تعويضات الكربون تشق طريقها إلى سوق أبوظبي.. الإمارات تستعد لكوب 28
التداول ينطلق خلال أسابيع.. وطرح السندات الخضراء قريبًا
هبة مصطفى
تفتح الإمارات المجال أمام تعويضات الكربون في إطار مواصلة تنفيذ أهدافها المناخية المستهدفة بحلول منتصف القرن (2050)، وضمن إجراءات استعداداتها لاستضافة قمة المناخ كوب 28، العام المقبل (2023).
وخلال الأسابيع القليلة المقبلة تبدأ سوق أبوظبي العالمية إطلاق عملية التداول الطوعية في هذا السياق، على أن تُدار عملية ائتمانات الكربون في الدولة الواقعة جنوب غرب آسيا من قبل بورصة "إير كاربون" ومقرها سنغافورة، بحسب ما نقلته بلومبرغ.
وأزيح الستار عن هذا التوجه خلال انعقاد فعاليات قمة المناخ كوب 27 في مدينة شرم الشيخ المصرية، والتي بدأت من 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وتستمر حتى 18 من الشهر ذاته، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
تداولات الكربون في الإمارات
كشفت مسؤولة التمويل المستدام في سوق أبوظبي العالمية، مرسيدس فيلا مونسيرات، عن أنه، خلال الأسابيع المقبلة، تبدأ السوق تداولات تعويضات الكربون الطوعية.
وأضافت مونسيرات، على هامش مشاركتها في قمة المناخ كوب 27، أن شركات تمويل ضخمة وكذا شركات للسلع ستشارك في تلك السوق.
وأوضحت أن سوق أبوظبي العالمية ستتعاون مع السلطات المعنية في الإمارات لتحديد اشتراطات أكثر وضوحًا حول أدوات تمويل الحوكمة البيئية والاجتماعية، في محاولة للتغلب على تباين معايير السندات الخضراء في الأسواق وتفسير البعض لها بأنها بمثابة "غسل أخضر".
وقالت مونسيرات إن هناك إقبالًا واسعًا على تداولات تعويضات الكربون في صورة ائتمانات وسندات خضراء، غير أن هناك مخاوف في الوقت ذاته حول نقص الجوانب المعرفية حوله.
وكشفت عن أن إصدار السندات الخضراء لائتمانات تعويضات الكربون في سوق أبوظبي العالمية بحلول مطلع العام المقبل (2023) قد يلقى دعمًا من الاتفاق على القواعد والمعايير الجديدة.
وأشارت إلى أن انتقال الطاقة لا يهدف إلى معاقبة المتورطين في إطلاق الانبعاثات، لكنه يُركز على التخلص من أسباب إطلاقها.
دولة خضراء أم مُنتجة للنفط؟
كون الإمارات دولة مُنتجة للنفط والغاز لا ينفي جهودها نحو خفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن (2050) وفق مستهدفاتها المعلنة سابقًا، وهو المعنى الذي أكّده رئيس الدولة، محمد بن زايد، خلال مشاركته في قمة المناخ كوب 27 بمصر.
وقال محمد بن زايد، حينها: "الإمارات دولة منتجة للطاقة وستواصل الإنتاج ما دامت استمرت أسواق العالم بالحاجة للنفط والغاز"، ورغم ذلك فقد شدد على مواصلة التركيز على خفض انبعاثات قطاع الطاقة.
ويوضّح الرسم البياني أدناه الأسعار المتوقعة لتعويضات الكربون مقارنة بين توقعات العام الجاري (2022) ومنتصف القرن (2050)، وفق بيانات بلومبرغ نيو إنرجي فايننس وما رصدته منصة الطاقة المتخصصة:
ووفق البيانات، تستثمر أبوظبي مليارات الدولارات لتطوير إنتاج الوقود الأحفوري وزيادته، جنبًا إلى جنب مع تخصيصها ما يقارب 165 مليار دولار لاستثمارات الطاقة النظيفة.
ونفت مسؤولة التمويل المستدام في سوق أبوظبي العالمية، مرسيدس فيلا مونسيرات، أي تناقض بين إصرار الإمارات على مواصلة إنتاج النفط والغاز والاستعداد لاستضافة الانعقاد المقبل لقمة المناخ كوب 28 في (2023).
وقالت إن ائتمانات تعويضات الكربون الطوعية التي تطلقها سوق أبوظبي العالمية، في وقت قريب، ستخضع للتشغيل من قِبل بورصة "إير كاربون"، وستتيح للشركات شراء ائتمانات لتعويض إطلاقها للانبعاثات.
اقرأ أيضًا..
- استثمارات الطاقة المتجددة في أفريقيا تهبط إلى أقل مستوى خلال 11 عامًا (تقرير)
- وزير البيئة في ساحل العاج للطاقة: قمة المناخ تشهد مواجهة بين الدول النامية والمتقدمة
- وزير الطاقة السعودي يستعرض إنجازات المملكة في التحول الأخضر: وعدنا فأوفينا
- لتعويض النفط الروسي.. الهند تكثّف صادراتها من زيت الوقود إلى أميركا
- أميركا تحظر 1000 شحنة من ألواح الطاقة الشمسية الصينية