تعتزم شركة روسنفط دفع توزيعات أرباح على نتائج الأشهر الـ9 الأولى من 2022، بإجمالي يصل إلى 216 مليار روبل (3.6 مليار دولار أميركي).
وتُعد هذه هي المرة الأولى التي تُقدِم فيها شركة الطاقة العملاقة على مثل هذه الخطوة؛ إذ كانت تدفع -في السابق- توزيعات أرباح إما سنويًا وإما مرتين سنويًا على نتائجها لـ6 أشهر، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وعلى الرغم من ذلك؛ فقد اكتسبت توزيعات الأرباح من قِبل الشركات الحكومية أهمية متزايدة بوصفها مصدرًا للإيرادات، في ظل العقوبات الغربية المفروضة ردًا على غزو أوكرانيا.
وأغلقت العقوبات جميع خيارات التمويل الخارجي تقريبًا، ووضعت الصادرات تحت الضغط، وأبعدت المستثمرين الأجانب، بحسب المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
توزيعات أرباح روسنفط الروسية
قالت روسنفط -إحدى أكبر الشركات المنتجة للنفط على مستوى العالم- اليوم الإثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، إن مجلس إدارتها أوصى بدفع 20.39 روبلًا (0.34 دولارًا) للسهم على أساس توزيعات أرباح لمدة 9 أشهر.
وأشارت شركة الطاقة العملاقة إلى توصية مجلس الإدارة بدفع توزيعات أرباح الأشهر الـ9 بنسبة 50% من صافي الأرباح المحققة في الأشهر الـ6 الأولى.
وأوضحت الشركة -التي يرأسها إيغور سيتشين، الحليف المقرب للرئيس فلاديمير بوتين- أن عرض توزيعات الأرباح يجب دفعه في وقت مبكر من العام المقبل (2023)، بعد الموافقة عليه في اجتماع للمساهمين.
ووجدت حسابات رويترز -التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- أن توزيعات الأرباح ستكون 216 مليار روبل (3.6 مليار دولار).
عجز في الميزانية الروسية
من المقرر أن تسجل الميزانية الروسية عجزًا قدره 1.3 تريليون روبل (21.55 مليار دولار) في العام الجاري (2022)، أو 0.9% من الناتج المحلي الإجمالي، بعد توقع فائض في البداية.
في المدة من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول، أظهرت الميزانية فائضًا قدره 128.4 مليار روبل (2.13 مليار دولار)؛ ما يعكس ضريبة استخراج المعادن لمرة واحدة على شركة غازبروم الروسية.
وخلال أكتوبر/تشرين الأول، بدأت وزارة المالية في إنفاق صندوق الثروة الوطني للوفاء بالالتزامات الاجتماعية وتغطية المدفوعات التي وعدت بها موسكو لجنود الاحتياط الذين جرى استدعاؤهم لما تسميه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا.
وفي العام المقبل (2023)، تتوقع وزارة المالية أن يتضاعف العجز إلى 3 تريليونات روبل (49.7 مليار دولار)، أو 2% من الناتج المحلي الإجمالي.
كما يتوقع محللون أن الفجوة قد تصل إلى 4.5 تريليون روبل (74.6 مليار دولار).
نتائج أعمال روسنفط
في هذا السياق، أعلنت روسنفط -في منتصف شهر سبتمبر/أيلول- زيادة بنسبة 13% في صافي أرباح نصف العام، لتصل إلى 432 مليار روبل (7.2 مليار دولار)، وقالت إنها ساعدتها ضوابط صارمة على التكاليف؛ إذ واجهت شركات النفط الروسية عقوبات غربية بشأن أوكرانيا عاقت تجارتها العالمية وأدت إلى تعقيد التمويل.
وقال الرئيس التنفيذي، إيغور سيتشين -في بيان-: "روسنفط كانت تتعرض لضغط غير مسبوق من عوامل خارجية معاكسة وعقوبات غير قانونية".
وأعلنت روسنفط زيادة مبيعات النفط في المدة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران بنسبة 5.7% على أساس سنوي، بينما انخفض ديونها بنسبة 12% مقارنة ببداية العام.
وأضاف سيتشين: "بفضل الكفاءة التشغيلية العالية والقرارات الإدارية المناسبة، تمكنّا من ضمان استمرارية الأعمال وإظهار نتائج مستقرة".
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية في روسيا:
الشركات الكبرى تغادر روسيا
شهدت روسيا نزوحًا جماعيًا للشركات الغربية بعد بدء ما تسميه موسكو "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط.
وقد أعلنت شركة النفط البريطانية بي بي -في فبراير/شباط- أنها ستتخلى عن حصتها البالغة 19.75% في روسنفط.
وقالت الشركة الروسية -مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري- إن بي بي يجب أن تعيد التفكير في قرارها بمغادرة روسيا والعودة إلى عملياتها في البلاد، ووعدت بمزيد من توزيعات الأرباح، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وأوضح الرئيس التنفيذي، إيغور سيتشين -في وقت سابق- أن شركة بي بي يحق لها الحصول على 700 مليون دولار في النصف الثاني من عام 2021.
وقد شكّلت روسنفط نحو نصف احتياطيات النفط والغاز لشركة بي بي وثلث إنتاجها.
وأضافت الشركة الروسية: "لا يسعنا إلا أن ننصح زملاءنا من شركة بي بي بإخلاص لإزالة مسألة خروج الأصول في روسيا من جدول الأعمال والعودة إلى موطنهم".
موضوعات متعلقة..
- روسنفط الروسية: نحترم موقف السعودية.. وأميركا تقاتل للحفاظ على هيمنتها
- افتقار آليات بيع النفط الروسي وتسعيره يثيران مخاوف شركات التأمين
- حظر النفط الروسي ينعش الطلب على ناقلات الديزل لأعلى مستوى في 30 عامًا
اقرأ أيضًا..
- الطلب على النفط ينتعش.. وهذه هي الأسباب (مقال)
- أوروبا تريد الهيدروجين من خطوط نقل الغاز في المغرب والجزائر
- المغرب يستعين ببلجيكا لتخزين الكهرباء في مجمع ورزازات للطاقة الشمسية
- هل تنمو مبيعات السيارات الكهربائية بالشكل الكافي؟.. 3 عوائق أمام الصناعة
