6 دول في أوبك+ تكشف حقيقة ضغوط السعودية للموافقة على خفض الإنتاج
أحمد بدر
بعد قرار أوبك+ بخفض سقف إنتاج النفط، صعَّدت الولايات المتحدة من نبرتها الحادة تجاه السعودية، باتهامات أبرزها أن بعض الدول رضخت لإرادة المملكة بقبول الخفض بعد تعرضها لضغوط، وهو ما نفته أبرز دول التحالف.
وبادرت كل من الجزائر والكويت والعراق وسلطنة عمان والبحرين والإمارات إلى نفي الادّعاءات الأميركية، من خلال تصريحات أكدت أن خفض إنتاج النفط جاء بناءً على دراسة لأوضاع الأسواق العالمية، والحاجة إلى اتخاذ خطوة إيجابية تُوازن بين العرض والطلب في هذه الأسواق.
وكان تحالف أوبك+ قد أعلن خلال اجتماعه الأخير في 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري (2022) اتفاقه على خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا، بداية من شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وحتى نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول 2022، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
موقف الجزائر
خلاله لقائه الأمين العام لمنظمة البلدان المصدّرة للنفط "أوبك" هيثم الغيص، في الجزائر اليوم الأحد 16 أكتوبر/تشرين الأول، أكد وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب ثقته الكاملة في الأثر الإيجابي لقرار تحالف أوبك+ في دعم الأسواق العالمية، وفق ما جاء في بيان للوزارة على صفحتها بموقع "فيسبوك".
وقال عرقاب، خلال استقباله لأمين عام أوبك، إن قرار خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا سيؤدي إلى استعادة الاستقرار والتوازن في سوق النفط العالمية، لصالح الدول المنتجة وصناعة النفط والاقتصاد العالمي عمومًا.
وشدد الوزير الجزائري على أهمية القرار في مواجهة الشكوك التي طالت أسواق النفط العالمية خلال الأسابيع الماضية، لا سيما مع الارتباك الذي تشهده كثير من دول العالم، والذي أدى إلى تراجع الأسعار بشكل ملحوظ، وارتباك العرض والطلب.
نفي العراق والكويت
في مواجهة الادّعاءات الأميركية بخضوع دول أوبك+ لإرادة السعودية للموافقة على قرار خفض الإنتاج، قال وزير النفط العراقي إحسان عبدالجبار إسماعيل، إن الاتفاق سيحقق استقرار الأسواق العالمية، ويدعم أسعار النفط، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية عنه.
ورأى إسماعيل، بعد الاجتماع في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أن توازن الأسواق سيحدث، لأن الاجتماع الوزاري لدول التحالف اتخذ قراره بعد بحث التطورات والتحديات التي تواجه السوق العالمية، التي شهدت تراجعًا لأسعار النفط وحالة من الارتباك.
بدوره، أوضح وزير النفط الكويتي بالوكالة محمد الفارس -بعد يوم واحد من صدور قرار التحالف- أنه سينعكس بالإيجاب على أسواق النفط، إذ يلقي بمسؤولية كبيرة على الدول في متابعة تطورات الأسواق.
وأكد الفارس أن التحالف لم يتخذ قراره بقصد فرض السيطرة، وإنما من مبدأ الحرص على تحقيق توازن السوق وعدم الإضرار بمصالح المنتجين أو المستهلكين، مشددًا على أن جميع وزير التحالف الـ23 سيعملون على متابعة التطورات لاتخاذ الإجراءات المناسبة حسب الحاجة.
يشار إلى أن الوزير محمد الفارس كان ممثلًا لدولة الكويت في اجتماعات تحالف أوبك+، ولكنه غادر منصبه ليخلفه الدكتور حسين إسماعيل في التشكيل الوزاري الجديد.
