لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي.. قازاخستان تؤسس كيانًا جديدًا للاستكشاف والإنتاج
أمل نبيل
تعتزم قازاخستان زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي لتلبية الطلب المحلي المتزايد عبر استكشاف حقول جديدة، وزيادة الإنتاج من المشروعات القائمة.
وتستهدف الدولة الواقعة في وسط أسيا تقليص الاعتماد على الفحم في توليد الكهرباء، والتحول إلى مصادر وقود أحفوري أقلّ تلوثًا للبيئة، وفق ما اطّلعت عليه منصّة الطاقة المتخصصة.
ووضعت شركة قازاق غاز -مُشّغلة خطوط أنابيب الغاز التي تسيطر عليها الدولة- خططًا لتكثيف إنتاجها، سواء من الأصول الموجودة تحت سيطرتها أو من خلال استكشاف وتطوير حقول جديدة، بحسب منصة آب ستريم أونلاين (upstreamonline).
استهلاك قازاخستان من الغاز
قال الرئيس التنفيذي للشركة سانزهار زاركيشوف، في منشور على شبكات التواصل الاجتماعي، الأسبوع الماضي، إن الشركة شكّلت وحدة أعمال جديدة، وهي شركة قازاق غاز للتنقيب والإنتاج، لتوحيد جميع أصولها الحالية المنتجة للغاز تحت سقف واحد.
وكان زاركيشوف قد صرّح في أكتوبر/تشرين الأول (2022) بأن المحادثات مع الحكومة للحصول على تراخيص التنقيب والتطوير لـ10 حقول برية ما تزال جارية.
وأضاف ان جهود الشركة الأخيرة سمحت لقازاخستان بتجنُّب نقص الغاز الطبيعي المتوقع في السوق المحلية حتى عام 2024، مقارنة بالتوقعات الأخيرة لعام 2023.
ووفقًا لشركة الغاز الوطنية قازاق غاز، من المتوقع أن يزيد استهلاك قازاخستان السنوي من الغاز الطبيعي إلى أكثر من 20 مليار متر مكعب هذا العام (2022)، مقارنة بـ11.5 مليار متر مكعب في عام 2015.
ومن المتوقع أن يتجاوز استهلاك الغاز السنوي 22 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، بحسب السيناريو الأكثر تحفظًا للشركة.
وفي أفضل السيناريوهات، قد ينمو الطلب السنوي على الغاز في قازاخستان إلى 39 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، وفقًا لقازاق غاز.
وتعود القفزة في الاستهلاك المحلي من الغاز الطبيعي إلى ربط العديد من المنازل بالشبكة الوطنية، بالإضافة إلى النمو الصناعي واستبدال الغاز بالفحم في مولدات الكهرباء والتدفئة.
استيراد الغاز الطبيعي
قال ناشر مجلة قازاخ إندستري بتروليوم، أوليغ تشيرفينسكي، إنه يمكن سدّ عجز الغاز الذي يلوح في الأفق بالسوق المحلية -مؤقتًا- عن طريق توقيع اتفاقية لتوريد الغاز من تركمانستان في أكتوبر/تشرين الأول (2023).
وعلى الرغم من التزام السلطات في كلا البلدين الصمت بشأن حجم الشحنات المتوقعة، فإن التقارير تشير إلى اعتزام قازاخستان استيراد 1.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي التركمانستاني.
وستضم شركة قازاق غاز للاستكشاف والإنتاج، أصول "أمانغيلدي غاز"، وهي شركة فرعية تابعة لشركة الغاز الوطنية، تطوّر 3 حقول غاز مع احتياطيات قابلة للاسترداد تُقدَّر بنحو 18.4 مليار متر مكعب.
ومع ذلك، فإن اثنين فقط من التراخيص الـ10 التي ستتسلّمها قازاق غاز من الحكومة القازاخستانية، يُتوقع أنها تحتوي على احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي.
وحذّر زاركيشوف السلطات القازاخستانية -مؤخرًا- من أن شركته قد تضطر إلى إصلاح آليات تسعير الغاز المحلي لجعل مشروعات تطوير حقول الغاز الجديدة أكثر جاذبية من الناحية الاقتصادية للمستثمرين.
وتبلغ أسعار الغاز بالجملة للقطاع الصناعي -حاليًا- في قازاخستان، نحو 33.5 دولارًا لكل 1000 متر مكعب، بينما تشتري الأسر الغاز بمتوسط سعر يبلغ نحو 42.60 دولارًا لكل ألف متر مكعب.
ومع ذلك، فإن متوسط تكلفة الغاز المنتج إلى جانب نقله للعملاء يُقدَّر بنحو 54.80 دولارًا لكل 1000 متر مكعب، حسب شركة قازاق غاز.
وأثارت محاولات تعديل أسعار غاز النفط المسال المُنتج محليًا احتجاجات جماهيرية غاضبة في بداية هذا العام (2022)؛ ما أدى إلى تراجع الحكومة.
ويُستعمل غاز النفط المسال في قازاخستان على نطاق واسع وقودًا للمركبات في البلاد.
وقال ناشر مجلة قازاخ إندستري بتروليوم، أوليغ تشيرفينسكي: "على الدولة أن تختار بين الحالة الاقتصادية لشركة قازاق غاز، وبين الاستقرار الاجتماعي في البلاد".
وأضاف تشيرفينسكي: "حتى الآن، لا يبدو أن الخيار لصالح قازاق غاز".
وفي 9 يونيو/حزيران (2022)، طلب الرئيس القازاخستاني قاسم جومارت توكاييف من الحكومة زيادة مبيعات الغاز الطبيعي في السوق المحلية بمقدار ملياري متر مكعب سنويًا على حساب الصادرات، لتجنُّب استهلاك الفحم.
موضوعات متعلقة..
- خفض صادرات الغاز الطبيعي في قازاخستان بنحو ملياري متر مكعب
- النفط والغاز.. 5 معلومات عن قازاخستان وسط احتجاجات أسعار الوقود
- تسرب غاز الميثان داخل منجم في قازاخستان يودي بحياة 5 أشخاص
اقرأ أيضًا..
- ربع محطات الكهرباء العاملة بالفحم في أميركا تخطط للإغلاق بحلول 2029
- خامس أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في إسبانيا تتوقف خلال أيام
- بالتزامن مع كوب 27.. أميركا لا تزال بعيدة عن تحقيق أهداف خفض الانبعاثات (تقرير)