية من الجيل الجديد سيشهد زخمًا كبيرًا بدءًا من 2023، مع اكتمال 18 وحدة جديدة، معظمها في دول آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط.
وفي المقابل يؤدي اتجاه اليابان إلى الطاقة النووية مجددًا، سواء بإعادة تشغيل مفاعلاتها أو بناء محطات جديدة، إلى استمرار زيادة الطلب على المعادن اللازمة لتلك الصناعة، خاصة المقاومة لدرجات الحرارة المرتفعة.
ومن بين هذه المعادن الزركونيوم والهافنيوم والفضة والإيديوم-كادميوم.
وتمثّل الصناعة النووية 15% من الطلب على معدن الهافينيوم، لكن إمداداته اتّسمت بالتذبذب خلال السنوات الأخيرة.
لذلك بدأت الصين في زيادة إنتاج الهافينيوم؛ لتغطي التوسعات المتوقعة في ترسانتها من المفاعلات النووية، إذ إن بكين لديها 20 مفاعلًا تحت الإنشاء حاليًا، ويُتوقع اكتمالها في 2028، وفق بيانات الجمعية.
وقفز سعر الهافينيوم خلال الأشهر الأخيرة؛ بسبب الارتفاع الهائل في الطلب من صناعات مركبات ومعدّات الفضاء والموصلات الكهربائية وتوربينات الغاز.
وفي المقابل، تقلَّص المعروض بسبب حرب روسيا في أوكرانيا؛ إذ تمتلك الدولتان 16% مناصفة بينهما، من الإمدادات العالمية.
ويساعد عامل آخر في ضعف المعروض من الهافينيوم، وهو ضعف ربحيته أو انعدامها؛ فهو معدن يُستهلك بنسب صغيرة، ويُستخرج بنسب مماثلة من الزيركونيوم، فكل 50 طن من الأخير يحتوي على طن واحد من الهافينيوم.
زيادة 4%
توقّع تحالف المواد الخام النادرة الأوروبي، أن يزيد الطلب على الهافينيوم بنسبة 4% سنويًا المدة المقبلة، بسبب الصناعة النووية، و3.6% بالنسبة لمكونات معدّات الفضاء، و5% للصناعات الأخرى.
ولم تحدد اليابان عدد المفاعلات النووية الجديدة التي تنوي بناءها، لكن بعض الشركات اليابانية العملاقة، مثل "ميتسوبيشي" للصناعات الثقيلة، وتحالف من هيتاشي وجنرال إليكتريك، أعلنت خططًا لتطوير الجيل المقبل من المفاعلات النووية بدءًا من العام الجاري (2022) للأولى، بينما لم يحدد التحالف موعدًا للبدء، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- اليابان تعيد تشغيل 4 مفاعلات نووية لتجنب أزمة قطع الغاز الروسي
-
اليابان تقرر الاحتفاظ بحصتها في سخالين 1: مصدر مهم خارج الشرق الأوسط
-
محطات الطاقة النووية في اليابان تثير القلق بعد تسرب مياه مشعة
اقرأ أيضًا..
- أول تفاصيل عن مشروع الطاقة النووية في السعودية (خاص)
-
أبرز مشروعات الغاز المرتقبة في أفريقيا.. المغرب وموريتانيا والجزائر في المقدمة