مجموعة الـ7 تدعم انتقال الطاقة في فيتنام بـ15.5 مليار دولار
الاتفاق الثالث من نوعه
مي مجدي
يبدو أن مجموعة الـ7 قد نجحت في إقناع المسؤولين في فيتنام بضرورة تسريع انتقال الطاقة والتحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري، بعدما فشلت المحادثات خلال قمة المناخ كوب 27، التي عُقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني (2022).
وفي ضوء ذلك، توصلت مجموعة الدول الصناعية الـ7 الكبرى مع فيتنام إلى اتفاق يتضمن تمويل تحولها بعيدًا عن الفحم، بمبلغ 15.5 مليار دولار.
ومن المتوقع الكشف عن الاتفاق، اليوم الأربعاء 14 ديسمبر/كانون الأول (2022)، على هامش قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي ورابطة دول جنوب شرق آسيا في بروكسل، حسبما نشرت وكالة رويترز.
وتعدّ الصفقة مع فيتنام ثالث اتفاق من نوعه تتوصل إليه دول مجموعة الـ7، في ظل الضغط على الدول الغنية لمساعدة الدول الفقيرة المعتمدة على الفحم في تسريع انتقال الطاقة والتحول إلى الطاقة النظيفة.
وكانت المجموعة قد وقّعت اتفاقيات مماثلة لدعم انتقال الطاقة مع جنوب أفريقيا خلال العام الماضي (2021)، بحزمة تُقدَّر بنحو 8.5 مليار دولار، وخلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني (2022) توصلت إلى اتفاق مع إندونيسيا بقيمة 20 مليار دولار، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
إقناع فيتنام
كان من المقرر إبرام شراكة بين فيتنام -التي تعدّ من بين أكبر 20 دولة استعمالًا للفحم في العالم- ودول مجموعة الـ7 -فيما يُعرف بـ"شراكة من أجل انتقال عادل للطاقة" (جي إي تي بي)- خلال عقد قمة المناخ كوب 27 في شهر نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، لكن المحادثات توقفت.
ولإقناع فيتنام بالموافقة، حاول المفاوضون الغربيون بقيادة الاتحاد الأوروبي وبريطانيا زيادة حزمة التمويل المقدَّم لهانوي عدّة مرّات.
ومن المتوقع أن يموّل القطاع العام نصف المبلغ المطلوب، والنصف الآخر من مستثمري القطاع الخاص، وسيقدَّم جزء بسيط من التمويل بشكل منح، والباقي بشكل قروض، حسب وكالة رويترز.
وتضغط الدول الغربية لتوجيه هذه الاستثمارات نحو تطوير مشروعات متجددة، مثل مزارع الرياح البحرية، وتحديث شبكة الكهرباء الوطنية.
وستشمل الشراكة –أيضًا- الدعم التقني فيما يخصّ تنسيق لوائح الطاقة المتجددة، إذ تهدف البلاد إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن.
الاعتماد على الفحم
يشكّل الفحم قرابة نصف إمدادات الطاقة في فيتنام، رغم أن الشريط الساحلي للدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا البالغ طوله 3 آلاف و219 كيلومترًا يعدّ مثاليًا لتوليد طاقة الرياح.
وبعد توقُّف المحادثات في نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، عندما ألغت السلطات الفيتنامية اجتماعًا كان من المقرر عقده في هانوي مع كبار مبعوثي المناخ في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حدّثت وزارة الصناعة في البلاد مسودة لخطط تعزز استعمال الفحم في توليد الكهرباء حتى عام 2030.
وسبق أن نشرت الوزارة مسودة سابقة في أكتوبر/تشرين الأول (2022) تهدف إلى الحدّ من استعمال الفحم بحلول نهاية العقد.
وتضمن المسودة الجديدة بقاء الفحم على قمة أهم مصادر الطاقة في البلاد حتى عام 2030، وتوفير ما يزيد عن 36 غيغاواط من السعة المركبة، إلى جانب تطوير 11 محطة كهرباء تعمل بالفحم خلال السنوات المقبلة.
وسبق أن اعترضت الحكومة الفيتنامية على عرض الدول الغربية، وترددت في قبول اتفاق يطالبها بقدر كبير من الدين العام، إذ طالبت بحصولها على المزيد من المنح.
وما يزال أمن الطاقة في فيتنام معرضًا للخطر، لا سيما أن خطة مجموعة الـ7 تركّز على الطاقة المتجددة، والتي قد تؤدي إلى نقص الكهرباء دون دعم موثوق في حالة تراجع الإنتاج من مزارع الرياح أو الألواح الشمسية.
ورغم مساعي الدول للحدّ من الاعتماد على الفحم لمكافحة تغير المناخ، ارتفع استعمال الفحم في جميع أنحاء العالم لعدّة أسباب، أبرزها التعافي من وباء كورونا، وأزمة الطاقة في أوروبا.
موضوعات متعلقة..
- خطة لتعزيز استعمال الفحم في فيتنام تضرب بعرض الحائط الجهود الأوروبية
- شراكة عالمية لتسريع انتقال الطاقة في إندونيسيا بقيمة 20 مليار دولار
- أكبر محطة للطاقة الشمسية في فيتنام تتلقى صدمة غير متوقعة
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع مبيعات قياسية للمضخات الحرارية خلال السنوات المقبلة
- أوروبا حائرة بين خفض أسعار الغاز وضمان أمن الإمدادات
- أقمشة شمسية مبتكرة تنتج الكهرباء.. أقل سمكًا من شعر الإنسان