قادة ومتخصصون: النفط والغاز في أفريقيا أمل القارة للتخلص من الفقر
نوار صبح
مع تصاعد أزمة الطاقة العالمية، توجهت الأنظار إلى مشروعات النفط والغاز في أفريقيا، بصفتها الملاذ الآمن لتأمين الإمدادات وأداء دور في تنويع مصادر إمدادات أوروبا بعيدًا عن الوقود الروسي.
في مؤتمر أسبوع النفط الأفريقي لهذا العام، الذي عُقِد قبل أيام في مركز كيب تاون الدولي للمؤتمرات، بجنوب أفريقيا، أجمع قادة الطاقة الأفارقة عزمهم استخدام موارد النفط والغاز في أفريقيا للارتقاء بشعوبها وتحقيق التنمية.
وأكد المشاركون في المؤتمر أهمية الطاقة منخفضة الكربون بدعم مزيج الطاقة الجديد لخدمة أهداف التنمية الاجتماعية لأفريقيا.
تجمع وزراء الطاقة الأفارقة
شهدت هذه المناسبة استقبال وزير الموارد المعدنية والطاقة في جنوب أفريقيا غويدي مانتاشي، أكثر من 30 وزيرًا للطاقة من جميع أنحاء القارة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال الوزير مانتاشي، إنه لا يمكن فصل فقر الطاقة في أفريقيا عن أهمية التحول إلى الطاقة النظيفة.
وأوضح الحاجة إلى مزيج من الطاقة للحفاظ على التنمية، مشيرًا إلى وجود إجماع على ضرورة التحول نحو خفض انبعاثات الكربون.
وأكد أن هذا الجدل حُسِم، وأن المشكلة الحقيقية تكمن في تفاصيل تحول الطاقة، إذ تعوّل دول القارة على النفط والغاز في أفريقيا لأداء دور محوري في إستراتيجيات تحول الطاقة.
ودعا إلى أن يكون تحول الطاقة في أفريقيا منهجيًا، وأن يكون مرتكزًا على الناس، ويجب أن يولى الاهتمام للمجتمع، حسبما نشر موقع "ذي إنرجي ريببليك" (The Energy Republic).
نفاق الدول المتقدمة
سلّط متحدثون آخرون في مؤتمر أسبوع النفط الأفريقي لهذا العام الضوء على نفاق الدول المتقدمة، التي تطالب دول القارة بالتوقف عن تطوير مشروعات النفط والغاز في أفريقيا، في الوقت الذي أسهم فيه الوقود الأحفوري بتحقيق النمو والتطوير لهذه البلدان.
وقالت وزيرة الطاقة وتنمية المعادن الأوغندية روث نانكابيروا: "إن النفط والغاز في أفريقيا من الأصول التي نخطط لاستخدامها لانتشال شعبنا من الفقر".
وأضافت أن بعض أعضاء المجتمع الدولي يعارضون ذلك، إذ يبدو الأمر كما لو أنهم يطلبون من أفريقيا أن تكون فقيرة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت نانكابيروا، إن دعوة المجتمع الدولي لأفريقيا لتجنُّب تطوير مواردها الخاصة كانت مزعجة، بالنظر إلى أن القارة مسؤولة فقط عن 3,8% من انبعاثات الكربون العالمية.
وأعطى وزير الموارد المعدنية والطاقة في جنوب أفريقيا، في خطابه، مثال مقاطعة مبومالانغا في جنوب أفريقيا، إذ تعتمد مجتمعات بأكملها على صناعة الفحم.
وقال مانتاشي، إن وقف تعدين الفحم بالكامل سيعني الانهيار الفوري لأكثر من 10 مدن تعدين في المنطقة.
وقال وزير الموارد المعدنية والطاقة في جنوب أفريقيا، إن من واجب المستثمرين كسب المال، وليس لدينا مشكلة في ذلك، مضيفًا انه يجب عليهم إضافة قيمة إلى المجتمعات الأفريقية التي يعملون فيها.
الحاجة إلى تحول الطاقة
قال وزير الموارد النفطية السابق، المدير العام السابق لمجموعة النفط النيجيرية الدكتور إيمانويل إيب كاتشيكو، إن أفريقيا الوسطى بحاجة إلى تحول في مجال الطاقة.
ودعا إلى أن تهتم أفريقيا بمصالحها الخاصة، وأن يكون الأفارقة عادلين مع أنفسهم.
وفي تسليط الضوء على فرص الغاز الطبيعي، بيّن الدكتور كاتشيكو أنه لا يوجد وقت نضيّعه لأفريقيا، في التحرك لإطلاق العنان لمواردها من الطاقة.
وشجع كاتشيكو إستراتيجيات مثل تشكيل تحالفات مع منتجي الطاقة العرب، ودعم المنتجين المحليين، والتنويع في أعمال الطاقة النهائية، حسبما نشر موقع "ذي إنرجي ريببليك".
وتابع قوله: إنه "لا يجوز أن نسيّر أنفسنا وفقًا للعاطفة، يجب أن يكون تحول الطاقة لدينا مدفوعًا بالنزعة الأفريقية، بما يخدم مصالح شعوب أفريقيا على أفضل وجه".
يعدّ أسبوع النفط الأفريقي حدثًا رائدًا بمجال النفط والغاز في أفريقيا، إذ يجمع بين الحكومات وشركات النفط الوطنية والدولية والمستقلين والمستثمرين ومقدّمي الخدمات.
بدورها، قالت مفوضة البنية التحتية والطاقة في الاتحاد الأفريقي أماني أبو زيد، إنه سواء كان الأمر يتعلق بالإنصاف أو الوصول أو التنمية الاجتماعية، فإن أفريقيا بحاجة إلى التأكد من اختيارها لمصادر الطاقة التي هي في مصلحة القارة.
وأضافت أنه "يجب أن نتأكد من أننا نحن من نضع الخطة الأفريقية ولا نتبع خطة شخص آخر بشكل أعمى"، إذ ترى أن أفريقيا لم تكن أبدًا منكرًة لأزمة للمناخ، وأكدت الرغبة في العمل مع العالم ومن أجل العالم.
تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر أسبوع الطاقة الأفريقي يُعدّ منصة تواصل تدعم عقد الصفقات والمعاملات عبر أنشطة الاستكشاف والاستخراج الأفريقية، التي ستشكّل مستقبل القارة.
موضوعات متعلقة..
- النفط والغاز في أفريقيا.. بين أمل زيادة الاستثمارات و"كابوس" إزالة الكربون (تقرير)
- حرب أوكرانيا توجه أنظار أوروبا إلى النفط والغاز في أفريقيا (تحليل)
اقرأ أيضًا..
- أوبك تخفض تقديرات نمو الطلب على النفط في 2022 و2023
- الجزائر تدعو أوروبا إلى الاستثمار في الطاقة المتجددة (فيديو)
- أكبر صفقة في تاريخ صناعة النفط الإيرانية تشهد تطورات جديدة