الربط الكهربائي أحد أسلحة العراق لمواجهة انقطاع التيار (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- العراق يأمل في أن يكون ممرًا لسوق الطاقة العالمية بين الخليج وأوروبا.
- الربط مع الأردن يقضي على مشكلة انقطاع الكهرباء غرب العراق.
- أسعار الغاز المرتفعة تؤجل استكمال خط الربط الكهربائي مع تركيا.
- العراق سجّل إنتاجًا تاريخيًا من الكهرباء في 18 سبتمبر 2022.
يأتي الربط الكهربائي مع الدول المجاورة أحد الحلول التي يتخذ العراق خطوات جادة نحو تفعليها في إطار معالجة مشكلات استمرار انقطاع التيار التي تعانيها البلاد، خصوصًا مع اعتماده على استخدام الغاز في التوليد بشكل كبير.
ويمتلك العراق خططًا طموحة للربط الكهربائي مع الدول المجاورة له؛ إذ تأمل البلاد عبر هذه الخطط في مواجهة مشكلة الكهرباء التي تعانيها، فضلًا عن دعم اقتصادها.
وتسعى البلاد كذلك إلى أن تكون ممرًا لسوق الطاقة العالمية بين الخليج وأوروبا عبر تركيا والعكس، وفق المعلومات التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
الربط الكهربائي بين العراق والأردن
في 6 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، وضع كل من العراق والأردن حجر الأساس لبدء تنفيذ مشروع خط الربط الكهربائي بينهما.
وتتضمن المرحلة الأولى للمشروع، التي من المتوقع الانتهاء منها في صيف 2023، تزويد العراق من خلال شبكة الأردن بقدرة كهربائية تصل إلى 150 ميغاواط.
ويبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من محطة الريشة في الأردن إلى منطقة القائم بالعراق وبطول يقارب 330 كيلومترًا.
وتتكون المرحلة الأولى من خط نقل هوائي يربط محطة تحويل الريشة بالأردن، مع محطة تحويل القائم العراقية؛ إذ إن الخط يُغذي أحمال المنطقة الغربية من العراق (منطقة القائم) بشكل معزول عن الشبكة الكهربائية العراقية.
بينما تشمل المرحلة الثانية للمشروع قدرات بنحو 500 ميغاواط، ومرحلة ثالثة بنحو 900 ميغاواط.
ومن المقرر أن يتحمل العراق تكلفة تنفيذ نحو 300 كيلومتر ستمتد داخل أراضيه خلال المرحلة الأولى، بينما سيتحمل الأردن تكلفة الإنشاء في أراضيه على أن تُبَاع الكهرباء وفق معادلة سعرية متفق عليها.
وتكمن أهمية هذا الخط في القضاء على مشكلة انقطاع التيار الكهربائي بشكل تام عن بعض مناطق غرب العراق المستمرة منذ عام 2014، وجذب استثمارات لتلك المناطق.
كما يُسهِم الخط في تشغيل معامل الفوسفات بمنطقة عكاشات بمحافظة الأنبار، ومن المقرر أن يكون داعمًا كذلك لمشروع المنطقة الصناعية بين العراق والأردن.
الربط العراقي مع دول الخليج
ينفذ العراق كذلك خطوطًا للربط الكهربائي مع دول مجلس التعاون الخليجي تدعم الشبكة الكهربائية لبغداد، بناءً على اتفاق وُقِّع في شهر يوليو/تموز 2022، للربط الكهربائي بين شبكة الربط الخليجي، وشبكة كهرباء جنوب العراق.
ويرى العراق أن الربط الكهربائي مع دول الخليج العربي يمثل أمرًا واعدًا للبلاد؛ فهو سيعطي موثوقية واستقرارية عاليتين للمنظومة الكهربائية، ويمهّد الطريق كي يكون العراق ممرًا للطاقة الكهربائية بين الخليج ودول غرب آسيا.
ويتضمن العقد إنشاء هيئة الربط الكهربائي الخليجي خطوطَ ربط من المحطة التابعة للهيئة في دولة الكويت، إلى محطة الفاو جنوب العراق؛ وذلك لإمداد تلك المنطقة بنحو 500 ميغاواط.
