أزمة الوقود في فرنسا تدفع الحكومة لإعادة تشغيل المستودعات قسريًا
في تحدٍّ للنقابات العمالية
الطاقة
دفعت أزمة الوقود في فرنسا حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى إصدارها أوامر لبعض العاملين في أحد المستودعات التابعة لشركة إكسون موبيل بالعودة إلى العمل، في محاولة لتأمين إمدادات البنزين.
ووصف العديد من المتابعين الإجراء بأنه خطوة من شأنها تصعيد الأزمة مع النقابات العمالية، التي دخلت في إضراب منذ أكثر من أسبوعين بسبب مطالب متعلقة بزيادة الأجور، لمواجهة معدلات التضخم، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
إعادة العمال قسريًا
قالت الحكومة، إنها ألزمت بعض الموظفين في مستودع جرافينشون بورت جيروم التي تديره شركة إكسون موبيل باستئناف العمل، على الرغم من أن إضراب الكونفدرالية العامة للشغل لا يزال مستمرًا.
وطلبت الكونفدرالية العامة للشغل دعمًا من العمال في قطاعات أخرى، إذ كانت هناك مؤشرات على حدوث ذلك، بعد أن ذكر ممثل لنقابة عمالية أن بعض العاملين في محطات الطاقة النووية التابعة لشركة الكهرباء الفرنسية إي دي إف استأنفوا الإضراب المرتبط بالأجور، الأمر الذي عطَّل أعمال صيانة فيما لا يقلّ عن 5 مفاعلات نووية.
وقالت وزارة الطاقة: "في ضوء الإضراب الذي قام به بعض موظفي بورت جيروم، في نورماندي، بدأت الحكومة بإلزام الموظفين الضروريين بالعمل لتشغيل المستودع"، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
الطعن على القرارات
شددت الكونفدرالية العامة للشغل على أنها ستطعن على إخطارات طلبات الإلزام بالعمل أمام المحكمة بمجرد استلامها.
وعلى الرغم من أن الحق في الإضراب منصوص عليه في الدستور الفرنسي، يمكن للحكومة أن تطلب حدًا أدنى من الموظفين اللازمين لاستمرار الخدمة بظروف معينة.
وعلى الرغم من الابتعاد في البداية عن التدخل في النزاعات العمالية بين الكونفدرالية العامة للشغل وشركات النفط الكبرى توتال إنرجي وإكسون موبيل، هددت الحكومة مؤخرًا بمصادرة مستودعات إيسو فرانس التابعة لشركة إكسون موبيل، وقالت، إن إجراءات مماثلة كانت ممكنة في توتال إنرجي إذا فشلت محادثات الأجور بمحاولة للسيطرة على أزمة الوقود في فرنسا.
وقالت الكونفدرالية العامة للشغل، إن الإضراب في مصافي التكرير الفرنسية التابعة لشركة توتال إنرجي استؤنف بجميع المواقع اليوم الأربعاء، ومن المقرر أن تُجري شركة توتال في وقت لاحق اليوم الأربعاء أول محادثات لها مع النقابات غير المشاركة في الإضرابات.
إضراب مصافي النفط
دخلت مصافي النفط في إضراب، ما تسبَّب في اضطراب أداء ما يقارب ثلث محطات الوقود في فرنسا، وأسهم بتعزيز نقص نواتج التقطير، وأبرزها الديزل، على الصعيد العالمي.
وتوقفت 60% من قدرات طاقة التكرير، وتأثرت عمليات التوزيع بمستودعات الوقود إثر الإضرابات العمالية وعمليات الصيانة بالمصافي التابعة لشركة توتال الفرنسية.
وتعمل الحكومة على إنهاء الإضرابات واستئناف العمل مرة أخرى لإعادة تشغيل المصافي من أجل حلّ أزمة الوقود في فرنسا، قبيل أزمة الطاقة المتوقعة خلال فصل الشتاء الوشيك في ظل غياب الوقود الروسي.
ويطالب العمال المحتجون بإجراء إصلاحات بقطاع المعاشات والتقاعد، لا سيما في ظل ارتفاع تكلفة المعيشة، مع أمور تتعلق بالأجور.
وتشهد 4 من مصافي التكرير الفرنسية تعطلًا منذ نهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي، اثنتان منها تابعتان لشركة توتال الفرنسية بالإضافة إلى مصفاتين تابعتين لشركة إكسون موبيل الأميركية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- أزمة الوقود في فرنسا تتفاقم.. وتوتال تعلن خطوة جديدة لتهدئة الموقف
- مسؤول: إضراب مصافي النفط في فرنسا يعطّل تقييد استهلاك الوقود
اقرأ أيضًا..
- عمال أقدم مصفاة نفط في الشرق الأوسط ينضمون إلى احتجاجات إيران (فيديو)
- أول رد رسمي من السعودية على التصعيد الأميركي بسبب أوبك+