ميرسك تتهم كبار منتجي النفط بعرقلة جهود إزالة الكربون من صناعة الشحن
لعدم توفير الميثانول الأخضر بأسعار ملائمة
سمر النجار
اتهمت شركة ميرسك (عملاق الشحن البحري في الدنمارك) كبار منتجي النفط بعرقلة خطط إزالة الكربون من صناعة الشحن، بعدم توفيرها الميثانول الأخضر حتى الآن بأسعار ملائمة، لا سيما بعد تصريح مثير للجدل من الرئيس الأميركي جو بايدن.
يأتي هذا في حين تسعى الشركة الدنماركية للتوسع في أسطول السفن المعتمدة على أنواع وقود نظيفة، ما يتطلب توفير كميات ضخمة من الميثانول، حسبما نقل موقع جي كابتن (gCaptain) عن تصريحات لمسؤول في الشركة خلال مقابلة له مع فايننشال تايمز.
وحذّرت ميرسك من أن شركات النفط تعوق جهود إزالة الكربون في صناعة الشحن، من خلال عدم توفير وقود أخضر ميسور التكلفة، بحسب التقرير الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
الميثانول الأخضر
قال رئيس قسم إزالة الكربون لدى مجموعة "إيه بي مولر" -المجموعة الأم لشركة ميرسك- مورتن بو كريستيانسن، إن شركته تجازف بعدم امتلاك إمدادات الميثانول الخضراء اللازمة لتزويد السفن بإمدادات خالية من الكربون.
وأضاف أن صناعة الشحن البحري تحصل على وقودها من شركات النفط، غير أن أسعار الميثانول الأخضر الذي تنتجه تلك الشركات كانت غير مقبولة.
وتابع: "كنا نأمل في مساعدة الموردين للحصول على الوقود الجديد، لكن هذا لم يحدث حتى الآن".
وكانت ميرسك قد أعلنت في 15 مارس/آذار 2022 انضمامها إلى الشركات العالمية المقاطعة للنفط الروسي، ضمن حزمة الإجراءات والعقوبات العالمية ضد موسكو بعد غزوها لأوكرانيا، لتلحق بشركات عالمية مثل شركة النفط البريطانية وشل وغيرهما، كانت قد أعلنت التوقف عن الاعتماد على إمدادات الطاقة الروسية.
وقود بديل
تستثمر شركة ميرسك بكثافة في بناء سفن جديدة تحرق وقودًا بديلاً، لكن هذه السفن الضخمة ستطلب الكثير من الوقود.
وقالت ميرسك إنها تخطط لضم 19 سفينة إلى أسطولها يمكنها العمل بالميثانول المتجدد، خلال المدة بين عامي 2023 و2025، غير أن ذلك يتطلّب توافر ما يقرب من 750 ألف طن من الوقود.
ووفق تقديرات الشركة، يتطلّب تحقيق أهدافها تجاه خفض الانبعاثات بحلول عام 2030 تزويدها بنحو 6 ملايين طن سنويًا من الميثانول المتجدد المُنتج بوساطة مصادر الطاقة المتجددة أو الكتلة الحيوية.
وفي محاولة لتلبية طموحاتها، تخطط ميرسك لإنتاج ما يصل إلى مليوني طن من الميثانول المتجدد سنويًا في إسبانيا بحلول عام 2030، لكن تلك الخطوة تتطلّب حجم إنفاق ضخم يُقدّر بنحو 10 مليارات يورو بجانب دخول مدريد مستثمرًا إستراتيجيًا.
بايدن وسُمّية الميثانول
تطرّق رئيس وحدة إزالة الكربون في الشركة الدنماركية، مورتن بو كريستيانسن، إلى أسباب أخرى وراء تردد شركات النفط الكبرى في إنتاج أنواع وقود بديلة.
ففي الوقت الذي تركّز خلاله شركات الطاقة على محاولة استبدال الغاز والنفط الروسي، واجهت هجومًا من قيادات سياسية تطالبها بدفع أرباح.
وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد أدلى بتصريحات خلال مؤتمر صحفي في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال فيها: "أرباح شركة النفط هي مكاسب غير متوقعة للحرب، إذ إنها تُعد من المكاسب المفاجئة من الحرب الأوكرانية"، على حد تعبيره.
ومن جانب آخر، أوضح كريستيانسن أن هناك بُعدًا آخر لتراجع شركات النفط عن المخاطرة بإنتاج وقود بديل نظيف لصناعة الشحن، إذ إن سُمّية الميثانول المتجدد تشكل خطرًا على السلامة، في حين استبعد تطوير الأمونيا الخضراء حتى نهاية العقد.
موضوعات متعلقة..
- أول شركة في الشرق الأوسط تبني قاطرات بحرية تعمل بالميثانول والهيدروجين
- بقيادة مصر والجزائر والمغرب.. أفريقيا تستعد للريادة في إنتاج الهيدروجين وتصديره
- ميرسك تستثمر 500 مليون دولار لتحويل قناة السويس للحاويات إلى محطة خضراء
اقرأ أيضًا..
- انتشار الطاقة المتجددة في أوروبا يصطدم بالقيود المفروضة على الشركات
- هل تنقذ الطاقة الشمسية أوكرانيا من هجمات روسيا على محطات الكهرباء؟
- أمين عام أوبك: هناك دول تطالبنا بزيادة إنتاج النفط وفي نفس الوقت وقف الاستثمارات