لماذا يتخلّف إنتاج النفط الأميركي عن التوقعات رغم أزمة الإمدادات؟
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
كان هناك الكثير من الآمال المنعقدة على تعزيز إنتاج النفط الأميركي، حتى يحد من الضغط على المستهلكين جراء ارتفاع تكاليف الوقود في ظل أزمة الطاقة الحالية، لكن حتى الآن لم تكن الإمدادات على مستوى الطموحات.
ورغم أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة آخذ في الارتفاع، فإنه تخلّف عن العديد من التوقعات الأكثر تفاؤلًا لهذا العام (2022)، وفق تقرير حديث لشركة الأبحاث وود ماكنزي، كتبه إد كروكس.
وفي العام المقبل، ما زالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية تتوقع ارتفاع إنتاج النفط الأميركي إلى مستوى قياسي عند 12.6 مليون برميل يوميًا هذا العام، ليكون من المرجح أن يتجاوز الرقم السابق المسجل عند 12.3 مليونًا في عام 2019، بحسب البيانات التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
توقعات إنتاج النفط الأميركي
تتوقع وود ماكنزي ارتفاع إنتاج النفط الأميركي بنحو 550 ألف برميل يوميًا على أساس سنوي، ليصل إلى مستوى 11.73 مليون برميل يوميًا في العام الجاري.
ورغم أن هذه التقديرات تعني أن الولايات المتحدة ستكون ثاني أكبر مساهم في زيادة إمدادات الخام العالمية خلال 2022، بعد السعودية، لكنها ستكون أقل من النمو الذي توقعه كثيرون.
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية -في أحدث تقديراتها لشهر سبتمبر/أيلول- ارتفاع إنتاج النفط في الولايات المتحدة ليصل إلى 11.79 مليون برميل يوميًا في متوسط 2022، مقارنة مع 11.25 مليونًا في 2021.
ويُقارن ذلك مع مستويات كانت متوقعة عند أو أعلى من 12 مليون برميل يوميًا للعام الجاري خلال الأشهر من فبراير/شباط إلى أبريل/نيسان 2022، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ويوضح الرسم البياني الآتي الأداء الشهري لإنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة منذ عام 2019 وحتى يوليو/تموز 2022، وفق أحدث بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة:
في المقابل، كان محللو وود ماكنزي يتوقعون استمرار نمو إمدادات النفط الأميركية بوتيرة معتدلة في العام الجاري، مع استبعاد نمو الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميًا دون بعض الافتراضات غير الواقعية مثل تزايد إنفاق شركات الاستكشاف والإنتاج وخدمات الحقول.
ويأتي ذلك رغم ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 20% منذ بداية العام الجاري، مع تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، وإن كانت قلّصت مكاسبها في الأشهر الـ3 الماضية.
لماذا لم يفِ إنتاج النفط الأميركي بالتوقعات؟
كان هناك بعض التأثير في نمو إنتاج النفط الأميركي مع تراجع الأسعار خلال الأشهر الـ3 الماضية حول مستويات 90 دولارًا للبرميل لخام برنت، مقارنةً مع مستوى تجاوز 120 دولارًا للبرميل في أوائل يونيو/حزيران، ما أدّى إلى تراجع عدد حفارات النفط.
ويوضح الرسم البياني الآتي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- عدد حفارات النفط في أميركا حتى الأسبوع المنتهي في 30 سبتمبر/أيلول 2020:
وجاء ذلك مع مخاوف الركود الاقتصادي ومرونة الصادرات الروسية أمام العقوبات الغربية، إلى جانب الإفراج المستمر من احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي الذي انخفض إلى أقل مستوى منذ عام 1984.
وفضلًا عن ذلك، هناك 3 عقبات رئيسة حدّت من نمو إنتاج النفط الأميركي بوتيرة كبيرة هذا العام حتى الآن.
أولًا، التركيز على الانضباط الرأسمالي بدلًا من تعزيز الإنتاج، إذ يمارس المستثمرون ضغوطًا على الشركات لتقوية ميزانياتها العمومية ودفع عوائد للمساهمين، بعد تداعيات وباء كورونا.
ورغم ذلك، لا يواجه جميع المشغلين الضغوط نفسها، إذ تلتزم شركات مثل إكسون موبيل وشيفرون بأهداف طموحة لنمو الإنتاج في حوض برميان، وتواصل الاستثمار لتحقيق هذه الأهداف.
ثانيًا، استمرار قيود سلاسل التوريد، التي تؤدي إلى نقص في المعدات والعمالة داخل صناعة الاستكشاف والإنتاج في الولايات المتحدة، كما هو الحال عالميًا.
ثالثًا، الضغوط التي أوجدتها سياسات الحكومات المناخية ومتطلبات المستثمرين البيئية والاجتماعية والحوكمة، والتي تفاقم تحديات الصناعة.
وفي بعض الحالات، يريد منتجو النفط استخدام المزيد من الحفارات الحديثة في إطار تحقيق أهداف خفض الانبعاثات، ما قد يؤدي إلى تفاقم نقص المعدات، فضلًا عن أن السياسات المناخية قد تحد من الاستثمارات طويلة الأجل.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج النفط الأميركي يرتفع لأول مرة في 3 أشهر
- لماذا ترفض أميركا وكندا تكثيف إنتاج النفط والغاز؟ (مقال)
اقرأ أيضًا..
- مصافي التكرير الصينية تستعد لزيادة الإنتاج مع انتعاش الطلب المحلي (تقرير)
- حصة صادرات الديزل من الشرق الأوسط لأوروبا تقفز إلى 31% في سبتمبر