أنس الحجي: هذه حقيقة علاقة أوبك والخليج بأزمة البنزين في كاليفورنيا
أحمد بدر
نفى مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، تورّط دول أوبك في أزمة البنزين بكاليفورنيا، التي تتفاقم بشدة خلال المدة الماضية.
وأوضح الحجي -في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، بعنوان "محاكمة دول أوبك وأزمة الطاقة في أميركا وأوروبا"- أن ولاية كاليفورنيا الأميركية تشهد أزمات متتالية خلال السنوات الأخيرة.
وقال الدكتور أنس الحجي، إن أزمة البنزين في كاليفورنيا واحدة من هذه الأزمات المتتالية في الولاية الأميركية، مثل الكهرباء والديزل والحرائق والمياه، وفي الوقت الحالي تشهد موجة جفاف قوية دفعت الشركات إلى الهرب منها مثل تويوتا وتيسلا وشركات التأمين والبنوك الكبرى.
حدة أزمة البنزين في كاليفورنيا
قال مستشار تحرير منصة الطاقة، إن أزمة البنزين في كاليفورنيا تتفاقم في ظل تخبط سياسات حكومة الولاية، إذ إن الأزمة بدأت مع إغلاق نحو 6 مصافٍ، إما بصورة كلية وإما بصفة جزئية، لأعمال الصيانة.
وأضاف: "أدى الإغلاق بسبب الصيانة إلى عجز شديد في إمدادات البنزين، لا سيما أنه كانت هناك إغلاقات دائمة في مصافٍ أخرى، ما خلق حالة من العجز في الطاقة التكريرية، فأصبحت هناك مشكلة كبيرة وارتفعت الأسعار بصفة ملحوظة".
وأوضح الحجي أن أسعار البنزين في بعض مناطق ولاية كاليفورنيا الآن، تتجاوز 3 أضعاف أسعار متوسط سعره المعلن في عدد من الولايات الأميركية الأخرى.
وتابع: "الحكومة في ولاية كاليفورنيا ديمقراطية، وحاكمها أيضًا، ويطمح في منافسة الرئيس جو بايدن على رئاسة الولايات المتحدة في الانتخابات المقبلة، لذلك يحاول أن يكون ملكيًا أكثر من الملكيين في العداء للنفط".
ولفت إلى أن إغلاق هذه المصافي الـ6 جزئيًا أو كليًا أدى إلى انتشار نظرية المؤامرة، وأن هناك تنسيقًا بين الشركات، ولكن الحقيقة يمكن تلخيصها في رسائل شركات المصافي إلى مصلحة الطاقة في كاليفورنيا، التي تسيطر على قطاع الطاقة بالكامل فيها بصلاحيات قوية.
وأردف: "ما حدث أن مصلحة الطاقة أرسلت إلى شركات المصافي في الولاية تطالبها بالإجابة عن مجموعة من الأسئلة، ولكنها -على خلاف ما كان متبعًا في الماضي- منحتها 24 ساعة فقط للإجابة عن هذه الأسئلة، وهو ما عدته الشركات أمرًا مقصودًا لإحراجها وإظهارها بشكل سيئ أمام الإعلام والشعب".
وفسّر الحجي هذه الخطوة، بأن حاكم كاليفورنيا مرشح الآن للانتخابات في الولاية ويمكن أن يخسر منصبه، لذلك فالحكومة هناك تستغل كل فرصة لتحسين صورتها في الانتخابات المقبلة من خلال تشويه سمعة الشركات.
اتهامات بالتآمر لشركات المصافي
قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن شركات المصافي فاجأت مصلحة الطاقة في كاليفورنيا بإرسال الأجوبة عن الأسئلة الموجهة إليها قبل الموعد المحدد وهو 24 ساعة، ومع ذلك اتهمت حكومة الولاية هذه الشركات بالتآمر مع بعضها.
وأوضح أن حقيقة الأمر أن إجراء هذه الشركات عمليات الصيانة بصفة منفصلة يؤكد عدم وجود تنسيق أو تآمر بينها، خاصة أنه في حالة وجود تواطؤ فإنه سيكون مكشوفًا وسيؤدي إلى السجن وغرامات ضخمة وغيرها من الإجراءات العقابية.
ولكن -بحسب الحجي- فإن الأسئلة التي وجّهتها مصلحة الطاقة إلى الشركات، كانت تتضمّن وجود معلومات لديها بشأن انخفاض الطاقة التكريرية للولاية، وطلبت من الشركات تفسير هذا الأمر وإبداء أسباب، فجاء الجواب صاعقًا من الشركات.
وأضاف: "ردّت الشركات قائلة إن القوانين التي وضعتها حكومة الولاية هي السبب في الانخفاض بعد تسببها في إغلاق عدد من المصافي، وأن الطبيعي أن المصافي التي تغلق أبوابها لن يكون لديها مخزون ولا طاقة استيعابية، لذلك فإن الرسم البياني سيكشف عن انخفاض ضخم، ولكن لا علاقة له بالشركات الموجودة".
ولفت إلى أنه بسؤال الشركات عن ارتفاع أسعار البنزين في كاليفورنيا عن بقية الولايات، كان الجواب -أيضًا- هو أن قوانين حكومة الولاية هي السبب، فهي التي أقرت أسعار الكربون وسياساته ذات التكلفة العالية جدًا، التي أدت إلى رفع الأسعار على الجميع.
كما أن -والكلام للحجي- البنزين في كاليفورنيا له مواصفات خاصة تختلف عن أنواع البنزين كافّة في الولايات الأخرى، ومن ثم فإنه في حالة حدوث أي أزمة أو إغلاق أي مصفاة لسبب ما، فلا يمكن شحن البنزين من أماكن أخرى.
لا علاقة لدول الخليج بالأزمة
قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن كل ما سبق يكشف أن أزمة البنزين في كاليفورنيا هي أزمة خاصة صنعها الديمقراطيون في الولاية الأميركية، ولا علاقة لدول الخليج أو منظمة أوبك بها.
وأوضح أن الديمقراطيين صنعوا الأزمة من خلال وضع مجموعة من القوانين والقواعد والقرارات ظنوا أنها ستساعدهم في الانتخابات المقبلة، ولكن وصل الأمر الآن إلى أن حاكم كاليفورنيا نفسه يتراجع عن مجموعة من هذه القوانين، التي وجد أنها خلقت أزمة وفاقمتها.
وأعطى حاكم كاليفورنيا استثناءات للمصافي الموجودة من القوانين البيئية، لتتحول من إنتاج البنزين الصيفي لإنتاج نظيره الشتوي، وهو ذو مواصفات أقل وأكثر تلويثًا للبيئة وبالتالي أسعاره أقل، ما قد يُسهم في حل أزمة البنزين في كاليفورنيا.
اقرأ أيضًا..
- متى يستخرج لبنان الغاز من مياهه الإقليمية؟.. خبير أوابك يُجيب
- أميركا تلوح بالكونغرس ضد السعودية بعد قرار أوبك+.. والمملكة ترد
- الجزائر تدرس تصدير الكهرباء إلى أوروبا عبر خطوط تحت البحر (فيديو)
- أول رد رسمي من السعودية على التصعيد الأميركي بسبب أوبك+