إنتاج الكهرباء النظيفة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد يتضاعف 3 مرات
خلال 5 سنوات بقيادة مصر والمغرب
محمد عبد السند
يُظهر قطاع إنتاج الكهرباء النظيفة من مصادر الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا آفاقًا واعدة في السنوات المقبلة، لما تتمتع به دول المنطقة من إمكانات هائلة تساعدها على مواكبة أهداف المناخ.
ومن المتوقع أن تنمو سعة إنتاج مشروعات الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بواقع 3 مرات على مدار السنوات الـ5 المقبلة، مقارنة بالمدة الزمنية السابقة نفسها، لتصل إلى 45 غيغاواط، حسبما نشر موقع "إي إس آي أفريكا" ESI Africa.
هيمنة الطاقة الشمسية
ستهيمن الطاقة الشمسية على هذا النمو نظرًا إلى أنها تتيح آفاقًا واعدة لتوليد الكهرباء النظيفة وإنتاج الهيدروجين منخفض التكلفة، بحسب معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتمثّل الطاقة الشمسية 75% من نمو هذه السعة الإنتاجية، نظرًا إلى التوسع الهائل في استخدامها بفضل الاقتصادات التي أضحت جاذبة للمشروعات المنفذة على مستوى المرافق.
وتقود الإمكانات الهائلة في موارد الطاقة الشمسية، وشروط التمويل المواتية في بعض البلدان بمنطقة الشرق الأوسط، إلى ظهور بعض من أقل أسعار العطاءات في العالم (10.4 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة في المملكة العربية السعودية في عام 2021) المتعاقد عليها في مزادات تنافسية.
ويمثّل تطوير طاقة الرياح البحرية في المغرب ومصر ما نسبته 15% من إجمالي النمو الذي يشهده القطاع في المنطقة، في حين يتركز نمو الطاقة الكهرومائية في إيران.
محفزات النمو
ذكر تقرير "موارد الطاقة المتجددة 2022" -وهو الأحدث من وكالة الطاقة الدولية- أن المحفزات الأساسية لنمو الكهرباء النظيفة تشمل تسارع وتيرة الطلب المتنامي على الكهرباء، وأهداف المناخ طويلة الأجل، وأيضا التنويع بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري من قبل الدول المستوردة لهذا الوقود بصورة كاملة.
وفي غضون ذلك يبدأ إنتاج الهيدروجين والأمونيا -أيضًا- في تحفيز الاهتمام بمشروعات الطاقة المتجددة الجديدة.
وذكر التقرير أن هناك 6 أسواق -السعودية ومصر وسلطنة عمان والمغرب والإمارات وإسرائيل- ستمثّل ما نسبته 85% من إجمالي نمو الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال المدة بين 2022 و2027.
وخضعت توقعات عام 2022 للمراجعة على ارتفاع بنسبة 16%، نظرًا إلى تدشين مزادات الطاقة الشمسية الجديدة في كل من الإمارات والسعودية، وأن المهل الزمنية الطويلة وعدم اليقين الذي يغلّف عمليات المناقصات بالنسبة إلى طاقة الرياح البحرية والطاقة الشمسية المركزة بدأت في الظهور بوصفها تحديات تعرقل النمو السريع في المنطقة.
مناقصات ملغاة
بخصوص مشروعات طاقة الرياح البحرية لم تُعلن بعد مناقصات جديدة في مصر، كما أُلغي مزاد في المملكة العربية السعودية، فضلًا عن إرجاء إعلان الفائزين بالعطاءات في مزاد عقد بالأردن، ولم تشرع بعض المشروعات الممنوحة في مزادات بالمغرب بعد في عملية البناء.
وفي سيناريو الطاقة الشمسية المركزة، ألغت الشركة المصرية لنقل الكهرباء مناقصة بسعة 100 ميغاواط لمشروع في غربي منطقة النيل.
ولم تعلن بعد المشروعات الفائزة في المناقصات المغربية التي دُشنت في عام 2019، كما تأخرت عملية التكليف بتنفيذ بعض المشروعات في الإمارات.
وفي غياب مزادات طاقة الرياح البحرية، حوّل بعض المطورين وجهتهم إلى آليات شراء أخرى، مثل البيع مباشرة إلى مستهلكين كبار عبر اتفاقيات شراء الطاقة المتجددة من قبل الشركات، أو الشراء المباشر لمرافق الدولة عبر الاتفاقات الثنائية غير المرغوب فيها.
الهيدروجين الأخضر
تتوقع وكالة الطاقة الدولية نموًا نسبته 14% من سعة الطاقة المتجددة، من المحطات المخصصة بالكامل لإنتاج الهيدروجين.
وسيتركز نحو 80% من النمو في سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، إذ يرغب كلا البلدين في تصدير الأمونيا القائمة على الطاقة المتجددة.
وتشتمل استخدامات أخرى لسعة الكهرباء النظيفة الإضافية على إنتاج الأمونيا بصفتها وقود شحن، في حين سيُحوّل الهيدروجين الأخضر للصناعات المحلية مثل إنتاج البيتروكيماويات، وصناعة الصلب.
وساعدت المساحات الشاسعة من الأراضي الفارغة المتوافرة بجانب مسارات الشحن العالمية واستخدام الهيدروجين الحالي، والبنية التحتية، منطقة الشرق الأوسط على البدء في تنفيذ مشروعات المحلل الكهربائي بسعة 4.5 غيغاواط، التي تعمل بالكهرباء النظيفة.
لكن نصف سعة مشروعات المحلل الكهربائي تلك فقط نُفذت على الأرض، أو ربما بدأت تشهد أعمال البناء الخاصة بها، وفق تقرير "موارد الطاقة المتجددة"، الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
قيادة العالم
يرى رئيس مبادرة "ديزرت إنرجي"، باول فان سون، أن ما تمتلكه دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من إمكانات في مجال الطاقة المتجددة يؤهلها حرفيًا إلى قيادة العالم في مجال الكهرباء النظيفة في غضون السنوات المقبلة.
وأوضح فان سون -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة-، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتمتع بمساحات شاسعة فارغة من الأراضي، والشمس الساطعة، ووفرة الرياح، وأفراد يتلقون تعليمًا جيدًا، جنبًا إلى جنب مع التقنيات اللازمة.
وقال إن دول المنطقة، لا سيما مصر والمغرب والإمارات، لديها خطط طموحة في الطاقة المتجددة، قد تقودها إلى تحقيق التحول العادل في مجال الطاقة.
وتعمل مبادرة "دي آي آي-ديزرت إنرجي" بصفة رئيسة على تسريع التحول الرشيد للطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عبر سد احتياجات الطاقة المحلية بصورة كافية مع الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية، وتحويل المنطقة إلى "مركز قوي" في إنتاج الكهرباء النظيفة.
موضوعات متعلقة..
- مطالب باعتماد خريطة طاقة عربية تعتمد على الكهرباء النظيفة والهيدروجين
- توقيع أكبر صفقة لشراء شهادات الطاقة النظيفة في الإمارات لدعم إنتاج الألمنيوم
- كيف تُسهم آبار النفط والغاز في توفير الكهرباء النظيفة والوظائف؟ (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- قرار أوبك+ لن يعوق توازن سوق النفط في 2023 (تقرير)
- إيرادات النفط تقود موازنة السعودية لتسجيل أول فائض منذ 2013
- هوندا تطرح شاحنة كهربائية صغيرة بـ7 آلاف دولار