طاقة الرياح البحرية في أستراليا تنتعش باستثمارات دنماركية
عمرو عز الدين
تستعد شركة أورستد الدنماركية العملاقة لضخّ استثمارات ضخمة بقطاع طاقة الرياح البحرية في أستراليا، من خلال إنشاء أول مشروعاتها في منطقة غيبس لاند بولاية فيكتوريا.
وقالت الرئيسة التنفيذية لشركة أورستد، بيرميغرينت كريستينسن، المسؤولة عن منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إن شركتها تترقب الفرص الاستثمارية في أستراليا منذ سنوات عديدة، لا سيما في قطاع الرياح البحرية.
وأضافت كريستينس أن شركتها تولي اهتمامًا كبيرًا لقطاع طاقة الرياح البحرية في أستراليا، بالإضافة إلى فرص الاستثمار في طاقة الرياح البرية والطاقة الشمسية، والهيدروجين الأخضر، وفقًا ما نشر موقع رنيو إيكونومي الأسترالي المحلي المتخصص (Renew Economy).
وتتوقع المسؤولة أن تؤدي الشركة الدنماركية دورًا قويًا بقطاع الطاقة المتجددة في أستراليا، استنادًا إلى خبرتها الكبيرة وسجلها الحافل بالإنجازات في هذه المجالات، منذ تسعينيات القرن الماضي.
مشروع بقدرة غيغاواط
تخطط أورستد -وهي أكبر شركات الاستثمار في إنتاج طاقة الرياح في العالم- لإنجاز مشروعات طاقة الرياح البحرية في أستراليا، بقدرة 1 غيغاواط، في منطقة غيبس لاند البحرية بولاية فيكتوريا.
ولم يُعلَن هذا المشروع رسميًا حتى الآن، وتقول الشركة، إنها تتوقع إعلانه قريبًا، تمهيدًا لبدء إجراء دراسات الجدوى الأولية.
كما تخطط الشركة لافتتاح أول مكتب دائم لها في العاصمة الأسترالية ملبورن، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتنضم أورستد إلى مجموعة من اللاعبين الدوليين الكبار الذين يتنافسون على فرص طاقة الرياح البحرية في أستراليا، مثل شل.
كما تضم القائمة شركات: إكينور، ماكيوريا غروب سوريو، فينا إنرجي، إضافة إلى بعض الشركات الصغيرة والناشئة في هذا المجال، مثل أوشين إي إكس، فلوتنغ إنرجي، بلوفلوت، وغيرها.
20 مشروعًا مقترحًا
يبلغ عدد مشروعات طاقة الرياح البحرية في أستراليا، المطروحة حتى الآن، نحو 20 مشروعًا، بطاقة متوقعة 50 غيغاواط، تقع أغلبها بولاية فيكتوريا.
وتستهدف ولاية فيكتوريا إنتاج 2 غيغاواط من الكهرباء عبر طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2032، كما تخطط لتوليد 4 غيغاواط بحلول 2035، و9 غيغاواط أخرى بحلول عام 2040.
وتسيطر الرياح البحرية على نسبة 95% من خطط الولاية الطموحة للاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بأنواعها المختلفة.
وحددت الحكومة الفيدرالية 5 مناطق رياح بحرية أولية لاستغلالها في مشروعات طاقة الرياح، معظمها يقع حول ولاية فيكتوريا، وولاية نيو ساوث ويلز.
وتعدّ ولاية فيكتوريا من أكبر الولايات التي تشهد مشروعات متجددة، أبرزها استثمارات طاقة الرياح البحرية في أستراليا، وسط خطط رسمية تستهدف التخلص من محطات الكهرباء العاملة بالفحم نهائيًا بحلول عام 2035.
وأعلنت الولاية في أكتوبر/تشرين الأول (2022) خططًا استثمارية تستهدف إنفاق 9 مليارات دولار على مشروعات طاقة الرياح البرية.
وتشمل الخطط 4 مليارات دولار لمشروعات الطاقة الشمسية على الأسطح، بالإضافة إلى 2.2 مليار دولار لمشروعات البطاريات والتخزين حتى 2040، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتدرس الحكومة الأسترالية الفيدرالية التوسع في تحديد مناطق بحرية أخرى بمناطق تسمانيا وجنوب وغرب أستراليا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
قدرات أورستد في الطاقة المتجددة
تعدّ غيبس لاند محور المنافسة الحالي على 5 مشروعات، أحدها في الجنوب بطاقة توليدية 2.2 غيغاواط، والآخر أعلنته شركة فينا السنغافورية -مؤخرًا- بطاقة 2 غيغاواط.
وأطلقت أورستد هذا الأسبوع مشروعًا مشتركًا مع شركة كوبنهاجن إنفراستراكشر بارتنرز المالك الأكبر لمشروع (ستار أوف سوز) لتطوير 5.2 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية في المياه الدنماركية.
وتمتلك أورستد 13 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية قيد التشغيل، وتخطط لمضاعفتها إلى 30 غيغاواط بحلول 2030.
وتشتكي رئيسة الشركة من ارتفاع تكاليف الصناعة على مستوى العالم، بسبب ارتفاع أسعار الصلب، أحد المواد الرئيسة لمشروعات الرياح البحرية.
كما تشتكي من ارتفاع أسعار الفائدة حول العالم، بما يرفع التكلفة المالية للشركات العاملة في هذا المجال الحيوي المطلوب عالميًا، في إطار خطط التحول المناخي والحياد الكربوني لعام 2050.
وبدأت أورستد إنشاء أول مزرعة رياح بحرية في العالم عام 1991، وتستحوذ الآن على قرابة 30% من حجم هذه الصناعة عالميًا.
وتخطط الشركة لزيادة استثماراتها في مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر (باور تو إكس)، أملًا في أن تحتلّ مكانة بارزة بدعم الصناعات الثقيلة والنقل الثقيل بمصادر طاقة نظيفة بديلًا عن مصادر الوقود الأحفوري الحالية.
استثمارات بقيمة 57 مليار دولار
أعلنت أورستد في يونيو/حزيران (2021) خططًا طموحة لضخ استثمارات بقيمة 350 مليار كرونة دنماركية (57.37 مليار دولار أميركي) خلال الـ7 سنوات المقبلة، للتوسع في مجالات الطاقة المتجددة بأنواعها المختلفة، ومن بينها طاقة الرياح البحرية في أستراليا.
وتستهدف أورستد الوصول بقدرات الطاقة المتجددة إلى 50 غيغاواط بحلول عام 2030، لتسريع متوسط الاستثمارات السنوية بنسبة 50%، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتتوقع الشركة إنتاج 30 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية، و17.5 غيغاواط من الرياح البرية والطاقة الشمسية الكهروضوئية.
كما تستهدف 2.5 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة الأخرى، بما في ذلك الكتلة الحيوية المستدامة، والهيدروجين المتجدد، والوقود الأخضر.
وتركز استثمارات الشركة على مشروعات طاقة الرياح البحرية بنسبة 80% من إجمالي المخصصات، بينما ستذهب 20% لمشروعات طاقة الرياح البرية.
اقرأ أيضًا..
- واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال الأميركي تواجه خطرًا في 2023 (تقرير)
- حظر المنتجات النفطية الأميركية قد يمثل تحديًا للمصافي المحلية والعالمية (تقرير)
- وزير الطاقة الأردني: نخطط لإنتاج الهيدروجين وتصديره.. وهذه تفاصيل دعم الألواح الشمسية (حوار)