التقاريرتقارير النفطتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةنفطوحدة أبحاث الطاقة

كابسارك: تحالف أوبك+ أسهم في الحد من تقلبات أسعار النفط

خلال جائحة كورونا وقبلها

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اعتبرت دراسة حديثة أن طريقة إدارة تحالف أوبك+ للطاقة الإنتاجية الفائضة للنفط، خلال المدة التي سبقت جائحة فيروس كورونا وما بعدها، أسهمت في تقليل تقلبات أسعار برميل الخام للنصف خلال تلك المدة الزمنية.

وأكدت الدراسة، التي أجراها مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك)، أن منظمة أوبك بمساعدة الدول الحلفاء كانت قادرة على الحد بشكل كبير من تقلبات أسعار النفط الخام خلال مدة الاضطراب غير المسبوقة الناجمة عن جائحة فيروس كورونا.

وتقيس الدراسة، التي حملت عنوان "استقرار سوق النفط: أداء أوبك وحلفائها"، واطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة، طريقة إدارة أوبك للطاقة الفائضة للنفط وآثارها في تحركات الأسعار خلال المدة من سبتمبر/أيلول 2001 حتى أغسطس/آب 2021.

وقالت الدراسة إن إدارة تحالف أوبك+ للقدرة الاحتياطية أثرت بشكل طفيف في متوسط سعر البرميل قبل بدء وباء فيروس كورونا، لكن في المقابل نجح التحالف في رفع متوسط سعر البرميل بمقدار 35.7 دولارًا خلال المدة من مايو/أيار 2020 حتى أغسطس/آب 2021، خلال مواجهة انهيار الأسعار الناجمة عن صدمة الطلب إثر انتشار كورونا.

واعتبرت دراسة كابسارك أن نجاح تحالف أوبك+ في الحد من تقلبات أسعار النفط ومواجهة انخفاضها أسهم في تقليل تكاليف التكيف مع وباء فيروس كورونا.

الحفاظ على الحصص

تحالف أوبك+ يُسهم في الحد من تقلبات أسعار النفط
براميل نفط - أرشيفية

توصّلت دراسة كابسارك إلى أن منظمة أوبك نجحت بشكل كبير في خفض تقلبات أسعار النفط خلال مدة ارتفاع الأسعار، رغم محاولة الحفاظ على حصتها في السوق العالمية.

وأكدت أن دور أوبك+ في تحقيق استقرار أسعار النفط فريد من نوعه؛ لأن التحالف يسعى نحو تقليل تقلبات الأسعار بشكل مباشر، من خلال العمل على تعويض صدمات العرض والطلب وليس مجرد تخفيف تكلفة صدمات الأسعار بعد حدوثها.

وترى الدراسة أن التطورات التي تتعرض لها السوق العالمية مؤخرًا أدت إلى تعقيد محاولة أوبك+ نحو الحفاظ على استقرار أسعار النفط بشكل طويل الأمد.

ونوهت الدراسة بأن السبب الرئيس وراء تشكيل تحالف أوبك+ أواخر عام 2016، كان استجابةً لانخفاض السعر الفوري لبرميل نفط خام برنت في المدة الزمنية من يونيو/حزيران 2014 حتى ديسمبر/كانون الأول 2016؛ إذ انخفض السعر من 111.80 دولارًا للبرميل إلى 53.31 دولارًا.

واعتبرت الدراسة أن أحد أسباب انخفاض الأسعار في تلك المدة هو طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى التراجع غير المتوقع في الطلب العالمي على النفط الخام.

وأرجعت كذلك أسباب الانخفاض إلى القرار الداخلي لمنظمة أوبك بالحفاظ على مستويات الإنتاج في مواجهة الأسعار المنخفضة؛ ما شكّل مزيدًا من الضغوط على الأسعار في الاتجاه الهبوطي.

وذكرت الدراسة أن بعض المراقبين وصفوا قبول منظمة أوبك أسعار النفط المنخفضة خلال المدة بين عامي 2014 و2016، بأنه دفاع عن حصة السوق، ولكن هذه الأوصاف تبخّرت سريعًا مع تكوين تحالف أوبك+، إذ كان من المستحيل حينذاك تحقيق استقرار السوق دون مشاركة روسيا وسط الإمدادات من خارج أوبك خصوصًا طفرة النفط الصخري مقابل الضغوط التي كان يواجهها بعض أعضاء أوبك.

كما يرى المراقبون أنه رغم ظروف السوق المتغيرة، يظل الهدف الرئيس لأوبك المتمثل في الحفاظ على استقرار السوق ثابتًا ولم يتغير نهائيًا طوال الأعوام الـ20 الماضية.

وبحسب الدراسة، التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة، أسهمت تخفيضات الإنتاج التي أقرها تحالف أوبك+ في زيادة متوسط أسعار النفط بنسبة 6% خلال المدة بين عامي 2017 و2020، أي قبل تفشي وباء كورونا.

تحدٍّ أمام تحالف أوبك

تحالف أوبك+ يُسهم في الحد من تقلبات أسعار النفط
شعار أوبك ومجسم لمضخة نفط - أرشيفية

أكدت الدراسة أن تشكيل أوبك+ في ديسمبر/كانون الأول 2016، كان حدثًا بارزًا في تاريخ سوق النفط العالمية؛ إذ تعاونت المنظمة مع دول غير أعضاء فيها في محاولة لاستقرار الأسعار.

ومع ظهور وباء فيروس كورونا وتداعياته السلبية، أصبح هناك تحدٍّ بمثابة اختبار لحدود التعاون ومدى قدرة تحالف أوبك+ في التغلب على التراجع الكبير سواء في الطلب أو انخفاض الأسعار غير المسبوق في سوق النفط.

وقالت الدراسة إنها تدعم وجهات النظر التي تشير إلى أن الهدف الدائم لمنظمة أوبك هو الاستثمار في السعة الإنتاجية الفائضة لبراميل النفط للاستفادة منها في مواجهة أي صدمة للحفاظ على استقرار أسعار الخام.

ومع ذلك، ترى الدراسة أن قدرة أوبك على منع تقلبات أسعار النفط محدودة؛ بسبب صعوبة تقدير حجم الصدمات على مستوى العرض والطلب بشكل دقيق، مع احتمالية وجود أخطاء في تنفيذ قرارات الإنتاج.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق