تشهد ثاني أكبر مصفاة نفط في أوروبا إضرابًا جزئيًا عن العمل، استمرارًا لسلسلة من الإضرابات في القارة العجوز بسبب الأجور.
إذ أعلن الموظفون في مصفاة روتردام التابعة لشركة النفط البريطانية بي بي عدم مشاركتهم في إعادة تشغيل وحدات الإنتاج، بعد إصلاح عطل أدى إلى توقّف إنتاج الوقود تمامًا الأسبوع الماضي، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ.
روتردام هي ثاني أكبر مصفاة في أوروبا، وتمثّل ما يقرب من 3% من الطاقة الإنتاجية، وتقع في قلب المركز الرئيس لتجارة النفط في المنطقة.
وتراقب الأسواق من كثب التوقف الحالي في المصفاة، بعد أن أدت موجة من الإضرابات في فرنسا هذا الخريف إلى شحّ شديد في إمدادات سوق الديزل، كما تمثّل الواردات الروسية مصدر قلق رئيسًا.
اضطرابات ثاني أكبر مصفاة نفط في أوروبا
عانت ثاني أكبر مصفاة نفط في أوروبا انقطاعًا غير منضبط الأسبوع الماضي بسبب إمدادات البخار، التي تحتاجها إلى العمل.
وكان جزء من المصفاة -وهي أكبر مصافي "بي بي" في المنطقة- يخضع لعمليات صيانة مخططة منذ سبتمبر/أيلول، ولم تخطط الشركة لتشغيل واحدة على الأقلّ من تلك الوحدات في وقت سابق من هذا الشهر.
وحددت النقابات في وقت سابق موعدًا نهائيًا في 23 نوفمبر/تشرين الثاني، لحلّ نزاع حول الأجور مع شركة بي بي.
إذ قدّم اتحاد النقابات العمالية الهولندية شركة بي بي مهلة لمدّة شهر واحد، وينتظر ردًا؛ مؤكدًا أنه سينظر في تنظيم إضراب إذا لم تقدّم الشركة عرضًا جديدًا يمتثل إلى مطالبها بحلول 11 ديسمبر/كانون الأول، بحسب ما نقلته منصة "آرغوس ميديا" (Argus Media).
ومن بين أمور أخرى، يريد اتحاد النقابات من شركة بي بي تسريع تقدُّم الموظفين الشباب إلى درجات الأجور الأعلى، وزيادة الأجور بنسبة 5% لجميع أعضائه في المصفاة، وتحسين التعويض عن العمل الإضافي.
بي بي تعلّق استئناف العمل
في أول ردّ فعل لها، أعلنت شركة بي بي تخلّيها عن خطّتها لاستئناف العمليات في أكبر مصفاة لها في أوروبا هذا الأسبوع، بعد أن بدأ العمال إضرابًا عن العمل.
وقالت الشركة: "عُلِّقَت إعادة التشغيل المخطط لها، وتظل العمليات في المصفاة مغلقة"، مشددةً على أسفها لقرار المضي قدمًا في الإضراب، وأنها ما تزال تُجري محادثات مع النقابات، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ.
بالإضافة إلى النزاع العمالي، تعمل بي بي -أيضًا- على حلّ خلل في المصفاة، ما دفعها إلى وقف عمليات تصنيع الوقود الأسبوع الماضي.
وقد يستغرق حلّ هذه المشكلة أكثر من أسبوع، وفقًا لشخص مطّلع على الأمر.
إضرابات أثّرت في أسواق الديزل
إضراب موظفي شركة بي بي في هولندا يُعدّ حلقة جديدة في سلسلة من الإضرابات العمالية التي أثّرت بصورة واضحة في أسواق الديزل العالمية، ما أدى إلى تفاقم أزمة الإمدادات مع اقتراب الحظر الأوروبي على الواردات الروسية.
فقد أغلقت الإضرابات المنسّقة جميع المصافي باستثناء مصفاة واحدة في فرنسا في أكتوبر/تشرين الأول، الأمر الذي تسبَّب في توقُّف أكثر من 900 ألف برميل يوميًا من السعة في وقتٍ ما.
وتسبَّب هذا الوضع بنقص حادٍّ في الوقود في فرنسا، ما أدى إلى سحب الديزل من الأسواق الدولية، ودفع الأسعار الإقليمية إلى أعلى علاوة على الإطلاق مقابل النفط الخام.
وانتهت الآن جميع الإضرابات الفرنسية، لكن العمال في مصفاة بريولو التابعة لشركة لوك أويل الروسية نظّموا إضرابًا يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني، احتجاجًا على عدم اليقين بشأن مستقبل الموقع، وسط تهديد بالإغلاق مع فرض أوروبا حظرًا كاملًا على النفط الروسي بدءًا من الشهر المقبل.
هذه المصفاة -التي تبلغ طاقتها 320 ألف برميل يوميًا في صقلية- هي ثاني أكبر مصفاة نفط في منطقة البحر الأبيض المتوسط، بحسب ما نقلته منصة "ماي نورث ويست" (My North West).
وكانت المصفاة قادرة -فقط- على معالجة النفط من روسيا منذ غزو أوكرانيا، لأن المصارف رفضت المخاطرة بتقديم الائتمان لشراء النفط غير الروسي.
ويطالب العمال إمّا بخصخصة المصفاة، وإما بفرض وكالة ائتمان الصادرات الحكومية ضمانًا على القروض المستقبلية لشراء النفط من مصادر غير روسية.
موضوعات متعلقة..
- تعطل أكبر مصفاة نفط في أوروبا يهدد بتفاقم أزمة نقص الوقود
- 80 ناشطًا بيئيًا يغلقون أكبر مصفاة نفط في أوروبا (فيديو وصور)
- أكبر مصفاة نفط في فرنسا تغلق أبوابها بسبب إضراب عمالي (صور)
اقرأ أيضًا..
- 4 دول في أوبك+ تكشف حقيقة مناقشة زيادة إنتاج النفط
- أطول صفقات الغاز المسال.. قطر للطاقة تؤمّن احتياجات سينوبك لمدة 27 عامًا
- أكبر 15 شركة مصنعة للسيارات الكهربائية عالميًا (تقرير)