إمدادات النحاس قد ترتفع 9.7 مليون طن خلال 10 سنوات
لتحقيق الحياد الكربوني
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
يتطلب التحول إلى الطاقة النظيفة تعزيز إمدادات النحاس عالميًا، لتلبية الطلب المتزايد من السيارات الكهربائية ومصادر الطاقة المتجددة، خاصة أنه موصل جيد للكهرباء.
وترى شركة الأبحاث وود ماكنزي، في تقرير حديث، أن تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن (2050)، يتطلب ضخ 9.7 مليون طن من إمدادات النحاس عبر مشروعات جديدة على مدى الـ10 سنوات المقبلة.
وتمثّل إمدادات النحاس وغيره من المعادن تحديًا كبيرًا لتحقيق أهداف الحياد الكربوني، مع الحاجة إلى استثمارات تتجاوز الـ20 مليار دولار سنويًا، بحسب التقرير الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
أسعار النحاس
تصل قدرة المشروعات المقترحة حاليًا إلى 17 مليون طن من الإنتاج السنوي للنحاس، وهو ما يقرب من ضعف الحجم المطلوب لخفض درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية.
ورغم ذلك، فإن بعض المشروعات لم تُطوَّر بعد؛ لأنها غير مجدية اقتصاديًا، وحتى التي تقدّم عائدًا جذابًا على الاستثمار تواجه عقبات أخرى، بحسب التقرير الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وترى مديرة الأبحاث في وود ماكنزي، إيليني جوانيدس، أن ارتفاع أسعار النحاس يجب يُشجع على منح الموافقات للمشروعات الجديدة وزيادة المعروض، ومع ذلك، فإن ظروف التنفيذ صعبة لتَزايُد العقبات السياسية والاجتماعية والبيئية أكثر من أيّ وقت مضى.
وتقدّر مؤسسة فيتش سوليوشنز زيادة إنتاج النحاس عالميًا بنحو 7.3 مليون طن بحلول 2031، ارتفاعًا من المستوى المتوقع للعام الجاري (2022) عند 21.9 مليون طن، مع توقعات ارتفاع الأسعار إلى 11.5 ألف دولار للطن بحلول العام نفسه.
وكانت أسعار النحاس في بورصة لندن قد تجاوزت حاجز 10 آلاف دولار للطن في مارس/آذار الماضي، مسجلة مستويات قياسية، قبل أن تتراجع لتحوم حول 7500 دولار للطن في الوقت الحالي.
الاستثمارات المطلوبة لتعزيز إمدادات النحاس
تتوقع وود ماكنزي الحاجة لاستثمارات بقيمة 23 مليار دولار سنويًا على مدى 30 عامًا، لتنفيذ مشروعات جديدة للنحاس، كي تلبي متطلبات الحياد الكربوني بحلول 2050.
وتتوافق توقعات الاستثمارات هذه مع المستويات، التي شوهدت سابقًا فقط لمدّة محدودة من عام 2012 إلى عام 2016، في أعقاب دورة ارتفاع السلع، لكن ضغوط التكلفة والكميات الكبيرة المطلوبة لدعم تحوّل الطاقة تؤثّر في السعر المحفّز للصناعة.
وفي ظل سيناريو خفض الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية بحلول 2050، فإن سعر النحاس اللازم لتلبية الطلب يبلغ 9370 دولارًا للطن، مقارنةً مع 7716 دولارًا للطن، بموجب توقعات الحالة الأساسية.
وفضًلا عن المشروعات الجديدة، فإن استثمارات إعادة التدوير مهمة للغاية في تعزيز إمدادات النحاس، مع توقعات بأن تُسهم هذه العملية بنحو 45% من الاستهلاك العالمي، ارتفاعًا من الثلث حاليًا.
الطلب على النحاس من التقنيات النظيفة
يعادل الطلب على النحاس من قبل التقنيات منخفضة الكربون 60% من حجم السوق الحالي على مدار الـ20 عامًا المقبلة، بقيادة المركبات الكهربائية، التي تمثّل وحدها 55% من هذا الطلب.
وبحسب مؤسسة ستاندرد آند بورز غلوبال، من المتوقع أن يبلغ الاستهلاك العالمي للنحاس 53 مليون طن بحلول 2050، ارتفاعًا من 25 مليون طن في الوقت الحالي.
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على هذا المعدن من قبل طاقة الرياح والطاقة الشمسية بنحو 1 و1.1 مليون طن سنويًا، في ظل سيناريو الحياد الكربوني بحلول 2050، وفقًا للتقرير.
وفي النهاية، يحتاج تحول الطاقة إلى استثمارات منسّقة في المعادن كافة خلال الـ10 سنوات المقبلة، وليس النحاس وحده، حسب وود ماكنزي.
موضوعات متعلقة..
- عجز إمدادات النحاس يهدد الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية
- استخلاص النحاس قد يكون كلمة السر في صناعة الطاقة الشمسية (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- سعة تخزين الكهرباء عالميًا قد ترتفع 15 مرة بحلول 2030 (تقرير)
- إنتاج الغاز الطبيعي وصادراته في أميركا يرتفعان لمستوى قياسي (تقرير)