قدّمت شركة إكوينور خطة لتطوير حقل الغاز "إيربا" إلى مكتب وزير النفط والطاقة في النرويج، اليوم الثلاثاء 22 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، أملًا في تعزيز التدفقات إلى أوروبا المتعطشة للطاقة.
وتتوقع الشركة النرويجية وشركاؤها استخراج قرابة 20 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، بتكلفة استثمارية تصل إلى 14.8 مليار كرونة نرويجية (1.44 مليار دولار)، حسب بيان نشرته بموقعها الإلكتروني.
وتخطط إكوينور بدء الإنتاج من حقل إيربا -المعروف سابقًا باسم أستريكس- خلال الربع الرابع من عام 2026، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
خطة التطوير
تلقّى وزير النفط والطاقة تيرجي أسلاند الخطة من إكوينور في وقت تواجه فيه أوروبا نقصًا بتدفقات الغاز، بعد قطع روسيا الإمدادات، وسعت النرويج إلى زيادة الإنتاج في محاولة لتعويض جزء من من الغاز الروسي.
وستضمن خطة التطوير إمدادات مستقرة من منصة آستا هانستين، الواقعة على بعد 80 كيلومترًا شرق إيربا، حتى عام 2039.
وسيُنقل الغاز إلى منصة آستا هانستين، ثم يُرسَل عبر خط أنابيب بولارليد إلى محطة نيهامنا لمعالجة الغاز، وبعد ذلك سيُنقل إلى العملاء في المملكة المتحدة وباقي أوروبا عبر خط الأنابيب لانغليد.
وتمتلك شركة إكوينور -المشغّلة للمشروع- حصة بنسبة 51% في الحقل، بالشراكة مع بيتورو المملوكة للدولة بنسبة 20%، ووينترشال ديا الألمانية بنسبة 19%، وشركة شل بنسبة 10%.
واكتُشف حقل إيربا في عام 2009، ويقع في المياه العميقة بالبحر النرويجي، على بعد 340 كيلومترًا غرب مدينة بودو.
ويبلغ عمق المياه قرابة 1300 متر؛ ما يجعل حقل الغاز واحدًا من أعمق الاكتشافات المطورة قبالة سواحل النرويج، ورابع حقل منتج في البلاد شمال الدائرة القطبية الشمالية.
وتُقدَّر موارد الغاز القابلة للاستخراج بنحو 20 مليار متر مكعب قياسي، أي ما يعادل 124 مليون برميل مكافئ، أو استهلاك ما يقرب من 2.4 مليون أسرة بريطانية على مدار 7 سنوات.
أهمية خطة التطوير
قالت وزارة الطاقة النرويجية في بيان، إن تطوير حقل إيربا سيستفيد من قدرة المعالجة المتاحة على منصة آستا هانستين عندما ينخفض الإنتاج تدريجيًا، وفي الوقت نفسه سيُسهم في إطالة عمر حقل هانستين.
ويرى نائب الرئيس التنفيذي للمشروعات والحفر والمشتريات في شركة إكوينور غير تونغسفيك أن عملية تطوير إيربا ستُسهم في عمليات نقل الغاز المتوقعة وطويلة الأجل للعملاء في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.
من جانبها، أشارت النائبة الأولى لرئيس قسم التنقيب والإنتاج غريت بيرجيت هالاند إلى أن استكشاف الحقول القريبة واستعمال البنية التحتية الحالية يضمن أفضل استغلال للموارد على الجرف القاري النرويجي.
بالإضافة إلى ذلك، سلّطت عملاقة الطاقة النرويجية الضوء على وجود إنتاج مشترك من إيربا وآستا هانستين حتى عام 2031، في حين سيستمر حقل إيربا في الإنتاج حتى عام 2039.
ووفقًا للشركة، يتمتع هذا المشروع بربح اجتماعي جيد، لا سيما أن عمليات آستا هانستين خلقت وظائف لأكثر من 300 شخص سنويًا بشكل مباشر أو غير مباشر، خلال عامي 2020 و2021.
وبدروه، قال مدير المشروع في إيربا هوغن بيدرسن، إن تطوير حقل إيربا واجه الكثير من التحديات، إذ استلزم العمل في المياه العميقة ودرجات الحرارة المنخفضة في قاع البحر تأهيل التقنيات الجديدة المبتكرة لخطوط الأنابيب، لكن الدعم من الشركاء وزيادة الطلب على الغاز جعل الاستثمار ممكنًا.
وبناءً على خطة التطوير، ستعمل الشركة على تطوير 3 آبار وخط أنابيب بطول 80 كيلومترًا؛ لربط الحقل بمنصة آستا هانستين.
وبصفته مشروع التطوير الوحيد المخطط له في المياه العميقة بالنرويج، شددت إكوينور على أن الحل التقني سيسهم في تطوير الكفاءات الجديدة في هذه الصناعة.
تطلعات أوروبا
بعد أن قضى الاتحاد الأوروبي العام الماضي (2021) في انتقاد النرويج لمواصلة التنقيب بالقطب الشمالي بسبب تغير المناخ، غيّرت الحرب الأوكرانية ذلك، وبدأت تتطلع أوروبا إلى أوسلو لإيجاد حلّ لأزمة الغاز التي تغزو القارة، في وقت تحاول فيه الابتعاد عن الغاز الروسي.
فقد أسهمت روسيا في تزويد الاتحاد الأوروبي بنحو 38% من الغاز الطبيعي خلال عام 2021، في حين قدّمت النرويج الربع، إذ سلمت قرابة 113 مليار متر مكعب من الغاز.
وقد تلقّت وزارة الطاقة النرويجية عدّة خطط للتطوير والتشغيل خلال الأسابيع الأخيرة، ومن المتوقع تنفيذ 8 خطط أخرى قبل حلول العام الجديد.
في غضون ذلك، تتوقع أوسلو تحقيق قرابة 109 مليارات دولار من قطاع النفط والغاز خلال العام الجاري (2022)، بزيادة قدرها 82 مليار دولار عن عام 2021، حسب صحيفة واشنطن بوست.
وقد دفع ذلك رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي إلى مطالبة النرويج بمشاركة الأرباح التي حققتها نتيجة للصراع في أوكرانيا، متهمًا أوسلو باستغلال الصراع بصورة غير مباشرة، إلّا أن المسؤولين النرويجيين نفوا ذلك.
جاء ذلك في وقت افتُتِح فيه خط أنابيب جديد يربط بولندا بحقول الغاز النرويجية عبر الأراضي الدنماركية، وسيؤدي ذلك إلى توفير قرابة 15% من احتياجات وارسو من الغاز.
موضوعات متعلقة..
- إكوينور النرويجية تربح 6.72 مليار دولار في 3 أشهر بدعم من ارتفاع أسعار الغاز
- صناعة النفط والغاز النرويجية تترقب 10 مشروعات جديدة قبل نهاية 2022
- كيف تدعم النرويج إمدادات الغاز في أوروبا؟
اقرأ أيضًا..
- هل تنتهي أزمة المشتقات النفطية عالميًا في 2023؟ (رسوم بيانية)
- توقعات الطاقة المتجددة في أفريقيا.. تقرير يضع 3 دول عربية في الصدارة
- 5 أسباب تمنع أوبك+ من اتخاذ قرار مفاجئ بزيادة إنتاج النفط