تسير موزمبيق بخطى ثابتة لترسيخ مكانتها ضمن قائمة مصدّري الغاز في العالم؛ حيث تستعد لتصدير أول شحنة غاز مسال إلى أوروبا خلال الأيام المقبلة.
وفي هذا الصدد، قالت هيئة تنظيم النفط في البلاد، اليوم الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، إن تصدير أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا من منصة كورال سول العائمة التي تديرها شركة إيني سيكون في وقت لاحق من هذا الشهر، أو بحلول مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني، حسب وكالة رويترز.
ووفقًا لشركة ويليغنس إنرجي أناليتكس، وصلت ناقلة الغاز المسال التابعة لشركة النفط البريطانية بي بي "بريتيش سبونسور" إلى شمال موزمبيق، لنقل أول شحنة غاز مسال في البلاد.
وتعاقدت الشركة البريطانية لتسويق الغاز من مشروع منصة كورال سول حصريًا لمدة 20 عامًا؛ حيث من المتوقع إنتاج 3.4 مليون طن من الغاز المسال سنويًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
تعزيز الإمدادات إلى أوروبا
تأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه القارة العجوز المتعطشة لموارد الطاقة إلى تنويع الإمدادات وتعزيزها.
وأوضح معهد النفط الوطني في موزمبيق (آي إن بي) أن أول شحنة غاز مسال ستتجه للأسواق الأوروبية، ولا سيما أن شركة النفط البريطانية ملتزمة بنقل الغاز إلى أوروبا.
وستساعد شحنات الغاز المسال الجديدة في التخفيف من وطأة الأزمة في سوق الغاز المسال العالمية، ونقص الغاز في أوروبا، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وقرار موسكو خفض الإمدادات إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وفي أغسطس/آب (2022)، خطط الاتحاد الأوروبي لتأمين مشروعات الغاز في موزمبيق، وزيادة الدعم المالي لبعثة عسكرية بمقدار 5 أضعاف.
كما تسعى شركة توتال إنرجي الفرنسية لتجاوز كل العقبات التي تواجهها في البلاد، وتخطط لبدء إنتاج الغاز في عام 2024 وإسالته للتصدير إلى أوروبا وآسيا.
إنتاج الغاز المسال
في إطار أنشطتها الاستكشافية قبالة ساحل موزمبيق، اكتشفت شركة إيني الإيطالية حقل كورال ساوث في عام 2012، واتخذت قرارها الاستثماري النهائي في عام 2017.
وتعهّدت الشركة ببدء إنتاج الغاز باستخدام محطة غاز مسال عائمة بعد 5 سنوات.
وتمكّنت الشركة الإيطالية من الالتزام بالجدول الزمني رغم أزمة الوباء وسلاسل التوريد؛ بفضل إستراتيجيات المسار السريع بقيادة الرئيس التنفيذي كلاوديو ديسكالزي.
وستسهم الصادرات في تعزيز اقتصاد موزمبيق، وتدفق مليارات الدولارات لتطوير حقول الغاز البحرية في حوض روفوما بالمياه العميقة.
مخاوف المستثمرين
رغم التطورات التي تشهدها البلاد؛ فقد أثارت حركات التمرد المرتبطة بتنظيم داعش مخاوف المستثمرين؛ فقد أعلنت شركة النفط الفرنسية توتال إنرجي، العام الماضي (2021)، القوة القاهرة في مشروعها للغاز المسال، الذي تبلغ تكلفته 20 مليار دولار، وسط تزايد الهجمات في شمال إقليم كابو ديلغادو.
وقال البنك الدولي إن الصراع المستمر منذ 5 سنوات أودى بحياة أكثر من 4 آلاف شخص، وشرد قرابة مليون مواطن.
ومع بدء إنتاج الغاز المسال، يتوقع البنك تسارع نمو الاقتصاد في موزمبيق على المدى المتوسط، بمعدل 5.7% خلال عامي 2022 و2024.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي، باتريك بويانيه، إنه يأمل في استئناف العمل في مشروع "أفونغي"، خلال العام الجاري، في أثناء زيارته إلى موزمبيق في يناير/كانون الثاني (2022)، رغم أن معهد النفط الوطني أشار إلى عودة الشركة خلال العام المقبل (2023) بناءً على تقييمات الوضع الأمني.
وأعرب معهد النفط الوطني عن ارتياحه إزاء تحسن الأوضاع والاستقرار في إقليم كابو ديلغادو، متوقعًا عودة شركة إكسون موبيل إلى مشروعها في مطلع عام 2023.
ومن المتوقع أن يطلق معهد النفط الوطني جولة تراخيص جديدة للنفط والغاز العام المقبل، ويستعد للإعلان عن الفائزين بالمناقصة الحالية في 30 ديسمبر/كانون الأول (2022).
اقرأ أيضًا..
- إنتاج الغاز الطبيعي وصادراته في أميركا يرتفعان لمستوى قياسي (تقرير)
- تركيا تصف موقف أميركا من السعودية بعد قرار أوبك+ بالتنمر
- كيف دعّمت سياسة بايدن أسعار النفط أكثر من قرارات أوبك+؟ (تقرير)