السعودية والصين تؤكدان أهمية العمل على استقرار أسواق النفط
أكدت السعودية والصين أهمية العمل على استقرار أسواق النفط العالمية، إذ رحّبت بكين بدور الرياض في دعم توازن الأسواق واستقرارها، وبصفتها مصدّرًا رئيسًا موثوقًا للخام.
وأشار بيان مشترك -في ختام القمة السعودية الصينية التي عُقدت في العاصمة السعودية الرياض- إلى حجم التجارة النفطية بين البلدين وأسس التعاون الجيدة، لما تتميز به المملكة من موارد نفطية وافرة، وما تتميز به الصين من سوق واسعة.
وأكدت السعودية والصين أن تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الطاقة يُعد شراكة إستراتيجية مهمة للطرفين، مشددتين على أن تطوير وتوطيد التعاون بينهما في مجال النفط يتفق مع المصالح المشتركة للجانبين.
فرص استثمارية جديدة
اتفق الجانبان على بحث الفرص الاستثمارية المشتركة في قطاع البتروكيماويات وتطوير المشروعات الواعدة في تقنيات تحويل النفط إلى بتروكيماويات، وتعزيز التعاون المشترك في عدد من المجالات والمشروعات.
وتتصدّر مشروعات الكهرباء والطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة أجندة أهداف التعاون المستقبلي التي جرى التباحث حولها.
كما أشار البيان المشترك إلى التعاون في الاستخدامات المبتكرة للموارد الهيدروكربونية، وكفاءة الطاقة، وتوطين مكونات قطاع الطاقة وسلاسل الإمداد المرتبطة بها، وتعزيز التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والتعاون في تطوير التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والابتكار في قطاع الطاقة.
مبادرة الحزام والطريق
أكدت السعودية والصين أهمية تعميق التعاون المشترك في مبادرات "الحزام والطريق"، والترحيب بانضمام المؤسسات السعودية المعنية إلى شراكة الطاقة والاستثمارات المختلفة في إطار "الحزام والطريق".
كما بحثا تعزيز موقع المملكة بصفته مركزًا إقليميًا للشركات الصينية لإنتاج منتجات قطاع الطاقة وتصديرها، بالإضافة إلى الاستثمار المشترك في مشروعات الطاقة في دول المنطقة والدول المستهلكة لمنتجات الطاقة في أوروبا وأفريقيا، بما يسهم في تطوير المحتوى المحلي السعودي، ويحقق للصين الاكتفاء الذاتي في قطاع البتروكيماويات من خلال استثماراتها ذات الصلة في المملكة.
التغير المناخي
رحّب الجانب الصيني بإطلاق المملكة مبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، معربًا عن دعمه جهود المملكة في مجال التغير المناخي من خلال تطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته المملكة وأقره قادة دول مجموعة العشرين.
كما أكد الجانبان أهمية مبادئ الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي واتفاقية باريس، وضرورة تنفيذ الاتفاقيات المناخية بالتركيز على الانبعاثات دون المصادر.
واتفق الجانبان على مواصلة التنسيق حول سياسات الطاقة من خلال استخدام الاقتصاد الدائري للكربون بصفته أداة لإدارة الانبعاثات وتحقيق أهداف المناخ، وحث الدول المتقدمة على أن تأخذ مسؤولياتها التاريخية على محمل الجد، وتفي بجدية بتعهداتها وتخفّض الانبعاثات بصورة كبيرة قبل الموعد المستهدف، ومساعدة الدول النامية بصفة ملموسة على تعزيز قدراتها على مواجهة تحديات المناخ من خلال الدعم المالي والتقني وبناء القدرات.
زيارة الرئيس الصيني
جاء البيان المشترك في حتام زيادة الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى المملكة خلال المدة من 7 - 9 ديسمبر/كانون الأول عام 2022، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وفي إطار تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين السعودية الصين.
وعقدت خلال الزيارة جلسة مباحثات رسمية بين الجانبين، جرى خلالها تبادل وجهات النظر حول سبل توطيد علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة وتطويرها بين المملكة والصين، ومجمل القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للمراحل المتميزة التي مرت بها العلاقات الثنائية خلال العقود الـ3 الماضية، وأكدا أهمية استمرار العمل المشترك في جميع المجالات وتعميق العلاقات في إطار الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين والوصول بها إلى آفاق جديدة وواعدة. ووقع الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الصيني شي جين بينغ، اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين المملكة وجمهورية الصين الشعبية.
وأشاد الجانبان بما تحقق منذ زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للمملكة في يناير/كانون الثاني 2016، وزيارة الملك سلمان بن عبدالعزيـز إلى الصين في مارس/آذار 2017، وزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في فبراير/شباط 2019 لجمهورية الصين، من نتائج إيجابية ومثمرة أسهمت في توسيع نطاق التعاون بين البلدين في شتى المجالات.
زيادة الاستثمارات
أشاد الجانبان بنمو حجم التجارة البينية والاستثمارات بين البلدين الذي يجسد عمق واستدامة علاقتهما الاقتصادية، وأكدا عزمهما على زيادة حجم التبادل التجاري غير النفطي وتسهيل صادرات المملكة غير النفطية إلى الصين، وزيادة حجم الاستثمارات النوعية المتبادلة بين البلدين.
واتفق الجانبان على تعزيز العمل للاستفادة من الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة، وتكثيف التواصل والزيارات بين القطاع الخاص في البلدين، وزيادة سعة رحلات الناقلات الجوية، وتحفيز الشراكات الاستثمارية بين القطاع الخاص في البلدين، وتضافر الجهود لخلق بيئة استثمارية خصبة ومحفزة وداعمة في إطار رؤية المملكة 2030، ومبادرة "الحزام والطريق".
وذلك من خلال تعميق التعاون في العديد من المجالات بما في ذلك صناعة السيارات، وسلاسل الإمداد، والخدمات اللوجستية، وتحلية المياه، والبنى التحتية، والصناعات التحويلية، والتعدين، والقطاع المالي.
ورحّب الجانبان بالتوقيع على (12) اتفاقية ومذكرة تفاهم حكومية للتعاون في مجالات الطاقة الهيدروجينية، والقضاء، وتعليم اللغة الصينية، والإسكان، والاستثمار المباشر، والإذاعة والتلفزيون، والاقتصاد الرقمي، والتنمية الاقتصادية، والتقييس، والتغطية الإخبارية، والإدارة الضريبية، ومكافحة الفساد.
بالإضافة إلى توقيع 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين القطاع الحكومي والخاص، وتوقيع 25 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين الشركات في البلدين.
موضوعات متعلقة..
- أرامكو السعودية تعزز وجودها بسوق التكرير والبتروكيماويات في الصين بصفقة جديدة
- طفرة في مشروعات الطاقة الشمسية في الصين والسعودية
اقرأ أيضًا..
- هوندا تطرح شاحنة كهربائية صغيرة بـ7 آلاف دولار
- 4 ابتكارات تعزز دور الطاقة الكهرومائية في توفير الكهرباء (تقرير)
- سقف أسعار الغاز.. 6 دول في الاتحاد الأوروبي تحدد "الخطوط الحمراء"