البحرين وسلطنة عمان
أصدرت وزارة الطاقة والمعادن في سلطنة عمان بيانًا -اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- أكدت فيه أن قرارات أوبك+ تُتَّخَذ بناءً على اعتبارات اقتصادية بحتة، وحقائق العرض والطلب في الأسواق العالمية، والاستجابة لها بأسلوب موضوعي وعلمي.
وأكدت الوزارة، اليوم الأحد 16 أكتوبر/تشرين الأول، أن قرار التحالف الأخير بخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا يتّسق مع قراراته السابقة، إذ يستند إلى معطيات السوق ومتغيراتها، ورأت أن القرار يكتسب أهمية بسبب الحاجة إليه لطمأنة السوق و دعم استقراره.
وفي رسالة تنفي الادّعاءات الأميركية، شددت الوزارة على أن آليات عمل تحالف أوبك+ تقضي باتخاذ القرارات بالتوافق و بإجماع آراء كل الدول الأعضاء، وفق البيان الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
من جانبه، قال وزير النفط والبيئة البحريني الدكتور محمد بن مبارك بن دينه، إن قرار التحالف بخفض إنتاج النفط، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل 2022، جاء بالتوافق والإجماع بين جميع الدول الأعضاء فيه، بحسب بيان للوزارة على موقع "تويتر".
وأكد الوزير في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية، أن القرار قام على دراسة فنية مستفيضة متخصصة في أوضاع وتطورات الأسواق العالمية، ومن ثم فإنه يكتسب أهمية لتعزيز الأسواق بما يحقق المنفعة للاقتصاد العالمي عمومًا.
كما شدد الوزير على أن القرار جاء بناءً على اعتبارات اقتصادية بحتة، وقناعة تامة بالدراسة التي أجراها الفريق الفني بالتحالف، مؤكدًا أن الدول الأعضاء تحرص على اتخاذ القرارات التي تحقق استقرار الأسواق النفطية.
الإمارات تنحاز للسعودية
نفى نائب رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان ادّعاءات اتهمت بلاده بإبلاغ الولايات المتحدة رفضها لقرار أوبك+ بخفض إنتاج النفط بنحو مليوني برميل يوميًا.
وقال خلفان، إن بلاده ستنحاز إلى المملكة في حالة وضعها بموقف اختيار بين السعودية وأميركا، مشيرًا إلى أن هذه الاتهامات تأتي ممن لا تعجبهم الإمارات.
وأضاف: "أبوظبي لا تُخفي موقفها الداعم للمملكة، فهو موقف معلَن، والجميع يعلمون أن السعودي إماراتي، والإماراتي سعودي"، بحسب ما كتب على صفحته بموقع "تويتر".
موقف أميركا من السعودية
تُلقي الإدارة الأميركية باللوم على المملكة العربية السعودية بالوقوف وراء قرار تحالف أوبك+، خفض إنتاج النفط، إذ ادّعى المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي جون كيربي أن بلاده تلقّت إخطارات من دول في أوبك بأنها لم توافق على القرار، لكنها اضطرت لذلك.
وقال كيربي، إن أميركا تؤدي دورًا في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا من خلال تأسيس تحالف أشركت فيه السعودية، ولكن المملكة أبلغت واشنطن بعزمها خفض إنتاج النفط، وهو أمر يزيد الإيرادات الروسية، ويقلل من أثر العقوبات.
وهدد المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي بأن بلاده تعيد تقييم علاقتها مع السعودية، وستواصل دراسة موقفها تجاه مكافحة العدوان الروسي على أوكرانيا، في إشارة لتصريحات سابقة أطلقها الرئيس الأميركي جو بايدن، بشأن إعادة تقييم العلاقات مع المملكة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
اقرأ أيضًا..
- الطاقة الشمسية في قطر.. ماذا تعرف عن أحدث محطتين؟ (إنفوغرافيك)
- أنس الحجي: هذه حقيقة علاقة أوبك والخليج بأزمة البنزين في كاليفورنيا
- عاكسات الطاقة الشمسية في المنازل.. نصائح لاختيار الأفضل لك (تقرير)