وبحسب آخر البيانات الرسمية؛ نجح العراق في إنجاز خطوط (فاو رقم واحد) و(فاو أبو فلوس رقم اثنين) جنوب العراق، وفي انتظار الاتفاق على خط الربط بين محطة الفاو العراقية ومحطة الزور الكويتية بطول 220 كيلومترًا؛ منها 80 كيلومترًا ستكون داخل العراق.
وتؤكد وزارة الكهرباء العراقية أنها حصلت على تعرفة جيدة وأسعار لا بأس بها فيما يتعلق بذلك الخط.
كما وقّع كل من العراق والسعودية، في شهر يوليو/تموز 2022، المحضر التنفيذي الخاص بمبادئ اتفاق الربط الكهربائي بينهما، ويتضمن الاتفاق الربط بين منفذ عرعر السعودي، ومحطة اليوسفية قرب بغداد بسعة 1000 ميغاواط وجهد 400 كيلو فولت بطول يصل إلى قرابة 435 كيلومترًا.
ويشهد الوقت الحالي إجراء دراسات فنية لتحديد نقاط الربط ومسارات الخطوط والجدوى الاقتصادية والفنية.
الربط الكهربائي بين العراق وتركيا
أدّت أسعار الغاز المشتعلة في السوق العالمية موخرًا والحرب الروسية الأوكرانية، إلى اتجاه العراق لتأجيل استكمال خط الربط الكهربائي مع تركيا، رغم تأكيد البلاد أنها أكملت جميع المتعلقات اللازمة للربط.
وتتضمن المرحلة الأولى لاتفاقية الربط الكهربائي بين العراق وتركيا تزويدَ الجهة الشمالية من العراق بنحو 300 ميغاواط.
وتشير الحكومة العراقية إلى أنها انتهت من خطوط "جزرة موصل" وخطوط "سلافي فايدة"، ومحطة "الكسك 400 تحويلية" بجميع تفرعاتها، الواقعة في محافظة نينوى العراقية.
وأرجع العراق قراره تأجيل إدخال المرحلة الأولى من الربط الكهربائي مع تركيا حيز التنفيذ إلى ارتفاع أسعار الطاقة في تركيا والدول الأوروبية، الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية، وهي الأسعار التي لا تتناسب مع الأسعار المعمول بها في العراق.
إنجاز رغم استمرار الأزمة
رغم أن أزمة الكهرباء التي يواجهها العراق ما زالت مستمرة؛ فإن البلاد نجحت في تحقيق إنتاج تاريخي من الطاقة الكهربائية، خلال العام الجاري (2022)، مع الجهود التي تبذلها نحو إصلاح القطاع وحل مشكلة الغاز القادم من إيران.
وفي 18 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت وزارة الكهرباء العراقية توفير أكثر من 24 ألف ميغاواط، واصفة الرقم بأنه أعلى حمل إنتاج تصل إليه المنظومة منذ تأسيسها.
وتوقعت الوزارة تحقيقَ معدل إنتاج أعلى في توليد الكهرباء مع إدخال عدد من المحطات الجديدة بقدرة توليد تصل إلى 1000 ميغاواط، ومن بينها: محطة كهرباء صلاح الدين الحرارية، والرميلة المركبة، وميسان المركبة، وشط البصرة.
كما اتجهت البلاد إلى مشروعات الطاقة المتجددة؛ إذ وقعت مع شركات عالمية وإقليمية اتفاقات لتنفيذ مشروعات توليد الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية بقدرات تصل إلى 7500 ميغاواط كمرحلة أولى، بالإضافة إلى مشروعات أخرى متوقعة العام المقبل بقدرات 5 آلاف ميغاواط.
موضوعات متعلقة..
- مشروع الربط الكهربائي بين الأردن والعراق يدخل حيز التنفيذ (صور)
- وزير النفط العراقي يعلن إنجازًا لم يتحقق منذ 40 عامًا في بلاده (صور)
- العراق يعلن مستجدات الربط الكهربائي مع السعودية والأردن والكويت وتركيا
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: قرار أوبك+ لن يرفع أسعار النفط.. ولكن سيمنع تراجعها
- ارتفاع صادرات الغاز الإيراني إلى العراق.. وأزمة الكهرباء تضرب بغداد
- صادرات النفط الروسي إلى الصين ترتفع.. والسعودية تحتفظ بالمقدمة