بيمكس المكسيكية تتعهد بإنهاء حرق الغاز بعد تغريمها 6 ملايين دولار
أمل نبيل
تواجه المكسيك انتقادات عديدة بسبب حرق الغاز في حقول النفط، الذي يُعَد أحد أكبر مسببات زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الهواء الجوي.
وتُعَد المكسيك ثالث أكبر مصدري انبعاثات الاحتباس الحراري في أميركا الشمالية، وفق المعلومات التي رصدتها منصّة الطاقة المتخصصة.
وتخطّط شركة النفط الحكومية المكسيكية (بيمكس)، لوضع حد لحرق الغاز في أحد حقولها الإستراتيجية قيد التطوير بحلول منتصف يناير/كانون الثاني (2023)، بحسب تصريحات الرئيس التنفيذي للشركة أوكتافيو روميرو، التي نقلتها رويترز.
حرق الغاز في المكسيك
يُعَد حقل إكزاتشي -الواقع في ولاية فيراكروز- أحد المشروعات الرئيسة لإدارة الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، لكن انتهاكات حرق المزيد من الغاز دفعت هيئة تنظيم النفط والغاز في الدولة الواقعة بأميركا الشمالية، إلى تغريم شركة النفط الحكومية نحو مليوني دولار.
كما غُرّمت بيمكس لفشلها في تقليص معدلات حرق الغاز في حقل رئيس آخر، وهو حقل "كيسكوي" في ولاية تاباسكو.
وكانت شركة النفط الحكومية قد أعلنت -مؤخرًا- تخصيص ملياري دولار للتصدي لحرق الغاز، بعدما رصدت الأقمار الصناعية تصاعد كميات هائلة من الميثان الناجم عن الحرق، وهو ثاني تعهّد تقطعه الشركة على نفسها منذ عام 2016.
وقد تصل الغرامات الأخيرة على بيمكس إلى 120 مليون بيزو مكسيكي (6.2 مليون دولار)، في حين قد تكون أعلى غرامات تُفرض من قبل هيئة تنظيم النفط والغاز المكسيكية، وتقدمت الشركة الحكومية بطعن في هذه الغرامات.
وفي أواخر عام 2016، وقّعت بيمكس اتفاقًا مع هيئة الاستثمار الحكومية، لمعالجة مشكلة حرق الغاز في المكسيك، بتكلفة تُقدّر بنحو 3 مليارات دولار، لكنها لم تفِ بوعودها حتى الآن رغم مرور ما يقرب من 6 سنوات على هذه الاتفاقية.
وتنتج بيمكس نحو 40% من إجمالي النفط في المكسيك، بحسب المعلومات التي اطلعت عليها منصّة الطاقة المتخصصة.
*(البيزو المكسيكي = 0.051 دولارًا أميركيًا)
غازات الاحتباس الحراري
كانت المستويات المرتفعة والمتصاعدة لحرق الغاز في المكسيك من القضايا التي ناقشها الرئيس لوبيز أوبرادور مع مبعوث المناخ الأميركي جون كيري، وقد تعهّد الرئيس المكسيكي بالحد من الانبعاثات.
والمكسيك هي ثاني أكبر مصدر للانبعاثات الناتجة عن حرق الغاز في العالم، وفي هذا السياق فإنها تتعرّض لضغوط أميركية متزايدة، لبذل المزيد من الجهود ووضع خطط لخفض انبعاثات الميثان الناتجة عن حرق الغاز.
ويصاحب حرق الغاز عملية إنتاج النفط، عندما لا توجد بنية تحتية لالتقاطه، ويُلقى باللوم عليه في إطلاق غازات الاحتباس الحراري.
وتتهرّب الشركات من تقنيات التقاط الميثان ومعالجته لارتفاع تكلفته مقارنةً برخص عمليات التخلص منه خلال حرق الغاز المصاحب.
وقالت شركة النفط الحكومية المكسيكية -مؤخرًا- إنها ستعمل مع وكالة حماية البيئة الأميركية، لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري للوفاء بالالتزامات الدولية.
وسجّلت معدلات الحرق في حقول النفط والغاز المكسيكية مستويات قياسية خلال عام 2021، إذ ارتفعت إلى 6.5 مليار مكعب مقابل 5.8 مليار مكعب في 2020، بزيادة 12%.
ويرصد الرسم البياني التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المُنتجة من قطاع الطاقة المكسيكي حتى نهاية العام الماضي (2021):
الطاقة المتجددة في المكسيك
تخطّط المكسيك لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 22% بحلول 2030، مقارنة مع مستويات (2005)، ترتفع بعد ذلك إلى 50% بحلول عام ( 2050).
وارتفعت انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة في المكسيك بنحو 4.8% على أساس سنوي، لتصل إلى 373.8 مليون طن في 2021.
ويسيطر الغاز الطبيعي على أكثر من 60% من توليد الطاقة الكهربائية في البلاد، تليها الطاقة المتجددة بنحو 11.8% من الإجمالي.
وتخطّط المكسيك -ضمن خطتها لتعزيز حصة الطاقة المتجددة بمزيج الطاقة الوطني- إلى إضافة 30 غيغاواط من المصادر النظيفة بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، بجانب سعتها المركبة حتى نهاية العام الماضي (2021) المقدرة بنحو 30 غيغاواط.
وبحسب التقارير التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فإن من شأن الإضافات الجديدة للمزيج الوطني زيادة سعة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الإجمالية إلى 40 غيغاواط.
موضوعات متعلقة..
- حرق الغاز في المكسيك يهدر مليارات الدولارات ويختبر مصداقية "بيمكس"
- تسرب انبعاثات الميثان من حقول نفطية تابعة لبيمكس المكسيكية
- بيمكس المكسيكية في مرمى النيران بعد اندلاع حريق جديد في منصة نفطية (فيديو)
اقرأ أيضًا..
- قمة المناخ.. مستشار بالوكالة الذرية لـ"الطاقة": نسعى لإقناع العالم بالتوسع في الطاقة النووية
- قانون جديد لتحفيز تخزين الكهرباء النظيفة والتخلي عن الفحم في تشيلي
- إنقاذ حياة 880 ألف أفريقي سنويًا مرهون بمكافحة تلوث الهواء وتغير المناخ (تقرير)