5 عوامل تشجع تبني النفط المحايد للكربون عالميًا (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
يمكن أن يؤدي النفط المحايد للكربون دورًا مهمًا في تسريع خفض الانبعاثات عبر القطاع، الذي يجد صعوبة بالغة في طريقه نحو الحياد الكربوني، مستفيدًا من الاتجاه الذي بدأ في سوق الغاز الطبيعي المسال.
وفي عام 2019، باعت شركة شل أول شحنة غاز مسال محايدة للكربون، التي تتطلب قياس انبعاثات هذه الشحنة والتعويض عنها في سوق الكربون، ووصل عدد الصفقات في هذا الصدد لأكثر من 30 صفقة عالميًا منذ ذلك الحين، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتحدد شركة وود ماكنزي، في تقرير حديث، 5 عوامل يمكن أن تساعد في نقل هذا النهج إلى سوق النفط، على أن تكون تعويضات الكربون حلًا مؤقتًا للشركات والمستهلكين نحو إزالة الانبعاثات نهائيًا.
الضغط من أجل خفض الانبعاثات
كان لدى الشركات والحكومات دافع قوي للتركيز على خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بعد قمة المناخ كوب 26 المنعقدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، لكن جاء الغزو الروسي لأوكرانيا وتداعياته على أسعار الطاقة، ليحوّل تركيز صناع السياسات على تأمين إمدادات الطاقة وإدارة تكاليف المعيشة أولًا.
لذلك، هناك حاجة ملحة إلى مزيد من الضغط، من أجل دفع المنتجين إلى خفض الانبعاثات الكربونية من العمليات أو التعويض عن الانبعاثات التي يصعب تجنبها، وهنا يمكن تعزيز شحنات النفط محايد الكربون.
ويرصد الرسم التالي إجمالي انبعاثات الميثان وكثافته لمجموعة من الدول المنتجة النفط والغاز في عام 2021:
تعزيز الشفافية في تقدير الانبعاثات
يُعَد إنشاء طريقة منهجية وذات شفافية لتقدير الانبعاثات أولى الخطوات الحاسمة لتلبية احتياجات المنظمين والمنتجين والمستهلكين، قبل النظر في كيفية خفض الشركات انبعاثاتها.
ويجب أن تكون الشركات والمستهلكون قادرين على تحديد الانبعاثات وقياسها بطريقة واضحة ومتسقة، حسب التقرير الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
ولدعم ذلك، أنشأت شركة وود ماكنزي أداة لقياس انبعاثات شحنات النفط، تغطي أكثر من 100 مسار لشحنات الخام المتداولة عالميًا، حتى تساعد الشركات على تقديرات الانبعاثات على طول سلسلة القيمة.
الطلب المستدام على النفط المحايد للكربون
بدعم الضغط الخارجي لتقليل الانبعاثات أو تعويضها وتقديرها بصورة واضحة، يمكن أن يتزايد الطلب على النفط المحايد للكربون، وهو ما يشجع المنتجين ومصافي التكرير.
وكما حدث مع شحنات الغاز المسال المحايد الكربون، فإن بدء سوق النفط في الاتجاه نفسه يحتاج إلى اهتمام مستمر من المصافي أو المستهلكين المستعدين لدفع علاوة مقابل وقود ذات انبعاثات كربونية أقل.
وفي هذا الصدد، من شأن تحديد أهداف واضحة من قبل الشركات والدول أن يشجع الاتجاه نحو النفط المحايد للكربون.
تحديد المسؤول عن الانبعاثات
على عكس سلسلة القيمة الأوسع للطاقة، لا يوجد حتى الآن وضوح بشأن مَن يتحمل مسؤولية الانبعاثات في كل مرحلة من مراحل سلسلة القيمة للخام.
وحتى الآن، اعتمدت كل شركة من الشركات الكبرى نهجًا مختلفًا قليلًا للإبلاغ عن انبعاثات النطاق 3 (أي انبعاثات الاستهلاك النهائي)، وما يزال المنتجون ومصافي التكرير رافضين لتعويض انبعاثات ما بعد الاحتراق، التي عادة ما تمثل 75 إلى 85% من الإجمالي.
ومن هذا المنطلق، ترى وود ماكنزي أن المسؤولية الجماعية -من المنتج إلى المستهلك- أفضل الحلول لتعزيز النفط المحايد للكربون، إذ يجب الاستعداد للتعويض عن الانبعاثات من كل المسؤولين على طول سلسلة القيمة.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- حصة الدول المتقدمة والنامية من انبعاثات الكربون تاريخيًا:
مصداقية سوق تعويضات الكربون
من شأن تعزيز مصداقية سوق تعويضات الكربون تقليل الانتقادات التي تعتقد أن هذه السوق دافعة لانتشار ظاهرة الغسل الأخضر عبر استمرار حرق الوقود الأحفوري.
وترى وود ماكنزي أن الهدف الأول دائمًا هو خفض الانبعاثات أو إزالتها، لكن يمكن أن تكون تعويضات الكربون أداة مفيدة لتقليل الانبعاثات التي يصعب تجنبها، عبر تعزيز اتجاه النفط المحايد للكربون.
ولذلك يجب أن تُزيد سوق تعويضات الكربون من مصداقيتها للمستثمرين والناشطين، الذين يحتاجون بدورهم إلى تبني وجهة نظر أكثر واقعية حول كيفية إسهام التعويضات في تحقيق الحياد الكربوني.
موضوعات متعلقة..
- الغاز المسال المحايد للكربون.. هل يدعم تحول الطاقة أم ظاهرة للغسل الأخضر؟
- شركة سويدية تعلن بيع أول شحنة نفط محايدة للكربون
اقرأ أيضًا..
- تسعير إزالة الكربون من العقارات يحمي القطاع من مخاطر الأصول العالقة (تقرير)
- تطبيق السقف السعري الكامل على نفط روسيا "مستحيل" (دراسة)