محطات الفحم في جنوب أفريقيا تبدأ العمل بمصادر متجددة.. "كوماتي" نموذجًا
وتمويل دولي يصل إلى 497 مليون دولار
سمر النجار
على مدار أكثر من 60 عامًا، كانت جنوب أفريقيا موطنًا لواحدة من أكبر محطات الفحم -وهي كوماتي- إلا أنها تستعد لتنفيذ مشروع يستهدف الابتعاد عن الوقود الملوث وخفض انبعاثات الكربون وفتح المجال أمام فرص اقتصادية جديدة بالمنطقة.
وأعلن البنك الدولي تخصيص تمويل قدره 497 مليون دولار لإيقاف عمل تلك المحطة، وتحويلها من الاعتماد على الفحم في توليد الكهرباء إلى منشأة تعتمد على الطاقة المتجددة، بحسب ما نقله موقع إنرجي وورلد (Energy World) عن وكالة الأنباء الفرنسية، السبت 5 نوفمبر/تشرين الثاني.
ومن المقرر أن تُخصص محطة كوماتي -الواقعة شرق مدينة جوهانسبرغ- للعمل باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وبطاريات التخزين، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المنتظر دعم العمال الذين سُرِّحُوا من خلال إغلاق المحطة عبر خطة انتقالية، بينما سيُنفَق جزء من التمويل على فرص اقتصادية داخل المجتمعات المحلية.
الحياد الكربوني
اعتبر رئيس مجموعة البنك الدولي، ديفيد مالباس، إغلاق محطة "كوماتي"، الأسبوع الماضي، خطوة أولى جيدة نحو تطوير منخفض الكربون، بحسب التقرير الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقدّر البنك الدولي حجم المخصصات التي تحتاج إليها جنوب أفريقيا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن (2050) بما يصل إلى 500 مليار دولار، غير أن كيب تاون حصلت على قروض ومنح، خلال قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي كوب 26، العام الماضي (2021)، بما يقدر بنحو 8.5 مليار دولار.
وقدّمت الدول الثرية تلك المنح بغرض تمويل تحول البلاد إلى الاعتماد على مصادر أكثر اخضرارًا في توليد الكهرباء، ورغم ذلك فما زالت جنوب أفريقيا تعتمد على محطات الفحم للحصول على 80% من الكهرباء اللازمة.
ويأتي ذلك بينما يُشكل قطاع الكهرباء 41% من حجم الانبعاثات الوطنية لثاني أكسيد الكربون.
انقطاع الكهرباء
قُسِّمَ التمويل الذي حصلت عليه جنوب أفريقيا لتحويل واحدة من أكبر محطات الفحم بالبلاد إلى منشأة تعمل بمصادر الطاقة المتجددة كالآتي: 439.5 مليون دولار قرضًا من البنك الدولي، بالإضافة إلى قرض بقيمة 47.5 مليون دولار من الصندوق الكندي للطاقة النظيفة ومناخ الغابات، جنبًا إلى جنب مع منحة لبرنامج دعم إدارة قطاع الكهرباء "إي إس إم إيه بي" بقيمة 10 ملايين دولار.
ورغم الخطط الطموحة ومحاولات توفير التمويل، فلا تزال أكبر الاقتصادات الصناعية في القارة السمراء تعاني انقطاعات بالتيار الكهرباء إثر تعثر البنية التحتية المتهالكة لمرافق شركة "إسكوم" المملوكة للدولة، وكذا الافتقار لإجراءات الصيانة.
وخلال عام 2022، وصل انقطاع الكهرباء إلى مستويات قياسية؛ ما أدى إلى تقليص الاقتصاد، بينما تواجه البلاد صعوبات التحول إلى الطاقة المتجددة؛ نظرًا إلى أنها لم تتمكن من إغلاق محطات الفحم بها لارتفاع تكاليفها، بحسب ما ذكرته منصة الطاقة المتخصصة في وقت سابق.
واتفق محللو الاقتصاد الكلي في بنك الاستثمار "أبسا" على أن معدلات النمو في البلاد، خلال الربع الثالث على التوالي، يزيد من ضغوط قطاع الكهرباء بشدة.
اقرأ أيضًا..
- سعة محطات الكهرباء ذات الدورة المركبة في أميركا تواصل النمو (تقرير)
- محطة بيلشاتو البولندية نموذجًا.. كيف يُمكن تحويل محطات الفحم إلى الطاقة النظيفة؟
- بث مباشر لقمة المناخ كوب 27 في مصر.. متابعة لحظية من الطاقة