الغاز الجزائري يصعد بمخزونات إيطاليا لفصل الشتاء فوق المستهدف
سمر النجار
أسهمت إمدادات الغاز الجزائري إلى إيطاليا بدور حيوي في تأمين مخزونات روما قبيل موسم الشتاء، مع تراجع صادرات الغاز الروسي إليها.
وتعمل الحكومة الإيطالية على المضي قدمًا في تعزيز بنيتها التحتية اللازمة لاستقبال المزيد من إمدادات الغاز المسال، رغم الاعتراضات البيئية والمحلية.
وشكّل الغاز الجزائري أحد أهم مصادر الإمدادات البديلة التي توجهت إليها إيطاليا في إطار سياستها لتنويع مصادر الإمدادات بعيدًا عن موسكو في أعقاب غزوها لأوكرانيا.
الغاز الجزائري إلى إيطاليا
قالت شركة "سنام" الإيطالية، اليوم الأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، إن منشآت تخزين الغاز الإيطالية انتعشت بالغاز وأصبحت ممتلئة بأكثر من 95%.
يأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه إيطاليا لشتاء قد تكون فيه الإمدادات محدودة ومقيدة بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وكانت إيطاليا مستوردًا رئيسًا للغاز الروسي، لكنها انتقلت إلى مستقبل للعديد من الإمدادات ومن بينها الغاز الجزائري، مع ملء صهاريج التخزين وتقليل الاستهلاك.
ووقّعت إيطاليا مع الجزائر عدة صفقات خلال العام الجاري، لزيادة الواردات عبر خط أنابيب "ترانسميد" الذي يمر عبر المتوسط.
وتسعى الجزائر وإيطاليا إلى تشغيل خط "ترانسميد" بكامل طاقته، لضمان قدر أكبر من المرونة في إمدادات الطاقة، ولتوفير كميات متزايدة من الغاز بصفة تدريجية بدءًا من عام 2022، من أجل الوصول إلى 9 مليارات متر مكعب من الغاز الإضافي سنويًا في 2023-2024.
ويستطيع خط "ترانسميد" نقل ما يصل إلى 32 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، ويُصدّر نحو 22 مليار متر مكعب فقط سنويًا، ما يعني أن هناك إمكانًا لضخ 10 مليارات إضافية.
بموجب الصفقات الجديدة من المتوقع أن تسجل صادرات الغاز الجزائري إلى إيطاليا زيادة بنحو 20% خلال العام الجاري (2022)، مقارنة بالمستويات التي استقبلتها روما في 2021.
وتوقعت مصادر أن تبلغ شحنات الغاز الجزائري إلى إيطاليا نحو 25.2 مليار متر مكعب في 2022، ارتفاعًا من 20.9 مليار متر مكعب في 2021.
تحقيق الهدف
أكد الرئيس التنفيذي لشركة "سنام" الإيطالية، ستيفانو فينيير، أن النتيجة التي تحققت تُعد ضرورية من أجل تأمين احتياجات فصل الشتاء المقبل.
وقال: "كان هدف الوصول إلى نسبة 90% عند بدء عمليات التخزين في يوليو/تموز الماضي يبدو تحديًا كبيرًا"، حسبما ذكرت رويترز.
وأوضحت "سنام"، في بيانها، أن الغاز الذي خُزّن يكفي لتوفير نحو 25-30% من الطلب اليومي لشهر يناير/كانون الثاني المقبل.
ومن جانبه، أوضح كبير الباحثين الإيطاليين في معهد الدراسات السياسية الدولية، ماتيو فيلا، أن ارتفاع درجات الحرارة خلال أكتوبر/تشرين الأول مقارنة بمثيلاتها في الأعوام الماضية دعم عمليات ترشيد الاستهلاك.
وقال: "إيطاليا كانت دافئة بصورة غير معتادة في الشهر الماضي، ما يعني أنها وفرت نحو 800 مليون متر مكعب من الغاز، مقارنة باحتياجاتها قبل عام".
وأضاف أن ترشيد استهلاك إيطاليا أسهم في توفير نحو 910 ملايين يورو (907 ملايين دولار)، وفقًا لأسعار الغاز المتداولة في الربع الرابع من العام الجاري.
صادرات الغاز الروسي إلى إيطاليا
تعمل شركة إيني الإيطالية على تأمين مصادر إمدادات بديلة عن الغاز الروسي الذي تراجع بصورة كبيرة خلال المدة الأخيرة.
ويشكّل الغاز الروسي -حاليًا- نحو 10% من الواردات الإيطالية، انخفاضًا بنحو 40% قبل غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.
وتستهدف شركة "إيني" لتوفير إمدادات بديلة تزيد قليلًا على 50% من حجم إمدادات موسكو، بدءًا من فصل الشتاء المقبل، ويزيد هذا المعدل تدريجيًا، وفقًا لمنصة الطاقة المتخصصة.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية، كلاوديو ديسكالزي، أكد في تصريحات صحفية سابقة، أن إمدادات الغاز من الجزائر والنرويج توفّر شتاءً دافئًا لروما إذا كانت درجات البرودة في نطاقها المعتاد.
وأضاف أن توافر مخزونات الغاز بنسبة 90% بجانب تدفقات الغاز الجزائري والنرويجي عبر شركة "إيني" يؤمّنان لإيطاليا إمدادات بديلة عن تدفقات موسكو.
إنتاج الغاز الإيطالي
من جهة أخرى، أكد وزير الصناعة الإيطالي، أدولفو أورسو، أن بلاده تخطط لمضاعفة إنتاجها الوطني من الغاز من 3 مليارات متر مكعب حاليًا إلى 6 مليارات متر مكعب سنويًا، في محاولة أخرى لخفض الإمدادات الروسية.
وقال وزير الصناعة الإيطالي لصحيفة "إل ماسجيرو" الإيطالية: "أحد أهدافنا هي تطوير خطة تجعلنا في أسرع وقت ممكن أقل اعتمادًا، وتحولنا بعد ذلك إلى مركز للطاقة في البحر الأبيض المتوسط"، وفقًا لما نقلته رويترز.
وأضاف أن "الحكومة الإيطالية ستسمح -أيضًا- بحفر بحري جديد في البحر الأدرياتيكي (أحد فروع البحر المتوسط)"، مشددًا على أن "روما تسعى للاستغلال الكامل لاحتياطيات الغاز البحرية لتنويع مصادر الطاقة".
يأتي ذلك بالتزامن مع مواصلة العمل على قدم وساق، من أجل إنهاء أعمال تثبيت وحدة عائمة لإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز طبيعي في "بيومبينو" بحلول ربيع عام 2023.
ويمكن للوحدة معالجة 5 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا، لكن معارضة السلطات المحلية تشكّل خطرًا يهدد بتأخير عملياتها.
موضوعات متعلقة..
- تعتمد على الغاز الجزائري.. هل تصبح أيبيريا قوة جديدة للطاقة في أوروبا؟ (تقرير)
- صفقة الغاز الجزائري إلى إيطاليا مهددة بالفشل.. و3 اجتماعات داخل سوناطراك
- نقص الغاز الروسي يهدد إيطاليا بركود اقتصادي حاد خلال 2023
اقرأ أيضًا..
- توليد الكهرباء من الغاز في أميركا يهبط لأول مرة في 4 سنوات (تقرير)
- توقعات مزيج الطاقة العالمي بحلول 2045.. النفط المصدر الرئيس (إنفوغرافيك)