أخبار الغازرئيسيةعاجلغاز

سفن الغاز المسال قد تغيّر وجهتها بعيدًا عن أوروبا بسبب أزمة التفريغ

دينا قدري

تواجه عشرات السفن المحمّلة بالغاز المسال أزمة في تفريغ حمولتها قبالة سواحل أوروبا، ما قد يدفعها إلى البحث عن موانٍ بديلة خارج القارة العجوز.

فقد كشف وصول العديد من الشحنات عن افتقار أوروبا إلى قدرة "إعادة تغويز الغاز"، إذ تعمل المحطات -التي تحول الوقود المنقول بحرًا إلى غاز- بأقصى حد.

هذا الوضع أجبر مشغلي شبكة الغاز في إسبانيا للتحذير من أنهم قد يضطرون إلى تعليق التحميل، للتعامل مع هذا "الوضع الاستثنائي"، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

يأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه القارة إلى تأمين إمدادات بديلة للوقود الروسي، في أعقاب العقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزو أوكرانيا.

أزمة في محطات إعادة تغويز الغاز

أفادت وكالة رويترز بأن هناك أكثر من 35 سفينة محملة بالغاز المسال تتحرّك قبالة إسبانيا وحول البحر الأبيض المتوسط، مع ما لا يقل عن 8 سفن راسية قبالة خليج قادس وحده، بحسب تجار ومحللين ومصادر في محطات الغاز المسال.

وأضافت أن إسبانيا تقدّم إلى الشحنات 6 مواقع فقط في محطات إعادة تغويز الغاز هذا الأسبوع، أي أقل من خُمس عدد السفن التي تصطف في طابور قبالة سواحلها، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن جانبها، قالت شركة إنغاز -المشغلة لشبكة الغاز الوطنية الإسبانية- إنها قد تضطر إلى رفض تفريغ الغاز المسال بسبب الطاقة الزائدة في محطاتها، في بيان صدر في وقت متأخر من يوم الإثنين بعنوان "إعلان عن وضع تشغيلي استثنائي".

وأوضحت أنه من المتوقع أن تظل مستويات الإشغال العالية في محطات إعادة تغويز الغاز في البلاد على الأقل حتى الأسبوع الأول من نوفمبر/تشرين الثاني.

وتمتلك إسبانيا أكبر سعة لإعادة تغويز الغاز في الاتحاد الأوروبي، إذ تمثّل 33% من إجمالي الغاز المسال، و44% من سعة تخزينه.

أعلى مستويات للتخزين العائم

قال الرئيس التنفيذي لشركة فليكس إل إن جي مانجمنت، أويستين كاليكليف: "مستويات التخزين العائم في شحن الغاز المسال تُعد الأعلى منذ أي وقت مضى، مع أكثر من 2.5 مليون طن بقليل".

وأضاف أن النقص في محطات إعادة تغويز الغاز، أو خطوط الأنابيب التي تربط الدول التي لديها تلك المرافق بالأسواق الأوروبية الأخرى، يعني أنه لا يمكن استخدام الغاز المسال العائم في البحر.

وقال محلل الغاز الطبيعي المسال في شركة استخبارات البيانات "أي سي إس إس"، أليكس فرولي: "لقد رأينا عددًا كبيرًا من الشحنات تنتظر في الخارج في جنوب إسبانيا أو تدور في البحر المتوسط، بالإضافة إلى بعض الشحنات التي تنتظر خارج المملكة المتحدة".

وتفاقمت الاختناقات بسبب انخفاض الطلب الصناعي، في ظل تباطؤ الاقتصاد الأوروبي، وكذلك الاستهلاك المحلي الأقل من المتوقع في إسبانيا، بسبب الطقس الحار بشكل غير معتاد.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- واردات أوروبا من الغاز المسال منذ بداية عام 2022 حتى شهر مايو/أيار:

واردات الغاز المسال

أسعار الغاز المسال

أكد المحلل أليكس فرولي أن سببًا آخر للازدحام هو أنه من المتوقع أن ترتفع الأسعار مع اقتراب فصل الشتاء، ويزيد الطلب على التدفئة.

لذلك، تنتظر بعض السفن بيع شحناتها بسعر أعلى يمكن أن يعوّض تكاليف الشحن الإضافية التي تكبدتها نتيجة الانتظار في البحر.

ويُعَد سعر شحنة الغاز الطبيعي المسال التي جرى تسليمها في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني أو أوائل ديسمبر/كانون الأول، أعلى بنحو دولارين/مليون وحدة حرارية بريطانية من الأسعار الحالية.

وقال فرولي: "هذه الإستراتيجية تعمل جزئيًا، لأن بعض الشركات لديها مرونة في أعمال الشحن الخاصة بها بسبب انقطاعات مثل إغلاق محطة فريبورت الأميركية".

وأضاف: "إذا جرى إنتاج المزيد من الشحنات، فقد لا تتمكن الشركات من ترك سفنها تنتظر طويلًا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق