جنوب أفريقيا تحتاج إلى 53 غيغاواط من الطاقة النظيفة للاستغناء عن محطات الفحم
محمد خلف
تسعى جنوب أفريقيا جاهدة إلى إحدات تحولات كبيرة في مزيج الكهرباء الوطني من خلال التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، من أجل التخلص من محطات الفحم التي تُعد أحد المسببات الرئيسة للانبعاثات حول العالم.
وفي هذا الإطار، تسعى البلد الأكثر تصنيعًا في القارة السمراء للعمل بوتيرة عالية بنحو 9 مرات عن ذي قبل، لإحلال الطاقة المتجددة والنظيفة عوضًا عن استخدام الفحم في توليد الكهرباء.
وتحتاج جنوب أفريقيا إلى 53 غيغاواط من الطاقة النظيفة بحلول 2032، لتعويض محطات الفحم، والوصول إلى مستوى آمن من الإمدادات.
وبدأت حكومة كيب تاون في 2011 شراء الطاقة النظيفة من منتجين مستقلين، ولم تحقق شركة إسكوم الحكومية سوى 6 آلاف و100 ميغاواط منذ ذلك الحين.
تأهيل مرافق الكهرباء
تُنقل الكهرباء من مولدات إسكوم -التي تقع معظمها في الشمال الشرقي الغني بالفحم في جنوب أفريقيا- عبر خطوط نقل طويلة، التي توزعها إلى بقية البلاد.
ووصل انقطاع الكهرباء إلى مستويات قياسية في العام الجاري (2022)، ما عمل على تقليص الاقتصاد، ويتضمّن تحول الكهرباء في البلاد إعادة تأهيل المرافق الكهربائية للاعتماد على الطاقة المتجددة.
وظهرت المشكلات المرتبطة بالتحول إلى الطاقة المتجددة، إذ لم تتمكن البلاد من إغلاق محطات الفحم، نتيجة ارتفاع التكاليف.
دعم تحول الطاقة
من جهة أخرى، سيمنح صندوق الاستثمار في المناخ، التابع للبنك الدولي، جنوب أفريقيا وإندونيسيا معًا نحو مليار دولار، للتخلص من محطات توليد الكهرباء يالفحم.
ويأتي التمويل في إطار دعم الصندوق للدول التي تعاني نقصًا في الموارد لمكافحة آثار تغير المناخ، وتسريع التحول إلى اقتصاد خالٍ من الانبعاثات الكربونية.
وتعمل إندونيسيا وجنوب أفريقيا على استبدال مرافق للطاقة المتجددة ببعض محطات الفحم، في محاولة منهما لتقليل انبعاثات الاحتباس الحراري، وفق ما نشر موقع بلومبرغ.
وأكد صندوق الاستثمار في المناخ -في بيان الخميس 27 أكتوبر/تشرين الأول- أنه خصّص 500 مليون دولار أميركي لكل منهما، في صورة تمويل منخفض التكلفة.
وستُسهم الأموال في إغلاق محطات الفحم، واستبدال محطات طاقة متجددة وأنظمة تخزين بطاريات بها.
انبعاثات الكربون
تحتل جنوب أفريقيا المرتبة الـ13 في العالم في إنتاج الغازات المسببة للاحتباس الحراري، إذ تأتي 45% من انبعاثات البلاد السنوية البالغة 452 مليونًا عن طريق محطات الفحم.
ويعاني البلد الأفريقي انقطاع التيار الكهربائي بصورة منتظمة، ويأتي معظم التوليد من المحطات المستخدمة للفحم، التي تُشغلها شركة إسكوم.
ومن جانبها، قالت وزيرة الغابات ومصايد الأسماك والبيئة في جنوب أفريقيا، باربرا كريسي، إن البلاد تحتاج خلال السنوات الـ8 المقبلة إلى 60 مليار دولار أميركي من الاستثمارات لإحداث التحول عن استخدام الفحم.
وعلى مستوى جنوب أفريقيا سيقلّل التمويل نحو 71 مليون طن مكافئ من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل إبعاد 14 مليون سيارة تعمل بالبنزين عن الطرقات لمدة عام.
وأشارت كريسي إلى أن الأموال المخصصة جزء من حزمة 2.6 مليار دولار، تُجمع من مصادر عامة وخاصة، من جانب الحكومة للمساعدة في دفع تكاليف انتقال الطاقة النظيفة.
وفي سبيل تقليل الانبعاثات الكربونية، والتحول عن الفحم، تحتاج جنوب أفريقيا إلى ما يقرب من 166 مليون لوح شمسي، لضمان الانتقال السريع.
موضوعات متعلقة..
- مافيا الفحم في جنوب أفريقيا يكشفون كواليس عصابات السرقة وتورط الأمن
- جنوب أفريقيا تسعى للحصول على تمويل بـ27 مليار دولار لوقف محطات الفحم
اقرأ أيضًا..
- قروض الطاقة الشمسية السكنية في أميركا تواجه خطر ارتفاع الفائدة (تقرير)
- الطاقة المتجددة في السعودية.. مشروعات جديدة بـ5 مدن (إنفوغرافيك)