الأردن يكشف في كوب 27 خطته للتحول إلى مركز إقليمي للتنمية الخضراء (صور)
شرم الشيخ - الطاقة
كشف عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، خلال كلمته في قمة المناخ كوب 27 المنعقدة بمدينة شرم الشيخ المصرية، عن حرص بلاده على أن تكون مركزًا إقليميا للتنمية الخضراء.
وقال، إن الأردن بسجلّه الحافل بالمشروعات الناجحة في مجال الاستجابة لآثار التغير المناخي، حريص على أن يكون مركزًا إقليميًا للتنمية الخضراء.
وأضاف في كلمته بمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ كوب 27، أن بلاده تعمل بالشراكة مع مصر، والعراق، والإمارات، والسعودية، والبحرين، ودول أخرى، لزيادة قدرة المنطقة بأكملها على مواجهة التغيرات المناخية.
قمة المناخ كوب 27
أشار العاهل الأردني إلى أن بلاده توفر مجالًا واسعًا من الفرص للاستثمار في مبادرات تعنى بالمناخ، مثل البنية التحتية الخضراء، والمركبات الكهربائية، والزراعة، وقطاعات أخرى.
وأضاف: "نعمل مع الإمارات في مشروع الازدهار لزيادة موارد الطاقة والمياه النظيفة، في حين يجري العمل على مشروع مبتكر في محمية العقبة البحرية، بالتعاون مع شركاء عالميين، سنساعد من خلاله في إيجاد حلول لآثار التغير المناخي على المحيطات التي تتجاوز حدود الأردن".
مخاطر تغير المناخ
قال ملك الأردن خلال كلمته في قمة كوب 27: "تأتي اجتماعاتنا هنا نتيجة 30 عامًا من التقدم في مكافحة التغير المناخي، وبالرغم من الإجماع المتزايد على هذه الجهود والأهداف، فإن مخاطر التغير المناخي القاتلة ما زالت بازدياد مطّرد، تدفع ثمنه جميع الدول، وخاصة الدول النامية".
وأشار إلى أن مؤتمر قمة المناخ كوب 27 أمام مهمة ملحّة، وهي إطلاق جملة من الإجراءات للتعامل مع التغير المناخي على مستوى جديد، لتكون قادرة على إحداث التغيير الملموس وتحقيق النتائج بسرعة وفاعلية كبيرتين.
شدد الملك عبدالله الثاني على أن التغير المناخي ليس جديدًا على الأردن، إذ يواجه التهديدات المناخية ذاتها التي تواجهها منطقتنا بأكملها، فقد تراجع متوسط هطول الأمطار إلى النصف خلال العقود الخمسة الماضية، بينما تراجع نصيب الفرد من المياه بنسبة 80%.
وقال: "يتراجع أيضًا منسوب مياه البحر الميت بمعدل 3 أقدام سنويًا، في حين تتدفق في نهر الأردن 7% فقط من المياه بالمقارنة مع معدلها التاريخي، كما اختفت واحات بتنوعها الحيوي الغني في غضون عقود قليلة من المنطقة، موضحًا أن التغير المناخي والسياسات الأحادية المتعلقة بالموارد المائية تثير القلق بشأن مستقبل نهر النيل ونهري دجلة والفرات.
دعم اللاجئين
أشار الملك عبدالله الثاني إلى أن الأردن تقدَّم بمبادرة تحت مسمى "مترابطة المناخ - اللاجئين"، بهدف إعطاء أولوية الدعم للدول المستضيفة التي تتحمل عبء التغير المناخي.
ودعا الدول المشاركة في قمة المناخ كوب 27 للانضمام إلى بلاده في المصادقة على هذه المبادرة، موضحًا أن الأمم المتحدة تقرّ بأن اللاجئين حول العالم والدول المستضيفة الأكثر عرضة لآثار التغير المناخي.
وأشار الملك عبدالله إلى أن أهم عوامل نجاح خطط التعامل مع أزمة تغير المناخ، تحقيق التكامل بين إجراءات التعامل مع التغير المناخي والتنمية الاقتصادية، بحيث يعكس النهج التكاملي الواقع الذي نعيشه، وهو أن التنمية الاقتصادية المستدامة تتطلب موارد وممارسات خضراء.
وقال: "وجدنا حلولًا في الطاقة المتجددة، وتحلية المياه، وتقنيات الري الحديثة، والانتقال إلى وسائل النقل الكهربائية".
خطط الأردن الخضراء
أشار الملك عبدالله الثاني إلى برنامج الأردن للتعافي الأخضر بالتوازي مع رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقتها المملكة، مؤكدًا أن بلاده تعمل على الاستثمار في الموارد الوفيرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وأوضح أن الأردن يعدّ رائدًا إقليميًا في إنتاج الطاقة النظيفة، إذ تُوَلَّد 29% من الكهرباء من خلال الطاقة المتجددة، ويسعى لتصل النسبة إلى 50% بحلول عام 2030.
وقال: "تمكّنّا من زيادة مساهمة المملكة في التقليل من الانبعاثات الكربونية بمضاعفة هدفنا للعام 2030، ونعمل على تشجيع الشراكات الاقتصادية الخضراء لتوفير فرص العمل الجديدة ومستقبل من الأمل".
وشدد على أن من عوامل نجاح إجراءات التعامل مع التغير المناخي، التعاون الوثيق على المستويين الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى التعاون بين القطاعين العام والخاص، للاستفادة من الفرص والتشبيك بين الموارد والقدرات، وتوفير التمويل للدول النامية للتخفيف من الأضرار المناخية والتكيف مع آثارها.
التراث العالمي
دعا ملك الأردن خلال كلمته في كوب 27 إلى التدخل الفوري لإنقاذ مواقع التراث العالمي المهددة بفعل التغير المناخي، فالبحر الميت ونهر الأردن كنوز من الماضي وموروث للمستقبل، ويتحتم علينا أّلا نكون الحلقة التي تكسر هذا الرابط.
وقال: "مناخ عالمنا، بخيره وشره، غير قابل للتجزئة، ويتعين علينا أن نوحّد صفوفنا للتعامل معه، ففي صراع الحياة على هذه الأرض، ليس هناك متفرّجون، وكل فعل له أثره".
وأضاف: "نحن نقف على بدايات تحول ملحّ وطويل، تشوبه التحديات، وقد نجد أمامنا عددًا من الخيارات الصعبة، لكن علينا أن نختار قبل أن يفرض الواقع علينا ما لا نستطيع اختياره".
تُعقد قمة المناخ كوب 27، التي افتتَح فعالياتها الرئاسية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ويستمر حتى 18 نوفمبر/تشرين الثان الحالي، بمشاركة قادة ورؤساء وفود من مختلف دول العالم، تحت عنوان "لحظة فارقة" في التعامل مع قضية التغير المناخي.
موضوعات متعلقة..
- دعوات في كوب 27 بخريطة طريق لتحول الطاقة في المجتمعات الأكثر تضررًا
- السيسي لقادة العالم في كوب 27: الوقت يداهمنا ومصير الملايين بين أيديكم
اقرأ أيضًا..
- هل يمكن توفير الكهرباء من الطاقة الشمسية على القمر دون انقطاع أو تخزين؟
- إيرادات النفط والغاز في الجزائر تنتظر قفزة تاريخية بـ50 مليار دولار